كثر اللغط في هذه الأزمان عن الرقية وما يدور من ممارسات يفعلها بعض الرقاة، حتى آل الأمر بهم إلى أن صارت مراقبتهم عبر جهاز الحسبة وفق الله تعالى القائمين عليه.
الجميع يعلم أن الرقية مشروعة إذا كانت بضوابط الشرع ولم تخرج إلى الخرافات والخزعبلات، وكان الراقي على قدر من العلم الشرعي والتدين الصادق، لأن القرآن شفاء، وفي الدعاء أيضاً شفاء (لا يرد القدر إلا الدعاء) وفي الرقية دعاء.
لكن المؤسف أنك ترى من الجهل من يتخذ من الرقية مهنة يقتطع كل وقته لها، لما يرى من كثرة الأموال المتدفقة عليه من هذه الحرفة، ومعلوم أن المريض يتعلق بقشة، ويزداد الأسف حينما تسمع عن ضخامة المبلغ الذي لا بد أن يدفعه كل شخص يأتي إلى الراقي، والطامة الكبرى في الموضوع أن بعضهم ليس عنده من العلم الشرعي شيء، لا قليلاً ولا كثيراً، ولما تسمعه يقرأ الآيات فإنك تسمع العجب من اللحن والتكسير في الآيات حتى يخل بالمعنى.
والمنبغي هنا أن يتصدى لرقية المرضى من يوثق بعلمهم وأمانتهم وصلاح نياتهم حتى لا يبتز المساكين.
*الرياض