Al Jazirah NewsPaper Friday  02/05/2008 G Issue 13000
الجمعة 26 ربيع الثاني 1429   العدد  13000
جامعة الحدود الشمالية
د. خلف بن رشيد الحربي-عميد كلية المعلمين في عرعر

بفضل الله العلي القدير وتوفيقه فقد تحقق على أيادي ولاة أمرنا الكرام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ترجمة أحلام أهالي منطقة الحدود الشمالية إلى حقائق بافتتاح جامعة الحدود الشمالية، وبدأت الحقائق تنمو يوماً بعد يوم، فأثمرت ثماراً يانعة: كليات مختلفة التخصصات: منها ما يغذي العقل والفكر، ومنها ما يثري هندسة المنطقة ومشاريعها ونهضتها العمرانية والجمالية، ومنها ما يسهم في رفع الوعي الصحي والحضاري، ومنها ما يسهم في نشر الثقافة المعلوماتية والحاسوبية. كليات طبية وأخرى هندسية وتقنية، وكليات شرعية وعلمية وأدبية وتربوية سيجد فيها الطلاب والطالبات ما يناسب ميولهم واتجاهاتهم دون أن يضطروا للدراسة خارج منطقتهم.

فالحمد لله والشكر والمنة، سيصبح عدد كليات الجامعة (20) كلية خلال العامين المقبلين لتشكل عقد الجامعة الجميل، منها سبع كليات قائمة حالياً: (المعلمين والعلوم للبنين بعرعر والتربية والمجتمع والعلوم الصحية للبنات بعرعر وكلية المجتمع للبنين والتربية للبنات برفحاء)، وست كليات ستفتح أبوابها -بمشيئة الله تعالى - مع مطلع العام الجامعي القادم (29-1430 هـ)، وتشمل (الطب والعلوم الطبية التطبيقية والهندسة بعرعر - الحاسبات وتقنية المعلومات في رفحاء - المجتمع للبنين والبنات بطريف)، وسبع كليات أخرى تشمل (كلية الحاسبات وتقنية المعلومات وكلية العلوم في طريف والهندسة والعلوم الطبية التطبيقية والصيدلة برفحاء وكليتي طب الأسنان والأعمال بعرعر) رُفعت توصية بشأنها من مجلس جامعة الحدود الشمالية إلى مقام مجلس التعليم العالي الموقر لأخذ الموافقة وذلك لخدمة التنمية وسوق العمل في المنطقة فهنيئاً لأبناء المنطقة من الشباب والشابات، وهنيئاً لأولياء الأمور من الآباء والأمهات، وهنيئاً للوطن بإنجازات قيادته الأبوية الرشيدة.

والشكر كل الشكر لولاة أمرنا: خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، والدعاء لهما بالتمكين والنصر والعزة، وأن يحفظهما المولى جلت قدرته ذخراً للوطن وللإسلام وللإنسانية جمعاء، والشكر موصول لمهندس هذه المنطقة: والدنا صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود - أمير منطقة الحدود الشمالية - متعه الله بالصحة والعافية الذي أمضى أكثر من نصف قرن من عمره المديد في خدمة دينه ومليكه ووطنه في هذا الثغر الغالي من مملكة الخير والإنسانية، فسموه يتابع نمو الجامعة بنفسه خطوة بخطوة، ويذلل كل ما يواجهها من صعوبات، وبفضل الله ثم متابعته لها وتشجيعه للقائمين عليها ساهم في تسريع انطلاقتها واكتمال عقدها في فترة زمنية قصيرة أسعدت كل المخلصين، ونالت استحسانهم.

ولا ننسى في هذا المقام أن نقدر الجهد الذي يُذكر فيُشكر لمعالي وزير التعليم العالي أ. د. خالد بن محمد العنقري الذي يسعى مخلصاً لترجمة توجيهات وتوجهات القيادة الرشيدة لتوطين التعليم العالي في ربوع الوطن الغالي عامة وفي الثغر الشمالي الجميل لمملكة الإنسانية خاصة، فقد كان معاليه يتابع تفاصيل مشروع الحرم الجامعي الذي أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشائه، وينتدب له كبار رجال الوزارة ومستشاريها لإخراج المشروع بالصورة المشرفة اللائقة بها، ونذكر في هذا المقام الزيارات المتكررة التي يقوم بها سعادة مستشار الوزير والمشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية الدكتور علي بن سليمان العطية الذي أشرف بنفسه على معرض الوزارة إبان الزيارة السامية وسهر عليه حتى ظهر المعرض بالصورة المشرفة التي عكست جهود وزارة التعليم العالي، ومازال سعادته يتابع بتوجيه من معالي الوزير مشروع الحرم الجامعي في المنطقة.

