الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين: أما بعد: - فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعتبره كثير من العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، ولذلك كان دور هذه الشعيرة العظيمة في تكوين الرأي العام الفاضل قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
وبهذا يكون إقامة المجتمع الفاضل لأن هذه الشعيرة العظيمة تحمي وتحفظ أخص خصائص حقوق الإنسان وهو ما اصطلح عليه العلماء بالكليات الخمس وهي: (حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العرض، حفظ المال، حفظ العقل).
وفي حفظ وحماية هذه الكليات يعيش الإنسان بأمان حيث يندرج في كل وحدة منها جملة من الحاجيات والتحسينات وأي جريمة إنما هي منصبة على إحدى هذه الكليات أو ما يندرج تحتها من حاجيات وتحسينات.
وقد امتدح الحق سبحانه وتعالى أمة الإسلام لاتصافها بهذه الخاصية، وقد قدم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان مع أنها من ثمرات الإيمان لما لهما من خاصية، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}
وتكوين الرأي العام الفاضل يسعى إلى صيانة المجتمع من مصادر الفساد ويعمل على الحيلولة دون تهيئة المناخ الملائم لانتهاك حرمات الله، والذي يؤدي انتهاكها إلى انتهاك حقوق الإنسان.
وإن أحد أهم مقومات تأسيس هذا الكيان الكبير المبارك (المملكة العربية السعودية) كان حماية حقوق الإنسان انطلاقاً من مفاهيمها الإسلامية، الحقوق المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تشدد على حرمة الإنسان في دمه وماله وعرضه إلا بحقه، سواء كان ذلك الإنسان مسلماً أو غير مسلم إذا كان غير المسلم مؤمناً، حيث إن العصمة كما تكون بالإيمان تكون بعقد الإيمان.
ومن ذلك نخلص إلى العلاقة بينهما والتي تقوم على التكامل لا التضاد كما يفترض البعض.
* عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان