الرياض - الجزيرة
أكد المدير العام للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عثمان بن محمد الصديقي، على الفوائد الكبيرة للجمعيات على صعيد حفظ أوقات الناشئة والشباب من البنين والبنات، وطاقاتهم في خير ما يشغل به المرء وقته، وهو مدارسة كتاب الله، الذي هو نور وهداية ورحمة للمؤمنين.. أو على صعيد تغطية احتياجات الجوامع والمساجد من الأئمة والمؤذنين، وكذا إمامة المسلمين في شهر رمضان المبارك، جاء ذلك في حوار (الجزيرة) مع د.عثمان الصديقي.. وفيما يلي نصه:
* بداية هل من إحصاء دقيق عن عدد الملتحقين في الجمعيات من الذكور والإناث؟ وما عدد الجمعيات العاملة في المملكة؟
- ولله الحمد والمنة نجد في كل عام تطوراً ملموساً في زيادة عدد الحلقات للذكور والإناث فنجد إحصائية العام قبل الماضي 1426-1427هـ لعدد المنتسبين لهذه الحلقات (596.866) طالب وطالبة، وعدد الحلق والمدارس النسائية (28.168) حلقة ومدرسة، وعدد المدرسين والمدرسات (25.609) وعدد الموجهين (1974)وعدد موظفي الجمعيات (5329) وقد ختم القرآن الكريم في ذلك العام ولله الحمد (8822) حافظاً. وإننا نلحظ أن هذه الزيادة وهذا الاقبال في كل عام مؤشر جيد لاهتمام أهل هذا البلد بالقرآن الكريم ولا غرابة في ذلك فقد عاش المواطنون والمقيمون الذين استفادوا من تلك الجمعيات الخيرية المباركة على تراب هذا الوطن تحت قيادة رشيدة، حكمت كتاب الله، ونشرت كتاب الله وعلمت كتاب الله، فنسأل المولى جل في علاه أن يزيدهم رفعة ومجداً وعزاً بالقرآن الكريم.
* عقدت ثلاثة ملتقيات لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم. بماذا خرجت الجمعيات من تلك الملتقيات العلمية؟ وما أبرز التوصيات التي تم تنفيذها؟
- نعم عقدت ثلاثة ملتقيات سابقة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الأول كان في الطائف بتنظيم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بفرع محافظة الطائف عام 1425هـ تحت عنوان (نحو عمل مؤسسي متميز) والثاني في مدينة جدة عام 1426هـ بتنظيم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بفرع محافظة جدة تحت عنوان (أساليب تحقيق الريادة) والثالث عام 1428هـ في مدينة الرياض تحت عنوان (الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمجتمع) بتنظيم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، وقد صدرت عن جميع هذه الملتقيات توصيات مهمة منها: التأكيد على الجمعيات بضرورة التطوير الإداري واستخدام علوم التقنية والحاسب الآلي، والاهتمام كذلك بالجانب الإعلامي وصد الهجمات على الجمعيات واتهامها بما ليس فيها، والاهتمام كذلك بتنمية الموارد المالية والعمل على إيجاد موارد استثمارية، إلى غير ذلك من التوصيات العديدة والمهمة التي تحرص الإدارة العامة على الأخذ بها بعين الاعتبار تحت توجيهات ومتابعة مستمرة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفظه الله تعالى كما أن الملتقى العلمي الرابع سيعقد خلال الأشهر القليلة القادمة بتنظيم الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية بعنوان (الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ودورها في تحقيق الأمن) .