ولما صدرت الموافقة السامية الكريمة بإسناد عملية الإشراف على الجامعة إلى جامعة الملك عبدالعزيز بدأ معالي مديرها أ. د. أسامة بن صادق طيب بتشكيل اللجان الفنية المتخصصة، والتي يرأس هيئتها العليا بنفسه، لتقدم كل ما ينهض بالجامعة الجديدة لاستكمال بنيتها التحتية، وتوفير الموظفين الإداريين بمختلف المراتب والتخصصات، وتوفير التقنية والمباني المستأجرة، وإعادة تأهيل مباني الكليات التي انضمت للجامعة مثل (كلية المعلمين وكليات التربية والمجتمع والعلوم الصحية للبنات). ويظهر من خلال ما قدمته جامعة المؤسس (الجامعة المشرفة على جامعة الحدود الشمالية) في فترة وجيزة لصالح جامعة الحدود الشمالية حكمة القيادة الرشيدة بإسناد إدارة الجامعات الحديثة في سنوات التأسيس لجامعات عريقة كجامعة الملك عبدالعزيز، التي نوجز بعض أهم إنجازاتها فيما يلي :-

1- صدور توجيهات معالي مدير الجامعة لكافة قطاعات جامعة الملك عبدالعزيز الأكاديمية والإدارية بتسخير إمكاناتها المادية وخبراتها لتأهيل ما يناظرها في جامعة الحدود الشمالية.

2- تأمين القيادات الأكاديمية الفعالة والمؤهلة للكليات والعمادات المساندة من كوادر جامعة المؤسس حيث باشرت هذه القيادات مهامها بكل إخلاص وتفان.

3- تدريب وإعادة تأهيل الموظفين في الكليات القائمة، ويجري حالياً في مقر الإدارة العامة لشؤون الموظفين بجامعة الملك عبدالعزيز الإعداد لمسابقة وظيفية كبرى لشغل الوظائف الإدارية والمالية والخدمات العامة لتشكيل الهيكل التنظيمي والإداري الأساسي لجامعة الحدود الشمالية وكلياتها وعماداتها المساندة، تمهيداً لقيامها بالمهام الإدارية والمالية والخدمية، والاعتماد على نفسها.

4- تواصل أعمال اللجان الفرعية التي شكلها معالي مدير الجامعة من أجل استئجار المباني الجامعية المؤقتة في كل من عرعر ورفحاء وطريف مع رصد الاعتمادات المالية لتأثيثها.

5- عقد اجتماعات مجلس الجامعة: الأول والثاني في رحاب مدينة عرعر (العاصمة الإدارية للمنطقة)، وسيعقد الاجتماع الثالث - بمشيئة الله تعالى - في مدينة رفحاء، وسيعقد لاحقاً في مدينة طريف - بإذن الله- حرصاً من معالي مدير الجامعة بأن يقف أعضاء المجلس على احتياج كل مدينة من مدن الحدود الشمالية والعمل على تسديده.

6- تقوم جامعة الملك المؤسس عبدالعزيز ممثلة في عمادات تقنية المعلومات والقبول والتسجيل ومركز الحاسب ببناء برامج وقواعد بيانات معلوماتية لجامعة الحدود الشمالية تحاكي آخر ما توصلت إليه جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز، ومنها برامج القبول والتسجيل وشؤون الطلاب والبرامج المالية والإدارية والموظفين والبعثات والميزانية ... الخ.

7- إعادة تأهيل وصيانة مباني الكليات القائمة حالياً، والزائر لكليات جامعة الحدود الشمالية يلاحظ ورش التطوير وإعادة التأهيل وإضافة الملاحق الضرورية في كل كلية من كليات الجامعة.

8- تعيين عشرات المعيدين والمعيدات والمحاضرين والمحاضرات في كليات الجامعة، وعملية التعيين مستمرة على ضوء الاحتياج ووفقاً للضوابط، وكذلك تفعيل عملية الابتعاث الداخلي والخارجي للمعيدين والمحاضرين من خلال تبسيط الإجراءات للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه.

