Al Jazirah NewsPaper Friday  02/05/2008 G Issue 13000
الجمعة 26 ربيع الثاني 1429   العدد  13000
عدد من القائمين على جمعيات التحفيظ ل(الجزيرة):
مسابقة الأمير سلمان القرآنية أسهمت في تحفيز الجمعيات وتنشئة جيل مرتبط بأخلاق القرآن الكريم

كتب - مندوب الجزيرة

أجمع عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق المملكة المختلفة على أن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم أسهمت في حفز الجمعيات الخيرية على زيادة الاعتناء بالقرآن الكريم، والاهتمام بحفظته من البنين والبنات، وتنمية قدرات التلاوة والحفظ والتجويد لديهم؛ حتى يتمكنوا من نيل رضا الله سبحانه وتعالى بحفظ كتاب الله.. ثم شرف المشاركة في منافسات المسابقة التي تقام كل عام في مدينة الرياض.

واتفقوا في تصريحات لهم أن المسابقة كان لها كثير من الآثار الإيجابية، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع؛ حيث أسهمت في بناء مجتمع صالح ومتماسك من خلال تربية النشء والشباب على كتاب الله، وأحكامه، وآدابه، وكذا تنشئة جيل سوي مرتبط بأخلاق القرآن، حريص على مجتمعه ورقيه وازدهاره.

التخصص والبروز

رئيس الجمعية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي يؤكد أن هذه المسابقة المباركة كان لها أثر كبير وملموس على سائر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ويدل على ذلك كثرة المشاركات الفعّالة من كل مناطق المملكة، بل ومن المناطق النائية، وهذا يعطينا دلالة على الزخم الذي وصلت إليه المسابقة بعد أن كانت المشاركة فيها مقتصرة على بعض الجمعيات العتيقة حتى غدا مستوى هذه المسابقة يتطلب من الجميع جهوداً كبيرة؛ لنيل مستويات متقدمة.

ومن خلال واقع طلابنا المشاركين في هذه المسابقة فإنها تعد مفتاحاً لهم تؤهلهم إلى التخصص والبروز الواضح في هذا المجال، بل أصبح منهم من تأهل للإمامة في المسجد الحرام، ومنهم مَن عُيّن معيداً أو محاضراً في الجامعات. ولتفعيل دور هذه المسابقة وتطويرها نقترح: الدقة في اختيار لجان التحكيم بصورة دقيقة تراعي التخصص الدقيق للمسابقة، وإشراك الجمعيات المتميزة في إدارة هذه المسابقة بحيث تشكل لجنة عليا من هذه الجمعيات لوضع الضوابط واختيار لجان التحكيم والإشراف على المسابقة وتطويرها، ويضاف إلى لجان التحكيم الحالية عناصر من الفائزين المتميزين في هذه المسابقة الذين مضى على فوزهم فترة زمنية كافية وواصلوا تخصصهم في هذا المجال، وأرى أن يوكل الإشراف في مسابقة البنات إلى إدارة القسم النسوي في الجمعيات التي يوجد لديها قسم خاص بالبنات أسوة بقسم البنين؛ وذلك مراعاة للتخصص والدقة في اختيار المرشحات.

الحصن المنيع

وفي الشأن ذاته قال رئيس الجمعية بمنطقة الرياض الشيخ سعد بن محمد آل فريان: إن لهذه المسابقة آثاراً كثيرة وكبيرة جنتها الجمعيات، منها زيادة الإقبال في كتاب الله عزّ وجلّ بين الطلاب والطالبات، وأصبحت حصنا منيعاً لهم من الزلل، وساهمت المسابقة في إعطاء صورة طيبة عن هذا البلد الكريم في الاهتمام بكتاب الله، وقد أذكت هذه المسابقة روح التنافس الشريف بين الشباب من الجنسين وربطتهم بكتاب الله تعالى.

