استبشر المواطنون في المملكة والموظفون بشكل خاص بالأمر السامي الكريم رقم 8422 - م - ب وتاريخ 25-6-1426هـ الخاص بمعالجة وضع المتعاقد معهم وفق نظام الوظائف المؤقتة بالإضافة إلى المعينين حسب لائحة المستخدمين ولائحة بند الأجور. وتثبيتهم على وظائف رسمية بالدولة ونسأل الله أن يديم نعمته على المملكة وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة الرشيدة لكل خير.
ويشكل هاجس الترقية هما كبيرا لجميع العاملين الرسميين في أجهزة الدولة وقد يغفل كثير من الموظفين الطرق السريعة والأمثل لتحقيق طموحه الوظيفي والمتمثل في الترقية، وقد لاحظت ذلك من خلال عملي في الإدارة العامة لشؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم.
ومن المناسب أن يتم إيضاح بعض النقاط. لتساهم في إثراء معلومات الموظف والموظفة ممن تم ترسيمهم وتثبيتهم على وظائف رسمية لأن أمامهم حياة وظيفية طويلة سيستطيع الموظف والموظفة تكوين أرضية معلوماته تفيده في مستقبله الوظيفي ومن خلالها يتطور ويتقدم مستوى العمل بشكل عام وتعم الفائدة الجميع وتتحقق الاستفادة من قرار تثبيت العاملين على بند الأجور والمستخدمين والوظائف المؤقتة على وظائف رسمية والذي سيساهم في الاستقرار الوظيفي والذهني لموظفي الدولة مما يساعد في تطوير العمل الإداري الحكومي للأمام.
ويسرني هنا أن أوضح بعض النقاط المهمة لمستقبل الموظفين والموظفات الذين تم ترسيمهم وتثبيتهم على وظائف رسمية في مختلف المراتب:
* يجب على كل موظف وموظفة أيا كانت مرتبته أو مرتبتها أن يسعى جاهدا للتزود والاطلاع على اللوائح والأنظمة المختلفة وبالأخص فيما يتعلق بمهام عمله لأن الأنظمة واللوائح تعتبر بحراً عميقاً ومعرفتها هي الطريقة الأسرع والأمثل لتحقيق طموح الموظف الساعي للترقية دون تأخير بعد توفيق الله ويجب على الموظف والموظفة لتحقيق ذلك الهدف (الاهتمام بالآتي):
أولا: التدريب:
فيعتبر التدريب من أهم الوسائل التي تساعد الموظف على الرقي بمستواه الوظيفي سواء في المعاهد الرسمية أو الأهلية لأن تدريب الموظف يساعد على احتكاكه بزملاء آخرين في قطاعات أخرى مما يسهل معرفة تجارب الآخرين في أعمالهم سواء من حيث كيفية إيجاد الحلول للمشاكل التي اعترضتهم أو تطويرهم للأعمال. ولنفرض أن المتدرب تدرب مع عدد عشرة أشخاص وخبرة كل واحد منهم 5 سنوات. فإن الحصيلة الاحتمالية التي سيجنيها من هذا الاحتكاك تعادل خبرة (50 سنة) خمسين سنة. على اعتبار أن كل متدرب سينقل خلاصة تجاربه الوظيفية سواء في إيجاد حل للمشكلات أو تطوير العمل.
* أما من ناحية الفائدة الرقمية. فإن المتدرب سيحصل على نقاط ستساعده في الترقية والتفوق على أقرانه حيث إن كل أسبوع تدريبي يحسب له ربع نقطة بمعدل 1 نقطة في الشهر كامل سواء أكان هذا الشهر متفرقاً أو متواصلاً. بشرط أن يكون التدريب في معهد معترف به من وزارة الخدمة المدنية مثل (معهد الإدارة) الذي يعتبر نموذجاً ممتازاً لتدريب موظفي الدولة علما بأن الموظف لا يحق له خلال السنة الواحدة سوى شهر واحد فقط (أي نقطة واحدة خلال السنة وهكذا).
* كما أن التدريب يساعد الموظف على إمكانية ترقيته على وظيفة غير مسمى وظيفته الفعلي.
مثل أن يكون مسمى وظيفته مدقق شؤون موظفين وحصل على دورة تدريبية لمدة شهر في مجال المحاسبة فإنه في هذه الحالة يمكن ترقيته على وظائف المحاسبة إضافة لوظائف الموظفين.
ناهيك عن المزايا المادية التي سيحصل عليها المتدرب المتمثلة في تذاكر الطيران من مقر عمله للمدينة التي يقع فيها المعهد. والانتداب خلال مدة التدريب.
