تذكرت وأنا أقرأ قرارات لجنة الانضباط الأخيرة التي أعقبت لقاء الهلال بالوحدة.. موضوعاً كنت قد كتبته في الموسم الفائت أن لجنة الانضباط نفسها تحتاج إلى انضباط.. وقلت حينها إنه لا فائدة تُرجى أو تُؤمل من انتقاد لجنة.. تكيل بمكيالين.. وقراراتها متباينة حد الضحك.. ولم أقل ذلك إلا بعد أن شاهدنا القرارات المتباينة التي تصدر تجاه هذا الفريق وذاك.. ومن لاعب لآخر.. من لجنة يفترض أن تسعى لإنصاف الجميع وتقديم الحقيقة والواقع..!
ولا أخفيكم بأنه كان يراودني بعض التفاؤل بأن الحال سيتطور للأفضل في بعض اللجان عقب التشكيل الجديد.. وكنت أمني النفس بأن شيئاً من التطور قد يطرأ على عمل وأفكار العاملين في هذه اللجان على اعتبار أن الإنسان يستفيد من أخطاء الآخرين الذين سبقوه في العمل.. مستندين أيضاً إلى أن من يعمل لا بد أن يتخلص من ميوله الشخصية التي لا دخل لها إطلاقاً في التعامل مع الأندية واتخاذ القرارات.. لكن كل الذي شاهدناه من لجنة الانضباط التي تشكَّلت مؤخراً دلل على أنني كنت مخطئاً في توقعي.. ومبالغاً في تفاؤلي.. لأن الواضح أن الهلال هو المستقصد في الموضوع وليس جماهيره.. لأن الأمر لو كان معاقبة جماهير الهلال على حد زعمهم لما نُقلت المباراة إلى المنطقة الغربية، وهي نفس الجماهير التي عُوقب الهلال من أجلها.. لكن كل ما نقوله صباحية مباركة يا لجنة..!
الفاهم الوحيد..!!
هكذا أراد أن يقنعنا رئيس لجنة الانضباط نابت السرحاني في حوار نشرته له الزميلة (الحياة) في تعليقه على قرارات اللجنة التي صدرت بحق الهلال في مباراته أمام الوحدة.. فقد قال نصاً بأن اللجنة اجتمعت صبيحة اليوم الذي تلا اللقاء ورفعنا التوصيات للرئيس العام بشكل عاجل وتمَّ إصدار البيان بعد ظهر اليوم التالي.. وهذا يعني أن (اللقاء) دُرس بشكل جيد.. وهنا لا أدري لماذا لم تجتمع اللجنة بعد ضرب كيتا لإخصائي علاج الهلال.. ولا أدري أيضاً كيف أعطى السرحاني لنفسه الحق في القول (إن اللقاء) دُرس بشكل جيد وربما يقصد هنا (الأحداث).. ثم يواصل: ولم يكن (اعتباطياً)؟.. وأجزم أن التقارير لم تصل صبيحة اليوم التالي لأن هناك تقرير المراقبين الفني والإداري إلى جانب التقرير الأمني.. فكيف وصلت بهذه السرعة (؟!) وكيف تمت دراستها.. ولم أفهم من كلامه بأن القرار لم يكن (اعتباطياً) سوى أنه يتهم قرارات زملائه السابقين بالقرارات الاعتباطية.. أم أنه سوء التعبير الذي لا يختلف عن قرارات اللجنة..!
ثم كيف يتهرب السرحاني عند سؤاله ماذا سيكون قرار اللجنة لو حدثت أحداث شغب في لقاء الهلال بالاتحاد؟.. فذكر بأنه لا يحكم على الغيبيات.. ودعوني أسأل السرحاني.. هل تعتقد بأن إجابتك كانت مقنعة.. أم تعتقد أنك بهذا تريد أن تضحك على الآخرين..!
