تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام احتفاليتها بيوم الصحة العالمي، حيث يمثل هذا اليوم ذكرى إنشاء منظمة الصحة العالمية وهو مناسبة دولية ووطنية للفت انتباه العالم كل عام، إلى موضوع يكتسب أهمية كبرى من زاوية الصحة العالمية.. ويركز يوم الصحة العالمي، في هذا العام 2008م على ضرورة حماية الصحة من الآثار الضارة الناجمة عن تغيُّر المناخ.

وقد اختارت منظمة الصحة العالمية هذا الموضوع اعترافاً منها بأن تغيُّر المناخ يطرح أمام أمن الصحة العمومية العالمي أخطاراً ما فتئت تتعاظم مما يضع بلدان العالم، أمام خيار زيادة التعاون فيما بينها، بهدف تحسين تأهبها لمواجهة المشكلات الصحية المرتبطة بالمناخ.

ومن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تعزيز ترصُّد الأمراض المعدية ومكافحتها وضمان استخدام إمدادات المياه المتضائلة بطريقة أكثر مأمونية وتنسيق العمل الصحي في حالات الطوارئ.

إن الأخطار الصحية الناجمة عن تغيُّر المناخ تُعتبر أخطاراً متنوعة وعالمية بحكم طبيعته وتتراوح بين ارتفاع مخاطر الظواهر المناخية القصوى وبين التغيرات التي تطرأ على ديناميكيات الأمراض المعدية حيث نجد أن كثيراً من أبرز الأمراض الفتاكة تتأثر بالظروف المناخية؛ وبالتالي فإن معدلات وقوعها وانتشارها تتغير بتغيُّر الأنماط المناخية.

وقد باتت الآثار الصحية الناجمة عن تغيُّر المناخ جلية في صور عدة منها تزايد عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر مقارنة بالماضي والتغير الجاري في نسبة وقوع الأمراض المحمولة بالنواقل وتفاقم أنماط حدوث الكوارث الطبيعية.. وستتعاظم تلك الآثار بشكل كبير بين الفئات المستضعفة التي تشمل صغار الأطفال والمسنين.

وتعتزم المديرية العامة للشؤون الصحية لمنطقة الرياض من خلال هذه المناسبة إلى إذكاء الوعي وفهم الجمهور بخصوص العواقب الصحية العالمية والمهمة محلياً الناجمة عن تغيُّر المناخ وكذلك الدعوة إلى إقامة شراكات بين التخصصات والقطاعات، من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي، تسعى إلى تحسين الصحة من خلال النشر السريع لإستراتيجيات التخفيف الرامية إلى كبح جماح تغيُّر المناخ وإعداد برامج تكيُّف استباقية بغية الحد من الآثار اللاحقة بالصحة إلى أدنى حد ممكن.

كما تحرص المديرية على استنفار الإجراءات الفعَّالة من قِبل المجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة والنظم الصحية والحكومات من أجل الحد من أثر تغيُّر المناخ في الصحة، وذلك من خلال التطبيق العاجل لتقنيات التخفيف والتكيف وتوجيه المرافق الصحية بالمنطقة إلى القيام بدورها في مواجهة التحديات.

وقد بدأت المديرية والأجهزة والمرافق التابعة لها الاستعداد مبكراً للاحتفال بهذه المناسبة حيث قامت بعض المرافق بالفعل في تنظيم الفعاليات التوعوية والمسابقات التي تحفز كافة شرائح المجتمع للتفاعل مع هذه المناسبة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.