مضاعفة الإقبال

من جانبه أكد رئيس الجمعية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب أن هذه المسابقة حفزت الناشئين من البنين والبنات على الإقبال على القرآن الكريم، وتشجيعهم على حفظه وإجادة تلاوته ومعرفة معانيه، وارتفاع مستوى الطلاب في الضبط من خلال المراجعة المستمرة، وتحسن الأداء وتطبيق التجويد في قراءات كثير من المشاركين، وشحذت المسابقات همم الشباب على استغلال أوقاتهم فيما يعود عليهم بالخير والفائدة، وينأى بهم عن مسالك الانحراف الفكري والسلوكي، وتخلُّق هذه الفئة بآداب القرآن الكريم والتزامهم بما جاء فيه من آداب وأخلاق وأحكام تطبيقاً وعملاً، وقوة ارتباط الشباب بالقرآن الكريم ومواظبتهم على الحضور إلى حِلق التحفيظ.

وقال: إن صاحب القرآن يحمل معه لواء نصرة الشريعة، ولواء مضادة أعداء هذه الشريعة من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ومن الذين حاربوا الأمة، وهم من أهلها، من الذين غلوا في دين الله جل وعلا واتخذوا التكفير والتفجير مركباً لهم. ويحمل معه أيضاً شدة التزامه بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر؛ لأنه يحمل في صدره قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، وأن صاحب القرآن يحمل صاحبه على أن يكون عدلاً في كلماته، وفي أعماله، فهم أهل العلم مستقبلاً الدعاة والقضاء وأئمة المساجد الذين يحملون مشعل النور بهذا القرآن في وجه الفئات الضالة، التي اتخذت التكفير والتفجير شعاراً ودثاراً لها. وحملة القرآن هم سفينة المجتمع التي لا تقبل أن يخرق أحد فيها خرقاً، وخاصة إذا كان باسم الدين.

وشدد الشيخ الرقيب: فحملة القرآن هم الذين يحملون الراية في وجه هؤلاء، وأسهمت المسابقة في بناء المجتمع، وأسهمت بشكل فاعل في تربيته تربية إيمانية صالحة ليتحقق الاستخلاف في الأرض وعمارة الكون التي أرادها الله لعباده المؤمنين، والتي لن تتحقق إلا بعد تحقق الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، وتنشئة جيل سوي مرتبط بأخلاق القرآن الكريم متوائم مع مجتمعه، له رؤيته الواضحة البناءة في التكامل مع الآخرين، متجانس مع بيئته، طموح ويعرف قدر تعلم وفضل العلماء. وقد ضاعفت هذه المسابقة من إقبال الطلبة السعوديين على حلقات تحفيظ القرآن الكريم.

توثيق المسابقة

وفي السياق ذاته قال رئيس الجمعية بمنطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد: إن من الآثار التي جنتها الجمعيات من هذه المسابقة المباركة أنها تشجع الناشئة من بنين وبنات على التنافس في حفظ كتاب الله العزيز وإجادة تلاوته وتفسيره والتخلق بأخلاقه وآدابه، والرقي بمستوى المتسابقين عاماً بعد عام؛ ما يجعلها متميزة عن غيرها من المسابقات، كما أنها أسهمت في تشجيع ودعم حفظة كتاب الله وضبط قراءتهم على أحكام التجويد وتنمية مهاراتهم، وضاعفت هذه المسابقة من جهود الجمعيات لتهيئة طلابها للتنافس مع بقية الطلاب، بل إن الآباء والأمهات أصبحوا يشجعون أبناءهم على الفوز في هذه المسابقة الطيبة. وأقترح لتطوير المسابقة حتى يعم نفعها وتتسع فائدتها: تسجيل فعاليات المسابقة بالصوت والصورة على سيديهات (CD) وإرسال نسخ منها إلى الجمعيات في المناطق، ويستحسن أن يعمل دبلجة لتلك التسجيلات بحيث ترتب قراءات المتسابقين في كل فرع مع ذكر المتسابق والفرع المشارك فيه والجهة المرشحة له، وتدوين الأخطاء والملاحظات المهمة التي تؤخذ على كل مشارك من الطلاب وإرسالها إلى الجهة المرشحة له لتلافيها في المستقبل، وحضور مندوب عن كل جمعية من المناطق؛ لإطلاعهم على فعاليات المسابقة والملاحظات التي تؤخذ على المشاركين من طلابهم.

مشروع تربوي

ويقول رئيس الجمعية بمنطقة حائل الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز السليم: مسابقة الأمير سلمان هي مشروع تربوي خيّر، وهي واحدة من أعمال سموه الكثيرة الخيّرة، وحلقة في سلسلة مبادرات مباركة يشهدها أهل هذه البلاد وغيرهم من سموه الكريم، وقد شارك أبناء الجمعية في هذه المسابقة ويشاركون بها كل عام، ومن ثمراتها الكبيرة أنها تُعرِّف الناشئة والشباب بأهمية كتاب الله واهتمام ولاة أمر بلادنا - حفظهم الله - بالقرآن الكريم، كما أنها منحت الشباب فرصة للتعرُّف على العلماء والمشايخ والمهتمين بالدراسات القرآنية عن قُرب، ومنحتهم جواً من التواصل التربوي مع زملائهم الحفظة من شتى المناطق والمحافظات.

الحافز المادي

ويؤكد رئيس الجمعية بمنطقة جازان الشيخ عيسى بن محمد الشماخي أن لمسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات أثرها البارز في تشجيع الطلاب والطالبات والإقبال على حلقات القرآن الكريم. وقد فجرت فيهم طاقات من التنافس في حفظ كتاب الله تعالى، وقد لمسنا هذا من خلال إجراء المسابقة لدينا بالجمعية وفروعها. فجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خير الجزاء على هذا الدعم السخي والاهتمام بالقرآن وأهله.

ومن أهم المقترحات لتطوير هذه المسابقة ما يلي: التركيز الجيد على إعداد الطلاب الذين يشاركون في المسابقة من المناطق وتأهيلهم تأهيلاً مناسباً، وزيادة عدد الحاصلين على الجائزة في كل فرع إلى خمسة بدلاً من ثلاثة، وزيادة الحافز المادي للطلاب الذين يرشحون من قِبل المناطق للمشاركة في المسابقة.

سمعة الجائزة

ويقول رئيس الجمعية بمنطقة الباحة الشيخ محمد بن عبدالله بن غنام: إن مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تعتبر من أهم الحوافز للتنافس بين الطلاب والمدرسين على حفظ القرآن الكريم وإتقانه تلاوة وتجويداً وتفسيراً، بل إن الجمعيات تترقب موعد هذه المسابقة بشوق لتقدم أبرز فرسانها من الحفاظ، وأيضا فإن سمعة الجائزة ومكانتها محلياً وعلى مستوى العالم الإسلامي يتحدث فيهما الرجال والنساء وحتى الأطفال، وقد قدمت الجمعية بمنطقة الباحة نماذج حازت مراكز متقدمة، وحاز أحد طلابها المركز الأول في الفرع الثاني على مستوى جائزة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بل شاركت الجمعية في المسابقات الدولية على مستوى العالم الإسلامي. ورأى أنه من المناسب لإذكاء هذه المناسبة أن يكون في كل فرع عشرة بدلاً من خمسة، حيث يكون في كل مركز اثنان؛ لتوسيع مجال التنافس بين الحفاظ على ذات المستويات، وأن تنفذ مسابقة البنات عن طريق الجمعيات في المناطق؛ لأنها صاحب اختصاص في هذا المجال، وأصبح لديها ولله الحمد الكفاءات الجيدة لإخراج المسابقة إخراجاً متميزاً. وعلى مستوى المملكة تنفذ من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؛ لأن الملاحظ أنه بالنسبة إلى إدارات تعليم البنات يكون هذا العمل عبئاً إضافياً بينما بالنسبة إلى الجمعيات فهو عمل أساسي تختص به، وأرى أن هذا أجدى.

