ربما تسأل نفسك، هل هناك خطأ في عنوان المقالة؟ فأجيبك على الفور: كلا.
كل الذي حصل، أنني قرأت في نشرة الإعلانات المبوبة لإحدى الصحف إعلانا في صفحة كاملة عن زامعة الحرية تلك.
ولأن الجامعة عريقة عراقة الورق الأصفر الذي طبع الإعلان عليه، فقد كتبت كلمة جامعة هكذا Uneversity بدلا من University وهي الكلمة الصحيحة لمعنى جامعة باللغة الإنجليزية.
المهم أن الخطأ الإملائي الفاحش يدلك على الجامعة غير الموجودة على خريطة المعرفة البشرية، والموجودة فقط في دكاكين شوارعنا الخلفية، والتي تخرج منها كل من أراد البحث عن لقب الدال بأقل جهد ممكن.
عندها تخيلت لو أن أوروبيا أو آسيويا في إحدى الدول الغربية أو الشرقية قرأ إعلانا هكذا نصه (زامعة الحرية العربية) فهو إعلان يختصر لك قوة الجامعة ومتانتها وتاريخها العريق في تعليم اللغة العربية وآدابها.
الإعلان نفسه حدد فرص الحصول على الماجستير والدكتوراه في شتى المعارف باستثناء الطب والهندسة، وكأن بقية العلوم حرم مباح لإصدار كرتونة شهادة زامعة الحرية، لكل من أراد أن يحمل لقب دكتور.
بصراحة أصبح الواحد منا يشعر بالاشمئزاز عندما يتحدث لمن لطش دكتوراه من هكذا زامعات وهو لا يفقه شيئاً، وإذا تحدث أتى بالعجائب والغرائب والمصائب. عندها نقول يا ليت أن يصدر قرار رسمي بإلغاء الألقاب العلمية خارج الجامعات، حتى نرتاح ونوفر دراهم الباحثين عن الشهرة المزيفة.
أذكر أن أحدهم دافع بحرارة عن الخادمات وأثرهن الإيجابي على اقتصاد البلد واستدل عبقرينا المبدع بأن الخادمات يشترون عدة كيلو غرامات من التمر وهن مسافرات إلى بلدانهن، ونسي أن ما يحولنه من نقود يبلغ آلاف المرات سعر ذلك التمر.
aljinaidi@yahoo.com