كبريات المدن في العالم ومنها الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية تشهد اكتظاظاً مهولاً من السيارات من الساعات الأولى للنهار وحتى وقت السحر حيث هذه المدينة لا تهدأ حركة السير فيها، نظراً للنشاط الاقتصادي والرفاه العام الذي يعيشه كل مواطن ومقيمو هذا الثرى المبارك.
والرياض بحكم تواجد الوزارات والسفارات والفنادق الفخمة ومطار الملك خالد العالمي الذي يتوافد عليه رؤساء ومسؤولو دول العالم في زيارات رسمية للمملكة خلاف وفود المؤتمرات الاقتصادية والطبية والصناعية وغيرهم من الزوار لهذا سعت الدولة ومنذ زمن طويل في مد الخطوط السريعة التي تربط المدينة بعضها ببعض وأوجدت الحكومة حلولاً أبرزها استكمال أجزاء الخطوط السريعة وإيجاد أنفاق جديدة وإلغاء الدوام الشتوي للمدارس والجامعات الذي يتزامن وقته مع وقت ذهاب موظفي الدولة والمصالح الأخرى وأيضاً وسعت مسارات الخطوط السريعة وتم إلغاء المداخل والمخارج المربكة للحركة ومع كثرة الحلول أعداد السيارات تكثر والأسر السعودية تكثر عدد السواقين لديها هذا خلاف أن المرأة لا تقود في بلادنا وإلا كان هناك اختناقات مرورية بالهبل.
وما أريد اقتراحه هو ما شاهدته من حلول جذرية للاختناقات المرورية أشبه ما تكون بالمعجزة في بلد محدود المساحة ومكتظ بالزوار والعمار في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث اخترقت الجبال الشواهق والخطوط السريعة تملأ كل جنبات مكة شرفها الله، والمشاعر، وأوجدت جسورا وأنفاقا لا حصر لها في الشوارع الفسيحة لكي لا يكون هناك اختناقات مرورية بسبب الإشارات الضوئية عند المؤسسات والدوائر الحكومية، وأخيراً وليس بآخر ما وجد من حل للاكتظاظ البشري عند جسر الجمرات، فأمر الملك المفدى خادم البيتين والمشاعر والبشرية جمعاً من حل أغرب من الخيال جسور يعلو بعضها بعضاً لا يتخيل أن مليوني حاج يرمون في وقت واحد بكل يسر وسهولة ولا يستغرق أكثر من دقيقة خلاف ما يكون في السابق من وفيات وإصابات وإرباك للقادمين والخارجين، فجزا الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المشروعات الضخمة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وغيرها من بقاع المملكة خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناته. فالرياض في الوقت الحاضر تعاني من اختناقات في السير في كل المحاور على الدائري الجنوبي والشرقي وطريق الملك فهد وطريق خريص، فهذه الطرق وهي شرايين المدينة تعاني من ازدحام شديد بحيث إن غرض الشخص لا يستغرق عشر دقائق يمكث في أي من الطرق المشار إليها أكثر من ستين دقيقة، هذا خلاف التأخير الكبير عن ساعات الدوام ومواعيد المستشفيات وغيرها من المراجعات للدوائر الحكومية كالجوازات والأحوال المدنية وأرى ويرى معي الجميع ضرورة الإسراع في إنشاء خطوط سريعة أخرى تكون مرادفة لهذه الخطوط التي استبشر مواطنو المملكة باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حين أشار في إجابته إلى ما تعانيه الرياض عاصمة المملكة من اختناقات في السير بأنه سيتم إنشاء خطوط سريعة أخرى ما يسمى بالدائري الجديد ستكون بإذن الله قيد التنفيذ. وفق الله قادة هذه البلاد لما فيه خير المملكة وأهلها.