تهيئة الحفاظ

ويستعرض رئيس الجمعية بجدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي بعضاً من النتائج الإيجابية التي حققتها المسابقة المحلية لجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، وقال إنه لا يمكن حصرها في معرض إجابة قصيرة، وتنبع أهمية هذه المسابقة في حفز الجمعيات على مزيد من الإنتاجية في تخريج حفاظ القرآن الكريم والتركيز على نوعية الحفظ ومدى الإتقان، فليست العبرة فقط بالحفظ وحده؛ فإن لدى الجمعيات من الكفاءات والمنافسين ما يجعل الفوز بالجائزة ليس بالأمر الهين؛ لذلك ركزت الجمعيات على تهيئة الحفاظ لتكون مستوياتهم منافسة على هذه الجائزة. وأقترح أن يتم فتح المشاركة في هذه المسابقة لكل مرشحي الجمعيات من الحفاظ دون الالتزام بجنسية محددة لاعتقادي أن هذا الإجراء سيزيد من وتيرة التدريب والتهيئة، وسيرفع من حجم المنافسة، وذلك يتماشى مع الأهداف التي أنشئت من أجلها المسابقة.

الدعم الإعلامي

ويرى رئيس الجمعية بوادي ليه الشيخ عضة بن علي العوفي أن أهم الآثار هو غرس معنى الاهتمام بكتاب الله تعالى في نفوس الطلاب والطالبات، وتأكيد أهمية الإتقان، وحسن التلاوة والإجادة، وحسن الضبط في حفظ القرآن الكريم.. ونقترح أن تدعم هذه المسابقة على مستوى المناطق والمحافظات إعلامياً ومادياً.

حفل في كل منطقة

ويؤكد رئيس الجمعية بالبكيرية الدكتور عبدالله بن علي الدخيل أن وصول مسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم لعامها العاشر دليل نجاح وازدهار، وآثارها في نفوس المشاركين خير دليل على صدق النجاح، فكم من حافظ سعى في إكمال حفظه فأعجزته المشاغل، ولكن بعد هذه المسابقة كان التنافس لبلوغ المنى للمشاركة والفوز فيها، فثمارها جلية للعيان وينتظرها الصغير والكبير.. مقترحاً إقامة الحفل في كل منطقة ليكون أدعى للحث والمشاركة، وتخصيص إعانة مادية للجمعية التي يشارك فيها أكبر قدر من الطلاب، ووضع صفحة إعلامية مجانية في المجلة المصاحبة للجمعيات التي تشارك.

العيون الجارية

ويقول مدير الجمعية بالخرج الشيخ عبدالله بن محمد الخليفة أن المسابقات تثير التنافس الشريف بين الحلقات وبين الأفراد حتى لو كانت دون جوائز رمزية، فكيف إذا كانت جوائزها سخية قد تؤثر على مسار حياة الإنسان والشباب خاصة في مشروع زواج أو سيارة أو سداد دَيْن، خاصة أن الشباب كثير منهم، وكثيراً جداً لا يملكون سيولة مادية ولا المتطلبات الضرورية فيأتيهم هذا الفرج، فكأن الجائزة من باب قوله تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، ثم إن هذا الرزق الذي وصل ليد الطالب بسبب القرآن يكون مباركاً حلالاً ومهماً جداً؛ حيث قلّت مصادر الرغيف الحلال، والمكسب الحلال سبب لصلاح الطالب نفسياً ودينياً وعلمياً، وصلاح الفرد صلاح للمجتمع. جزى الله سمو الأمير سلمان خير الجزاء. وأقترح - وربما أن سموه سبق إلى هذا التفكير لضمان الاستمرارية - أن يُجعل لهذا المشروع عيون جارية له، مشاريع استثمارية تضمن استمراره صدقة جارية تبقى لسموه، لا تنقطع بوفاته. جعلها الله بعد عمر طويل في خدمة الإسلام والمسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

خبرات الآخرين

أما رئيس الجمعية بحداد بني مالك الشيخ عايد بن خاتم الثقفي فيقول: لقد استفاد الطلاب المشاركون في هذه المسابقة فائدة عظيمة أثناء هذه المسابقة، وكذلك أثناء مشاركة زملائهم في التنافس الشريف في حفظ كتاب الله تعالى. ولقد حققت المسابقة الثمار المرجوة منها، وعادت فائدتها على الطلاب أنفسهم من حيث الحفظ والمراجعة وشحذ الهمم والتنافس مع الأقران والاستفادة من الأخطاء ورؤية النماذج الفذة وأصحاب القدرات العالية ومحاولة الوصول إلى ما وصل إليه أولئك ومنافستهم في باب من أعظم أبواب الخير وأشرفها. وعادت الفائدة على الجمعية ذاتها من حيث المقارنة بالجمعيات الأخرى وما توصلت إليه تلك الجمعيات وكذلك الاستفادة من خبرات الآخرين.