ثانيا: الاجتهاد:
يجب على الموظف أن يلم بشتى الأعمال الوظيفية وأن لا (يوفر نفسه) بحجة أن العمل المكلف به ليس من اختصاصه. وعليه أن يسعى لتلبية رغبة رئيسه في حالة توجيهه لأي عمل إضافي لأن المصلحة في النهاية ستعود على الموظف نفسه وزيادة خبرته في مجال عمل آخر.
ثالثاً: التكليف:
في حالة تكليف الموظف بأي أعمال أخرى غير مسمى وظيفته فحري بالإدارة المعنية أن تكلفه رسميا بخطاب يوجه للموظف. لأن هذا التوجيه سيستفيد منه الموظف في حالة الترقية وسيساهم في ترقيته على مجال آخر غير مسمى وظيفته الفعلي وعلى الموظف الاحتفاظ بصورة من خطاب التكليف لوقت الحاجة للترقية.
رابعاً: نماذج العمل:
يجهل كثير من الموظفين أهمية الاحتفاظ بصورة من نماذج العمل التي أداها الموظف خلال خدمته الوظيفية لذا يجب على الموظف الاحتفاظ بصور من نماذج عمله خلال حياته الوظيفية لتساعده في الترقية على أي وظيفة مناسبة مستقبلا غير مسمى وظيفته الفعلي أو النقل أو التحوير.
مثلا لو كان الموظف على وظيفة (محاسب م 5) وتم تكليفه على وظيفة في شؤون الموظفين فإن بإمكانه الترقية على وظيفة (مدقق شؤون الموظفين م 6) في حال تقديمه نماذج عمل في شؤون الموظفين وهكذا مع إمكانية الاستفادة من نماذج العمل في الترقية للمراتب 7 - 8 - 9 وغيرها وفي أي مسمى وظيفي آخر مارس الموظف عمله فيه. ويمكنه الاحتفاظ بثلاثة نماذج أو أربعة خلال السنة الواحدة.
خامساً: الانضباط:
يجب على الموظف أن يدرك ويعرف واجباته الوظيفية التي قد تدفعه للأمام أو -لا قدر الله- تؤدي إلى فصله من عمله حيث إن التعليمات والأنظمة تقضي بفصل الموظف في حالة تغيبه عن عمله (دون عذر مشروع) مدة خمسة عشر يوما متواصلة أو ثلاثون يوما متفرقة خلال السنة.
ومن الضروري لكل موظف الاحتفاظ باللوائح التي أعدتها وزارة الخدمة لتساهم في تطوير العمل الإداري لموظفي الدولة والاطلاع عليها في كل الأوقات سواء أوقات العمل الرسمي وغيره.
وفهم اللوائح لا يقتصر على الكتيبات بل يتعداها إلى الاستماع للمحاضرات والندوات سواء المرئية أو المسموعة أو الحضور الفعلي للندوات لأن ذلك سيساعده على سرعة إنجاز الأعمال المناطة به وعدم التأخر في إنجازها والعكس.
سادساً: التدوين:
حري بكل موظف أن يقوم بتدوين بعض اللوائح واختصارها والاحتفاظ بها في سجل خاص به يمكنه الرجوع إليها مباشرة عند ورود معاملة أو حالة نادرة.
ويجب على الموظف أن يدرك أن فهم اللوائح والأنظمة لن يقدم على طبق من ذهب بل يجب عليه أن يسعى للمعرفة بنفسه والبحث عن الحلول من خلال تكثيف الاطلاع والبحث في اللوائح.
وعلى كل موظف أن يتقي الله في عمله ويحرص كل الحرص على إنجاز العمل أولاً بأول وأن يضع نفسه مكان المواطن الذي يراجع لإنهاء معاملته ويأتي من مكان بعيد.
* خاتمة:
يجب على كل مدير أن يشيع روح الأخوة والمحبة بينه وبين الموظفين أنفسهم لأن المصلحة أولاً وأخيراً للإدارة ويجب على كل مدير أو مسؤول أن يحرص على تزويد الموظف باللوائح والأنظمة ليسهل عليه العمل وإنجاز المعاملات في وقتها لأن نجاحه من نجاح الموظف في سرعة إنجاز العمل والعكس كذلك.
مع ضرورة المتابعة الدقيقة لنفسية الموظف وتشجيع الموظفين على الالتحاق بالبرامج التدريبية المختلفة لأن التدريب عنصر أساسي لتطوير قدرات العاملين مهما كانت مؤهلاتهم العلمية.
كما يجب على المدير أن يوضح للموظفين كافة كيفية الترقية واحتساب النقاط وأهمية تقويم الأداء الوظيفي للموظف حتى يدرك الموظف كيفية الوصول للترقية التي تشكل هاجس كل موظف وتدفعه للأمام والالتزام بأوقات الدوام الرسمي والأعمال المناطة به.
oodaibi@yahoo.com