«الجزيرة» - الرياض
أشاد عدد من مديري الجامعات بتبني مملكة الإنسانية لمشروع علمي ضخم بحجم جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، إذ رأوا فيها امتداداً طبيعياً لدور المملكة الإنساني ومكانتها المرموقة بين دول العالم، وتكافلاً في تبادل الأفكار والاستفادة من تجارب الآخرين، إضافة إلى إسهام الجائزة بفعالية في نقل المعارف المختلفة التي تفرزها التطورات العلمية المتلاحقة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، مما يهيئ لمواكبة العالم والسير بموازاته معرفياً وإبداعياً.
دعوة للتطور الحضاري وملاحقة حالة التدفق المعرفي
في البداية، قال معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان: إن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تمثل دعوة حقيقية للتواصل الحضاري، منوهاً بدور الجائزة في التقريب بين الثقافات ونقل المعارف في وقت أضحت فيه المعرفة ركيزة أساسية من ركائز التقدم ومحدداً أساسياً من محددات التحديث والنمو.
وأضاف أن الجائزة تتشرف بأنها تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وهو ما يمنح الجائزة قوة دافعة تساعدها على تحقيق أهدافها التي تتلخص في نقل المعرفة من العربية وإليها وإثراء المكتبة العربية بأمهات الكتب في مختلف الحقول المعرفية، خاصة أن خادم الحرمين الشريفين قد حرص ويحرص دائماً على دعم العلم والعلماء، فقد رعى ومازال يرعى مهرجان الجنادرية منذ بداياته حتى أضحى مهرجاناً عالمياً.
كما تبنى حفظه الله إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وهي جامعة بحثية يتوقع أن تحتل موقعاً متقدماً على مستوى جامعات العالم، كما دعم التوسع الكمي والنوعي الكبير في التعليم العام والتعليم العالي، ورعى برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي إلى غير ذلك من دعم للعلم والعلماء.
أوعية كل نتاج الفكر الإنساني
من جانبه، شدد الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز على أن اللغات الإنسانية بتعدد أنماطها وأشكالها هي أوعية كل نتاج الفكر الإنساني، فلذلك كان لابد للبشرية جمعاء من التكافل في تبادل الأفكار والاستفادة من تجارب الآخرين في كل المجالات الحياتية، ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق الإلمام باللغات والألسنة الأخرى، لذلك كان الاهتمام بالترجمة منذ بواكير الحضارة العربية الإسلامية في بدايات عصور الإسلام الأولى، واستمرت الجهود خلال العهود المتتالية حتى العصر الحديث، حيث انفجرت المنابع المعلوماتية من خلال التقنيات الحديثة، فكان ذلك تعضيداً إيجابياً لبلوغ أهداف الترجمة من وإلى كل اللغات.
التاريخ يسجل لخادم الحرمين خدمته للعلم بمداد من ذهب
وفي صدد دور جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في التواصل الحضاري، يكشف الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الراشد مدير جامعة الملك خالد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - أدرك بثاقب بصيرته وبعد نظره الأهمية العظمى في هذا العصر لترجمة العلوم من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والعكس، سواء أكانت تلك العلوم إنسانية أم طبيعية أم غيرها، فجاءت جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة للأعمال المتميزة بأهدافها ومجالاتها المتنوعة لتعكس تلك الرؤية الثاقبة الحكيمة لقيمة العلم في البناء الحضاري والتواصل الفكري وعرض دين الإسلام في صورته النقية الصافية، من خلال تشجيع الأعمال المميزة في الترجمة وتكريم القائمين بها وعليها من أفراد ومؤسسات.
الجائزة خدمة للعلم وطلابه
ويقول أ. د.عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية: إن هذه الجائزة تكتسي أهميتها كونها تأتي خدمة للعلم وطلابه من لدن خادم الحرمين الشريفين الذي تبنى -حفظه الله- هذه الجائزة تأكيداً على حرصه يحفظه الله على النهوض بهذا الجانب المهم في خدمة العلم بعد أن لاحظ أن الترجمة لم تصل في عالمنا العربي إلى المستوى المطلوب بحكم كونها عاملاً من عوامل النهوض بمجتمعاتنا العربية التي هي في أمس الحاجة إلى التقنية المتقدمة والاختراعات العلمية المتطورة المواكبة لطموحاته.