* يروج المناوئون للجمعيات والحلق القرآنية مزاعم أنها مفرخة للإرهاب والإرهابيين وذوي الأفكار المنحرفة، ما ردكم على تلك المزاعم؟ وما مسؤولية الجمعيات في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوجيه الناشئة والشباب تجاه الأفكار الغالية؟
- إنه من المؤسف حقاً أن نسمع بين الحين والآخر بعض الاتهامات الجائرة على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم واتهامها بما ليس فيها، وهذه وإن كانت قليلة ونادرة إلا أنها تؤثر، ولا تعكس الرأي العام والغالب لأهل هذا البلد الخير الذي عرف ولاة أمره ومواطنوه ومقيموه بحبهم للقرآن وإكرامهم للقرآن، وما هذا الدعم المعنوي والمالي من الدولة وفقها الله إلا أكبر دليل باعترافها بدور الجمعيات في حفظ الشباب وأوقاتهم من الانحراف والضياع، ومن استراتيجية الوزارة متابعة ورصد مثل تلك الاتهامات والرد عليها، وطالما أكد معالي الوزير بضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي للجمعيات، وقد ذكرت لك سابقاً أن الملتقى الرابع للجمعيات الذي سيعقد في الدمام عنوانه يعتبر أكبر رد على مثل تلك الهجمات، وقد وضعت له محاور جيدة فالمحور الأول بعنوان (دور القرآن الكريم في حفظ الأمن على مستوى الفرد) وفيه سيتم التطرق إلى الأمن الفكري والأمن النفسي والأمن السلوكي. والمحور الثاني بعنوان (دور القرآن الكريم في حفظ الأمن على مستوى الأسرة) وسيتم التطرق فيه إلى تحقيق الترابط الأسري للقضاء على الانحرافات السلوكية والفكرية، وتعزيز دور الوالدين في تحقيق الأمن، والدور النسائية ودورها في تحقيق الأمن والمحور الثالث بعنوان (دور القرآن الكريم في حفظ الأمن على مستوى المجتمع) وسيتم التطرق فيه إلى تعزيز العلاقة التكاملية بين جمعيات التحفيظ والمؤسسات الأمنية، وتعزيز العلاقة التكاملية بين جمعيات التحفيظ والقطاع الخاص، وتعزيز العلاقة التكاملية بين جمعيات التحفيظ والجهات الخيرية. والمحور الرابع بعنوان (الدور الاستراتيجي للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في إبراز صورتها الإيجابية) وسيتم التطرق الى الجمعيات وعلاقتها مع الإعلام وإبراز بعض الدراسات والبحوث ودور العلاقات العامة والإعلام في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في ذلك.
* تشكو الجمعيات قلة الموارد المالية أمام ضعف الميزانية، وعدم وجود أوقاف تدر عائداً مجزياً لها، لماذا لا يتم التنسيق مع وكالة الأوقاف لتخصيص مبالغ أكبر مما تصرفه على الجمعيات من أوجه البر العامة أو مما خصصه الواقفون على القرآن الكريم وأهله؟
- نعم قد تم التنسيق مع وكالة الأوقاف بالوزارة لتخصيص جزء من موارد الأوقاف العامة لصالح الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وقد تقدمنا بطلب رسمي لمعالي الوزير بصفته رئيساً كذلك للمجلس الأعلى للأوقاف بحاجة الجمعيات وضرورة دعمها بمبلغ مجز من عوائد الأوقاف فدرس الطلب وبحمد الله تعالى تم تخصيص عشرة ملايين ريال لدعم الجمعيات، وإني بهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي الوزير على هذا الدعم .
هذا بالنسبة لأوقاف الوزارة، وهناك تواصل مع كبار المحسنين في دعم الصندوق الخيري للجمعيات، ونلمس تجاوبا ولله الحمد من الجميع، ونتمنى ونسعى إلى أن تعتمد الجمعيات في مواردها المالية بعد الله تعالى على مشاريعها واستثماراتها الوقفية.
* تتفاوت الجمعيات في نجاحاتها حيث يلحظ أن جمعية تحقق نجاحات كبيرة في أعمالها وبرامجها وكثرة مواردها المالية في حين نجد جمعيات تئن من ضعف إمكاناتها وعدم تحقيق أي نجاحات تذكر.
ما دوركم في إدارة الجمعيات لمعالجة مثل هذا التفاوت الكبير؟
- الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كانت تعمل في السابق بجهود فردية مما أثر على تميز بعضها وتأخر البعض الآخر وهذا التفاوت ملموس، ولكن بعدما رأى معالي الوزير إنشاء الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم عام 1426هـ لتكون مشرفة على جميع الجمعيات في المملكة ولتقوية جانب الإشراف المادي والمعنوي والتعليمي على الجمعيات صارت لدينا بعض الخطط للدراسات والملتقيات الدورية للنهوض بالجمعيات حتى تصير على مسيرة واحدة، وحتى نقطف ثمار بعض الجمعيات المتميزة ونعطيها للجمعيات التي تحتاج إلى تطوير وإني بهذه المناسبة في الحقيقة أشكر كل من سبقنا في خدمة الجمعيات وتطويرها كالأمانة العامة للمجلس الأعلى للجمعيات وغيرها من الجهات التي دعمت وآزرت الجمعيات لتقوم برسالتها المرسومة لها.