9- على الرغم من حداثة جامعة الحدود الشمالية، فإنها ضمت لمشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، ومن البرامج التي حظيت بها جامعة الحدود الشمالية (برنامج القيادة الأكاديمية الفعالة - التخطيط الاستراتيجي - مهارات البحث في المصادر الإلكترونية والإنترنت - الاعتماد والتقويم الأكاديمي) وما زالت برامج التطوير مستمرة.

10- إقرار الفصل الصيفي لأول مرة في كليات منطقة الحدود الشمالية، حيث مكنت الكليات من أداء دورها في خدمة المجتمع واستثمار وقت الفراغ لصالح شباب المنطقة، كما أن عمادة القبول والتسجيل بجامعة المؤسس الملك عبدالعزيز عالجت أوضاع عدد ليس بالقليل من الطلاب بمنحهم فرصاً استثنائية لرفع معدلاتهم التراكمية، وكذلك اعتماد نظام القبول الإلكتروني الفوري في جميع كليات جامعة الحدود الشمالية لضمان العدل والسرعة والدقة.

11- البدء بصرف مكافأة الحاسب الآلي لكل عضو هيئة تدريس قام بتأسيس موقعاً إلكترونياً تفاعلياً للتواصل مع طلابه.

12- رفع توصية بإعادة هيكلة كلية المعلمين وكليات التربية للبنات إلى مقام مجلس التعليم العالي للموافقة، ومن ثم سيتم تكليف الأقسام الأكاديمية بالكليات بتشكيل ورش العمل الخاصة بإعادة الهيكلة الإدارية وتطوير المناهج والمقررات.

13- حصر الكفاءات الوطنية العاملة في كليات المنطقة تمهيداً للاستفادة من خبراتهم في المجالات التي يتميزون بها من خلال السير الذاتية، كذلك العمل على استقطاب أصحاب المؤهلات الطبية والهندسية من الوطنيين العاملين في المستشفيات والإدارات الهندسية للمساهمة في انطلاق الكليات الطبية والهندسية في المنطقة.

14- إرسال لجان تعاقد للدول الشقيقة والصديقة بوقت مبكر لاختيار أفضل الكفاءات العلمية للتدريس في الكليات الحديثة.

15- وبما أن العمل البشري لا يخلو من أخطاء أو سلبيات فتوجيهات الإدارة العليا في الجامعة تقتضي - عند معالجة القصور- ضرورة الالتزام بمبدأ التبين وتشخيص المشكلة بدقة، ومن ثم معالجتها جذريا بحكمة ونظام.

16- علاوة على ما تزخر به جامعة الملك عبدالعزيز من إمكانات بشرية ومادية وتقنية، ومن قيادات إدارية وكوادر أكاديمية عالية الخبرة والتأهيل، وما تتمتع به من رغبة صادقة في بناء بنية تحتية قوية للجامعات التي تشرف عليها، فإنها اكتسبت أيضاً خبرة تراكمية متميزة من خلال إشرافها السابق على جامعات جازان وتبوك وطيبة انعكست إيجاباً بفضل الله تعالى لصالح جامعة الحدود الشمالية (آخر عنقود الجامعات التي تشرف عليها).

وفي الختام، فإن كاتب هذه السطور أراد بها الإجابة عن تساؤلات واستفسارات يسمعها من أولياء الأمور والطلاب الذين يتطلعون لمعرفة الكليات الجديدة ومدى استعداد الجامعة للبدء بها، فأراد طمأنتهم ونقل البشرى لهم، والقادم أجمل وأحلى لأبناء المنطقة - بإذن الله- في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، وفي منطقة شرُفت بأميرها الإنسان (ابن مساعد) حفظه الله، وبمؤازرة جامعة المؤسس العريقة التي قدمت وتقدم بإذن الله كل ما يتطلع له أبناء المنطقة، وما على طلابنا وطالباتنا إلا الجد والاجتهاد- بعد التوكل على الله- ليفوزوا بالكليات التي يرغبونها.اللهم أحفظ بلادنا وإمامنا ومقدساتنا من كل مكروه، وأتم علينا نعمك الظاهرة والباطنة برحمتك يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد