ليست القضية أن نتألم أو أن نفرح...
فللألم وللفرح في حياتنا مساحاتهما الحتمية...
لا حياة بلا فرح.. ولا معنى للحياة بلا ألم.
القضية أن نتألم أو نفرح دون أن يكون لهذا سبباً حقيقياً نعرفه، سبباً يعيننا على أن نتفهم واقعاً فرحنا به أو تألمنا منه ليفرض فهمنا علينا أن نتحكم بما يثور في نفوسنا من مشاعر تبقى وتلتصق بها وتؤثر على مستقبل حياتنا وعلاقاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين.
على أن الأمور في كثير من الأحيان في تغيرها وتبدلها، ترفض أن تشرح لنا وتعلمنا حقائق مهمة وإن كانت صغيرة، وتقفز بنا للنتائج بسرعة دون أن تسمح لنا على الأقل بتهيئة نفوسنا لهذا التغير، فتخدعنا نتائج ما صرنا إليه، وتغيب عنا فهم حقيقة حالنا وما بنيت عليه، فلا نتعامل معها بمنطق وعقلانية وتتولد فينا مشاعر لم تكن فينا وليست من طبيعتنا تتحكم بتصرفاتنا وسلوكياتنا لتكون على غير ما ينبغي لها، حتى إذا طال بنا الوقت ونحن في فرحنا أو ألمنا دون فهم المسببات على حقائقها، تقمصنا نمط شخصية بعيد جداً عن طبيعتنا أو حقيقتنا وتعودنا عليه، فيموت فينا الأصل ونظهر للناس ويعرفوننا بشخصياتنا المزيفة.
الجهل بالأسباب الحقيقية لما يتحقق لنا في حياتنا من نجاحات أو ما يصيبنا فيها مما لا يرضينا، في ظني أنه العامل الرئيس لتحلل النفوس من طبيعتها، ولبعد الناس عن فهم أنفسهم وضبط ما يتولد فيها من إرهاصات نفسية ولتدهور علاقات الناس فيما بينهم لأنها تبنى على زيف، فتستمر الأمور بين الناس بتراكم ما بنيت عليه دون تعزيز ودون مراجعة أو تصويب.. والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com