أربع مناسبات مهمة مرّ بها النصر خلال شهر أبريل - نيسان المنتهي، لكن أياً من هذه المناسبات لم يحرك ساكناً في فتح صفحة جديدة تنبذ الحقيقة الجاثمة على صدر هذا النادي من مسلسل الخلافات التي لم يكن النصر الكيان محوراً حقيقياً لها في يوم من الأيام.
* عندما عاد النصر بطلاً بعد 10 سنوات من الغياب والصبر الجماهيري ظن البعض أن المناسبة حانت ليصل الوفاق النصراوي إلى النسبة القصوى بعد أن ظل حبيساً للنسبة الدنيا طوال السنوات الماضية.. لكن ماذا حدث؟ الإجابة لا تحتاج للتفكير.. لا جديد.. المختلفون مع الإدارة لأشخاصهم ظهروا مباشرة وقللوا بطريقة أو بأخرى من حجم العمل والإنجاز، بل لم يظهر صوت واحد ليقول: إن النصر حقق البطولة باستثناء صوت رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن (مجدد الأمجاد) الذي رفض نسب الإنجازات للأشخاص وقال: البطولة تنسب للنصر والجميع يقدمه النصر.
* بعد أيام من البطولة نجحت المساعي في ترتيب البيت الشرفي تحت مظلة هيئة أعضاء الشرف التي اختير لها رجل لا يختلف عليه اثنان هو الأمير تركي بن ناصر الشرفي الداعم والأب لأغلب النصراويين والشخص الذي لا يجب أن ينشق عن مجلس يرأسه نصراوي محب؟ لكن ماذا حدث؟.. وصف التنظيم الجديد بالانتقائي وتفنن المختلفون في سن التحفظات الواحد تلو الآخر بهدف واحد ليس له ثانٍ.. هو إيقاف مناسبة جديدة تسجل هدفاً صريحاً في مرمى مصلحة النصر العامة!!
* ثالث المناسبات.. اقتراب النادي من الحصول على عقد استثماري يتخطى عائده 250 مليون ريال مما يعني أن النادي سيدخل منظومة التكافؤ مع منافسيه ليكون شديد البأس في قادم السنوات ويحقق لجماهيره ومحبيه ما يريدون وينتظرون من نجوم وبطولات والاستقرار لأي إدارة تسير أموره.. لكن ماذا حدث أيضاً عندما اقترب هذا الحلم؟.. لقد برزت أسئلة خطيرة عن مصير تلك الأموال ووضع من التحفظات ما وصل لحد المطالبة بأن ترحل الإدارة وتأتي أخرى دون تحديد بالاسم ممن تتكون؟ ولا كيف ستكون أقدر تدبيراً للأموال من إدارة أعادت من دون دعم ثابت نصراً منطفئاً إلى نصر يشع ببطولة كانت أمنية ومستحيلاً من المستحيلات السبع أمام المشجع النصراوي!!
* رابع المناسبات وأهمها برأيي، بل وأكثرها فضحاً لحالة الاختلاف الشخصية بين النصراويين الآن هي حفل اعتزال ماجد.. وأي ماجد.. إنه ماجد عبدالله.. الفنان الذي رسم أجمل فرحة في النصر.. ماجد.. القاموس الذي يعود له كل منتمٍ للنادي عندما يريد الخروج من مقارنة صعبة.. ماجد الذي قدم للنصر الغالي والنفيس أكثر من 20 عاماً كان فيها النجم والحكاية التي تنتهي بالأحلام السعيدة وتشعر دائماً بالأمل والنصر في كل مناسبة.. ماجد الذي صبر وانتظر التكريم 10 سنوات من ذوي القربى دون أن يتحرك أحد ليفعل ذلك حتى والجار المنافس (الهلال) يستعرض ويستفزهم بثلاثة اعتزالات أسطورية لصالح النعيمة ويوسف الثنيان وسامي الجابر.. ماجد الذي يرفض الحديث عن حقيقة الانتظار لأنه تعود التضحية ويريد أن يستمر عليها ويربط حلم الاعتزال بالقدر حتى وإن طال.
لقد أثبت مهرجان الاعتزال الذي قدر له أخيراً أن يولد من عنق شركة صلة وبدعم من النصراوي الأصيل الأمير فيصل بن تركي أن الاختلاف لم يكن يوماً من الأيام هدفه النصر الكيان وإنما وراء الاختلاف أمور وأسرار غير معروفة البعد.
* كما أثبتت المناسبة الرابعة ومن قبلها ثلاث مناسبات أن الوفاق من المحال بين المختلفين وأن النصر ومن يشجعه الضحية إلا إذا ولدت المعجزة!!
* في النهاية.. ماذا ينقص النصر ليتخلص من لغة الاختلاف التي لا تفارق مناسبة ولا تنسى حدثاً ولا تترك فرحاً دون أن تدخل فيه؟
* ما ذنب جماهير الشمس أن تسطع ليلاً في المدرجات وتصبح على نار المختلفين كل صباح؟.. هل النصر ملك للجماهير أم فرع للمختلفين؟ أسئلة من شأن الإجابة عليها أن تنتهي بها علامات الاستفهام التي لم يعد أحد يفهمها.
خاتمة
* التحفظ على أمر واحد أو اثنان من عالم المعقول أما أن يكون على الرئيس ونائبه والمشرف ونائب المشرف وعلى مجلس الشرف والبطولة والعقد الاستثماري وحفل ماجد فهو غير المعقول بعينه؟!