ويؤكد أن لهذه الجائزة أهميتها في تأكيد المكانة العلمية والثقافية والفكرية للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين باعتبارها عاملاً إنسانياً يخلده التاريخ على مر السنين فهذه الجائزة التي تنطلق على مستوى العالم تمثل مشروعاً حضارياً عالمياً يمثل أسلوبا في التعامل الحضاري بين الدول. وتأتي هذه الجائزة تجسد الدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في دعم العلم والثقافة والترجمة وتجلي هذا الدور في مواقف كثيرة.
الجوائز ودورها في تشجيع الإبداع
وفيما يخص الجوائز القيمة التي يقدمها المشروع ودورها في تشجيع الإبداع، أوضح الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية أن الجوائز الثقافية في عصرنا الحاضر من أهم الحوافز المشجعة على الإبداع والتميز ووقود مهم لدفع وتفعيل الحراك الثقافي، وان جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة اكتسبت أهميتها وعالميتها والاحتفاء بها من مختلف الأوساط الفكرية بانتسابها وحملها لاسم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وهو ملك الإنسانية والشخصية العالمية التي لها مكانتها ودورها البارز في السعي لأن يَعمَّ الأمن والسلام هذا العالم، ولها مبادراتها في الدعوة إلى الحوار والتآخي بين الأمم ومَدّ قنوات الاتصال الثقافي والمعرفي بين الشعوب.
التواصل المجتمعي مع العالم الخارجي
ومن جانبه قال معالي الدكتور أحمد بن محمد السيف مدير جامعة حائل: إن التواصل مع العالم اليوم أمر يتفق على ضرورته كثير من المهنيين وباب التواصل المجتمعي مع العالم الخارجي والحوار معه والاستفادة من تقدمه المعرفي والعلمي في جميع مناحي الحياة بإيجاز (الترجمة) وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله أدرك بثاقب بصيرته ونفاذ رؤيته أهمية ذلك.
ولذا كان ميلاد هذه الجائزة المتميزة التي شرفت بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وستتشرف برعايته يحفظه الله حفل توزيع جوائزها في عامها الأول، وجزماً سيكون أثر هذه الجائزة على المسار البحثي والعلمي العربي والعالمي كبيراً فهي المتخصصة في نقل الأفكار من وإلى اللغة العربية والداعمة والمحفزة للباحثين في هذا الحقل المعرفي الهام، وأضاف معاليه أنه سيتحقق في السنوات القادمة بإذن الله أثر إيجابي وفعال على الحركة العلمية العربية كما هي تطلعات خادم الحرمين الشريفين وفقه الله، ولقد نجحت الجائزة في استقطاب المتخصصين الجادين في تقديم ما يرقى لنيل الجائزة ويرتقي بمسار الوطن التنموي والفكري والمعرفي.
المملكة ودورها الحضاري
ويؤكد الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي مدير جامعة القصيم أن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة امتداد لما يقوم به من عناية في نهضة وطنه أولاً، وتعزيز للتواصل الحضاري بين شعوب الأرض، والإفادة من تلك الجهود البشرية في أنحاء المعمورة، واضعاً نصب عينيه (الحكمة ضالة المسلم أنى وجدها أخذ بها) وإيماناً منه بأن المجتمعات في العصر هي أحوج ما تكون إلى التكامل وتبادل الخبرات، لا أن تكون لغة التضاد هي المحرك لهذه الأمم. وقال: إن هذه الجائزة حين أخذت صفة العالمية منحت بعداً آخر، وأهمية كبرى، تتمثل هذه الأهمية بنشر قيم الإسلام الحقة، وبيان قدرته في الإفادة من تلك الثقافات فيما يتوافق مع أصوله وروحه التي جاء بها.