في اللقاء الأسري الجميل الذي تمَّ بين خادم الحرمين والمشاركين في اللقاء الأخير للحوار الوطني تحدَّث معالي الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاء الوطني للحوار حديثاً دقيقاً علمياً بعيداً عن المبالغة التي تخرج الموضوعات عن إطارها الصحيح، قال في حديثه أمام خادم الحرمين:
إن عمل المرأة قد استأثر بجزء كبير من الحوار الوطني الأخير المنعقد في القصيم، وأشار في تعليقه على ذلك إلى أن عمل المرأة الأساس إنما هو في المنزل، وهو عمل مهم يفوق معظم الأعمال التي تستقطب المرأة خارج منزلها من حيث الخطورة والأهمية، وأكد الشيخ صالح الحصين مسألة مهمة يتغافل عنها ويتناسها كثير ممن ينادون بخروج المرأة للعمل بانفعالٍ شديد يثير الانتباه ويبعث على التساؤلات، تلك المسألة هي (خروج المرأة للعمل خارج المنزل)، فالرأي السديد في هذا أن يكون خروجها لحاجة معلومة معروفة، وليس خروجاً مقصوداً في ذاته كما ينادي بذلك المندفعون في طريق إخراج النساء من منازلهن ومعاقل وظائفهن الفطرية المهمة في البيوت إلى الأعمال المختلفة مما لا علاقة للمرأة وسجيتها وطبيعتها به، وقد أكد الشيخ صالح هذه المعاني التي طرحها بوضوح كامل بالاستشهاد بتجربتين معلومتين مشهودتين في عصرنا الحاضر؛ التجربة الأولى: هي تجربة الشيوعية البغيضة التي أخرجت المرأة إلى ساحة العمل بصورة مخالفة للتعاليم الشرعية، وللآداب البشرية، وللفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، وهي تجربة فاشلة تماماً في حقيقتها، أنتجت فساداً اجتماعياً، وانحرافاً خلقياً، ومبالغة في الرذيلة، وفي إرهاق المرأة، والتشويش على وظيفتها الأولى في الحياة بصورة لا تخفى على كلِّ من يعيش في هذا العصر، ويشاهد الآثار السيئة لتلك التجربة الشيوعية في إخراج المرأة من منزلها.
أما التجربة الثانية التي أشار إليها الشيخ صالح في إخراج المرأة من منزلها بدون ضوابط تراعي طبيعتها وفطرتها، وطبيعة الحياة المتكاملة السليمة، فهي التجربة الأمريكية التي نراها بأعيننا، فقد أنجرفت بالمرأة إلى منحدرات المساواة الكلِّية مع الرجل بصورة بشعة أصبحت فيه الحياة الاجتماعية حياة بهيمية في معظمها، فقد أقحموا المرأة في أعمال ليست من اختصاصها، ولا توافق طبيعتها ونتج عن ذلك هذا الانحراف الهائل الذي تعوَّد على رؤيته معظم الناس دون أن يلتفتوا إلى سوئه وخطورته. إنها تجربة فاشلة بمقاييس الشرع الحكيم والفطرة السليمة، والعقل السليم، ولكنَّ أهل الباطل المستفيدين من هذه التجربة يصوِّرونها بصورٍ برَّاقة خادعة.
كلمة واضحة من معالي الشيخ أمام خادم الحرمين، وضعت الأمر في نطاقه الصحيح، فما أجدرنا بتبني مشروع يليق بنا في ضبط هذه المسألة!.
إشارة:
أيها المسلم أقبل.. أنت للدنيا ضياءٌ.. أشِعل القنديل أشعِل.