انتقاء المعلمين

ويقول رئيس الجمعية بالنيابة بالدوادمي الشيخ محمد بن علي العيد: إن هذه الدولة المباركة قامت على كتاب الله عزَّ وجلَّ وجعلته لها منهجاً ودستوراً، فلا نستغرب إذا أطلت علينا مثل هذه المسابقات التي يتبناها ولاة الأمر - حفظهم الله - وذلك من منطق إيمانهم بأهمية تنشئة الناشئة على حفظ كتاب الله عزّ وجلّ وتدبره؛ حيث إن القرآن يرسم الوسطية للناس، فلا إفراط ولا تفريط، ويشهد لذلك قول الحق سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، فمن هذا المنطلق تعود مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على طلاب تحفيظ القرآن الكريم في بلادنا الحبيبة في كل عام فتثير المنافسة بين الطلاب والمعلمين وآثارها الحسن على نفوسهم وأخلاقهم وتعلقهم بربهم. ومن آثارها التي جنتها الجمعيات من وراء هذه المسابقة المباركة: حمل الجمعية لمتابعة الطلاب المتميزين الذين يرون فيهم الأهلية للمشاركة في هذه المسابقة المباركة لرفع مستوياتهم في الحفظ والتجويد، والتقاء طلاب التحفيظ في محافظات هذه البلاد المباركة بعضهم مع بعض والتعرف على مستويات الحُفّاظ في المحافظات الأخرى، ونقل التجارب والخبرات، وإذكاء روح التنافس بين الطلاب في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات.

زيادة الإقبال

أما رئيس الجمعية بالطائف الدكتور أحمد بن موسى السهلي فيقول: نحمد الله جل وعلا على أن وفق ولاة أمور هذه البلاد المباركة إلى خدمة كتابه العزيز والعمل به والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات ما هي إلا صورة مشرفة، وأنموذج بارز لهذه الرعاية والاهتمام؛ فالمسابقة منذ انطلاقتها الأولى حتى الآن حققت آثاراً إيجابية في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه للشباب والناشئة من الفتيان والفتيات في الحِلق والمدارس؛ حيث زاد الإقبال على هذه المسابقة القرآنية من قِبل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق المملكة ومدنها ومراكزها وقراها، وكذلك من الجهات التعليمية الأخرى التي تحرص على المشاركة في المسابقة والاهتمام بها، وعلى الظهور بالمظهر اللائق والمشرف بأهل القرآن.

وأكد أن هذه المسابقة قد عكست التميز في مستوى الحفظ والإتقان وجمال الأداء لأبنائنا وبناتنا الدارسين في حلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، فأصبحنا نستمع إلى نماذج طيبة للمتسابقين وهم يتلون كتاب الله تعالى غضاً طرياً بصوت شجي وأداء مؤثر، وكذلك الحال بالنسبة إلى الفتيات المؤمنات المشاركات في هذه المسابقة القرآنية بعد أن كان مثل ذلك يعد قليلاً جداً بالنسبة إلى ما هو عليه الآن، وهذا هدف مهم تحقق - بفضل الله تعالى وتوفيقه - من خلال هذه المسابقة المباركة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وأضاف: لعل مما أسهم في الإقبال على تعلم القرآن الكريم وحفظه في الحِلق والمدارس وجود الحوافز المعنوية والمادية للدارسين والمتعلمين، وهذا جلي واضح في هذه المسابقة المباركة؛ حيث إن راعي الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - جزاه الله خيراً - تبنى شخصياً تقديم كل دعم مادي ومعنوي للفائزين والمشاركين، وهذا يأتي من سجية سموه الكريم في حب القرآن الكريم وأهله، ودعم أعمال الخير والعطاء عموماً، وما يخدم كتاب الله تعالى خصوصاً، فهو صاحب المواقف المعروفة المشهودة، والمبادرة الكريمة في خدمة الإسلام وأهله.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد