الجزيرة - الرياض
واصلت المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات فعالياتها بفندق قصر الرياض بمدينة الرياض يوم أمس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر الجاري 1429هـ، حيث استمعت لجنة التحكيم خلال الفترتين الصباحية والمسائية إلى تلاوات (20) متسابقاً، منهم (3) متسابقين في الفرع الأول، و(4) متسابقين في الفرع الثاني، و(6) متسابقين في الفرع الثالث، و(4) متسابقين في الفرع الرابع، و(3) متسابقين في الفرع الخامس.
أما لجنة تحكيم البنات فقد استمعت في مقرها (الإدارات النسائية بتعليم البنات) إلى تلاوات (12) متسابقة، منهن (6) متسابقات في الفرع الثاني، و(6) متسابقات في الفرع الرابع، وبذلك يصبح إجمالي عدد المتسابقين والمتسابقات الذين تم الاستماع إليهم حتى نهاية اليوم الثالث للمسابقة (91) متسابقاً ومتسابقة في جميع فروع المسابقة الخمسة.
ومن جهة أخرى، وضمن البرامج الدعوية والثقافية المصاحبة لفعاليات المسابقة، التقى معالي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق بالمشاركين في المسابقة، بمقر إقامة المسابقة.
وقد استهل معاليه اللقاء - الذي تم بقاعة الاجتماعات بفندق قصر الرياض - بتوجيه كلمة إلى المتسابقين جاء فيها: إن القرآن شرف الدنيا والآخرة، من تعلق به شرف حاله ومآله، والشرف الحقيقي الذي يؤتي ثماره مباركة في الدنيا والآخرة ينبثق من هذا الكتاب العظيم، الذي قال الله فيه:{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}، فالذكر هو الشرف {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}، شرفكم، النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذا فقال: (إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)، هذا الكتاب سجل الأخلاق، وموعظة الله لعباده المؤمنين، والنور الذي يخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور، كما قال جلّ وعلا:{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}وواصل فضيلته القول: إن هذا الكتاب الذي شرّفكم الله بحمله، وحسن قراءته، والشرف بالقرآن الكريم لا يكون فقط بالقراءة.
وحذّر فضيلته الحافظين لكتاب الله من بعض الأمور، وقال: الأمر الأول أن لكم عدواً خبيثاً يريد أن يحرمكم شرف القرآن، ويريد أن تعذبوا بالقرآن، أليس القرآن وسيلة للسلامة من العذاب، الشيطان يريد أن يجعله وسيلة للعذاب، لماذا، قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}ورد في الحديث الصحيح أن من أول من تسعر بهم النار الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به، فكم قارئ للقرآن يرتفع الدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والطريق سهل، هذا طريق تمشي فيه مع محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهذا طريق تمشي فيه مع إبليس، الطريق سهل جداً.
وزاد معالي عضو هيئة كبار العلماء قائلاً: فكم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، ولذلك انظروا إلى الشاب الذي يحفظ القرآن، إن كان من أهل المسجد، إن كان باراً بوالديه، إن كان متمثلاً الأخلاق الحسنة في مدرسته، إن كان يحترم النظام في دولته، إن كان يقدر علماؤه وولاة أمره، إن كان قلبه رحيماً على المسلمين، واصلاً لرحمه، هذا قد تأثر بالقرآن الكريم، وعمل به، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}، (وقد أثنى الله على طائفة من عباده يستمعون القول فيتبعون أحسنه).
وأردف معاليه يقول: أما الشاب الذي يحفظ القرآن الكريم، إذا رأيته في منزله، تجده عاقاً لوالديه، قاطعاً لرحمه، أخوانه وأخواته الصغار والكبار، لا يحترمهم، ولا يعطف عليهم، وإذا رأيته في مدرسته ما رأيت عليه أثر القرآن الكريم أبداً، وإذا رأيته في جلسته مع الشباب وأصحابه ما رأيت عليه أثر القرآن الكريم، تجده ينتقص الناس كلهم، مدير المدرسة والمدرس، والعالم ينتقصه ويراه فاسق، ولا يراه شيئاً، إذاً ماذا استفاد، والله لم يستفد من القرآن في شيء، هذا يا أحبابي القرآن قد يكون شاهداً له أم عليه؟، القرآن حجة لك أو عليك.
ومن جهة أخرى، وضمن التعاون القائم بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وبين وزارة الثقافة والإعلام، تقوم إذاعة القرآن الكريم في هذه الأيام المباركة بنقل جلسات استماع المسابقة على الهواء مباشرة، كما سيتم - بإذن الله تعالى - نقل الحفل الختامي للمسابقة مساء يوم السبت المقبل 27-4- 1429هـ من قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض إنتركونتننتال.
ومن ناحية ثانية، وضمن الزيارات التي تنظمها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمدارس التعليم العام، ومدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، واصلت الوفود الطلابية لليوم الثالث للمسابقة زياراتهم لمقر المسابقة، حيث قام عدد من طلبة المدارس بمدينة الرياض صباح أمس بزيارة لقاعات الاستماع في المسابقة، وقد كان الإقبال كبيراً من المدارس على إيفاد وفود من طلبتها لحضور جلسات الاستماع.