جملة تناقضات وتخبيصات خاض فيها السرحاني عن جهل - إن شاء الله - كما هي توصيات وقرارات اللجنة لأننا نربأ به أن يقع فيها عن علم ودراية وتعمُّد.. إلا أن صحت الأخبار الصحفية التي تقول بأن لجنة الانضباط لم تعلم عن القرارات إلا بعد صدورها..!
بعيداً عن الحسابات..!
المستوى الكبير الذي قدَّمه التعاون في مباراته الأخيرة أمام أُحد.. أكد للمرة الألف بأن هذا الفريق يملك الكثير.. وأن لديه من الإمكانات ما يجعله في طليعة الفرق.. بل ما يجعله متصدراً دون منافسة من أحد..!
الحقيقة التي لا تقبل جدالاً أن التعاون يملك نجوماً لا يتوفرون في أغلب فرق الدوري.. والحقيقة أيضاً أن التعاون يجد دعماً شرفياً من رمزيه فهد المحيميد وياسر الحبيب لا تجده ربما في أبرز فرق الدوري الممتاز..!
لكن مشكلة التعاون تبقى دائماً في مزاجية لاعبيه.. فتلك المزاجية لا تدري متى تحضر ومتى تغيب.. وإن حضرت فبكل تأكيد سيكون التعاون في قمة حضوره.. ولاعبو التعاون ربما أنهم أيضاً لا يعرفون قيمتهم.. وأنهم بإمكانهم أن يكونوا في طليعة الفرق.. غير أنهم لا يعرفون قيمتهم إلا بعد فوات الأوان..!
التعاون أمس الأول حقق ثلاث نقاط مهمة دفعته لتحسين مركزه.. بيد أنه ما زال في مركز غير مطمئن.. والمهم أن تستمر روح اللاعبين في اللقاءين القادمين كي يبتعد الفريق عن أية حسابات قد ترمي به إلى المجهول.. والأهم أيضاً أن تكون المزاجية حاضرة مع عدم لخبطة التشكيل..!
الرباعية جاءت على أخطاء المدافعين
يستحق منا الفريق الاتحادي أن نشيد بالعرض الذي قدمه أمام نظيره الهلال.. ويستحق الاتحاديون عموماً أن نهنئهم على النتيجة الإيجابية التي حققها فريقهم أمام الهلال وجعل لعبهم على المباراة النهائية مسألة وقت ليس إلا..!
الحقيقة أن الاتحاد أجاد في هذه المباراة.. وإجادته جاءت بعد أن لعب أفراده على أخطاء مدافعي الهلال.. إلى جانب أن الاتحاديين نجحوا إلى درجة كبيرة في عزل ياسر القحطاني عن بقية زملائه بعكس الهلاليين الذين سمحوا لكيتا أن يستغل كل المساحات الفارغة داخل ملعبهم..!
والحقيقة أيضاً أن فريق الهلال لم يستطع التعامل مع المباراة وبالذات في شوطها الثاني بالشكل الصحيح.. بل استسلم تماماً لنده في الملعب ولم يتمكن أي من لاعبيه من إيقاف حالة الارتباك التي دبت في صفوف الفريق..!
التشكيل الذي بدأ به كوزمين لم يكن مثالياً والتبديلات لم تكن منطقية.. وإدراك أن الهلال أصلاً دخل اللقاء بظروف كانت في غاية الصعوبة نتيجة نقل لقاء الإياب إلى جدة وإيقاف أبرز نجومه التايب.. هذا بكل تأكيد إذا تجاوزنا الخطأ الكبير الذي وقع فيه الحكم الإسباني بيرناردينو ومساعده فيكتور بعدم احتساب جزائية الفريدي في الشوط الأول.. والأمر الذي لا يمكن أن نتجاوزه هو تخبيصات لجنة الانضباط التي أهدت التأهل للاتحاد قبل بداية المباراة..!
آخر الكلام
اللقطات التلفزيونية التي عرضتها قناة الart لمنصور البلوي كانت أكثر من إعادتها لجميع الهجمات الخطرة في المباراة..!
yazid1_5@hotmail.com