Al Jazirah NewsPaper Friday  02/05/2008 G Issue 13000
الجمعة 26 ربيع الثاني 1429   العدد  13000
الحوار السعودي أنموذجاً
محمد بن عبد العزيز الفيصل

حوار.. ظلت هذه الكلمة لعقود تدور في فلك الأنا.. فلا يمكن أن تتجاوزه أو توازيه لأن ذلك سَيُعد اعتداءً سافراً..! وهجوماً غير مبرر من قبل الآخر؛ (الآخر..) الذي ظل لعقود صامتاً (كأن على رأسه الطير)، تاركاً المجال للأقوى و(الأسلط)، فكان هذا الشرخ العميق بمثابة الحد الفاصل (الأحمر) الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس به أو حتى الاقتراب منه وكل ما هو خارج عنه هو في إطار (المحظور)، وارتكابه سيكون بمثابة الجرم الذي لا يغتفر.

(الحوار).. الجزء الذي ظل غريباً في مجتمعنا.. غربة تحيط بها النرجسية (المتسلِّطة) التي لا تريد إلا ارتداد صوتها (المنكر) فاعتادت على (الصدى) الذي استمر مخيماً بظلاله الكئيب (المُمِل) على جميع أقطاب المجتمع، حتى الثقافة فإلى وقت قريب لم يكن لها إلا وجه واحد تقليدي (قبيح)، والكل مجبرٌ على التعاطي مع هذا النوع من الثقافة حتى ولو لم تكن تناسب والذوق العام لمجتمعنا الطامح إلى التجديد والتحديث في كل شؤونه.

مع أنه اللقاء السابع للحوار الوطني، إلا أنه كان غريباً على الكثير ممن تابعوا الملتقيات السابقة؛ بأن يكون بهذه الطريقة والأسلوب الانفتاحي المتحرر من كل القيود، التي لم يكن لها ما يبررها سوى التسلط و(اللا مبالاة) التي كانت ومازالت تبديها بعض القيادات والأقطاب المؤثرة في مجتمعنا، فتبدد كل ذلك عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين عن انطلاقة الحوار الوطني، فكانت الشجرة الصالحة التي بدأنا نجني ثمارها اليانعة الصالحة منذ أن لامست جذورها هذه الأرض حتى الآن، فكان مجتمعنا في أشد الحاجة إلى مثل هذه المعطيات لتكون مناراً للأجيال القادمة (المتزنة) التي تعتمد على الحوار وتتخذه سبيلاً ومنهجاً في حياتها, ليعتاد الكل على أن يقول رأيه وبكل صراحة ومن دون تردد أو حتى تقهقر غير مبرر قد يؤدي إلى مضاعفات قد لا يحمد عقباها في المستقبل.

الوزير والأكاديمي وعالم الدين والمفكر والصحافي وغيرهم... من كان يتصور أن يجتمع كل هؤلاء في قاعة واحدة ليتحاوروا.. حواراً يحيط به الصدق والرغبة الجادة في الخروج بشيء إيجابي يخدم الوطن وأهله.

مسيرة يافعة لا نملك إلا أن نقول لكل من ساهم في نجاحها: شكراً من القلب.



ALfaisal411@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7448 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد