حاولت جاهدة أن أكتب مقالاً عن ملتقى آفاق العلاقات العامة الثالث الذي أقيم مؤخراً وتشرّفت بحضوره ولكن بمجرد أن استرجعت كلمات المتحدثين رأيت أن هناك أسباباً تدفعني لعدم الكتابة، ولكن إلحاح الزميل الإعلامي محمد البرعي الذي أقنعني بأن أكتب رؤيتي وملحوظاتي عن الملتقى بحكم تخصصي الدراسي وخبرتي المتواضعة، فالملتقى جيد بشكل عام وهو الوحيد المتخصص في مجاله في المملكة العربية السعودية والجهود التي بذلت كبيرة ومشكورة، ولا بد من وجود قصور لكل عمل، ولدي ثماني ملحوظات أطرحها، مع تمنياتي للملتقى والقائمين عليه بالتقدم وتحقيق الهدف المنشود منه:

1- كلمة المتحدثين لا جديد فيها بشكل عام فهي إما متشابهة.. أو معلومات معروفة ومكررة من أيام الدراسة.. أو سهلة الحصول عليها من أي مرجع أو موقع إليكتروني، حاولت أن أبحث عن التجارب والطرق المفيدة في كلمة كل متحدث ولم أجد ما يقنعني.

2- مدة الملتقى كيومين غير كافية، فالافتتاح يأخذ وقتاً طويلاً تقريباً يوماً كاملاً والاختتام والتوصيات تأخذ يوماً، فهو كافٍ للحديث فقط إنما للمساعدة وطرح المشاكل ومناقشتها وإيجاد الحلول لها فلا يقل عن أربعة أيام.

3- طغى الاهتمام بالتحضيرات والتكاليف ورسوم الاشتراك مما أضعف الدور الفعلي للملتقى.

4- العشر الدقائق المحددة لطرح الأسئلة بعد كل محور غير كافية أيضاً لمناقشة كل شخص وهم ثلاثة أشخاص يتحدث كل منهم ما يقارب نصف الساعة فأين الفائدة المرجوة من شبه إجابات تلقى على مسامعنا؟!

5- المشاركة النسائية محصورة على ثلاث سيدات ولا أعلم هل احتكار من الرجل أم لعدم وجود سيدات ناجحات في العلاقات العامة، والحاجز الزجاجي بين المشاركين والمشاركات كان عنصراً سلبياً في الملتقى وما له ضرورة، فالجميع هنا سواسية حاضرون للمشاركة وهم في نفس المستوى والمكانة والدور، والسيدات من الفئة المثقفة والعاملة في المجتمع ولسن معزولات وسيدات بيت.

6- من الكلمات التي ترددت ولم تنل رضاي أبداً مصطلح (رجل العلاقات العامة) رغم وجود سيدات علاقات عامة.

7- كنت أتمنى أن يخرج الملتقى بعقد دورات تدريبية وتأهيلية للعاملين بمجال العلاقات العامة غير المتخصصين والطلبة خريجي أقسام العلاقات العامة ودعمهم ورعايتهم.

8- كما تمنيت أن يصدر الملتقى نماذج علمية وعملية مناسبة لإدارة العلاقات العامة بعدة مستويات تتناسب مع حجم الشركات والجهات في المملكة العربية السعودية.