Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
تجاوزات خطرة

مع الوفرة الحالية للشعر ك(فخ) لعيون وآذان المتابعين للشعر أضحى كل يغني على ليلاه؛ بمعنى أن الضبط والربط للشعر باتا هزيلين؛ ومن هذا المنطلق أصبح بعض الشعراء (المتجاوزين) في أدب الشعر، وليس إبداعه، يجدون فسحة لبث (هذيانهم) الشعري، خصوصاً أن صرامة الرقيب قد ضاعت وهيبته قد خدشت.

لقد أضحى التجاوز الديني موجوداً في شعرنا الشعبي، وهو التجاوز الذي لا نقبله كمسلمين، فضلاً عن التجاوزات الأخلاقية والأدبية. والمرعب حقاً أن الكثير من مسؤولي المنابر الإعلامية باتوا يطبطبون على رؤوس أولئك الشعراء المتجاوزين بدلاً من تقريعهم وتعنيفهم على تجاوزهم الديني الذي سوف يكون مدعاة لأن يصبح منهجاً ينتهج عندما لا يجد القوة الرادعة التي تقمعه وتقومه إن أراد التقويم. ولكم أن تعودوا إلى تلك القصائد التي تبث بين فترة وأخرى عبر قنوات الفضاء الشعبي أو تلك التي تمرّ على صفحات المجلات الشعبية، والتي تحمل بين طياتها جنوحاً إلى المحاذير الدينية؛ لأنها ترسم له فكرة لا يريد أن يتنازل عنها، ويغيب عنه أن (من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه).

لا ندري هل هو فقر شعري لدى ذلك الشاعر أم أن سيطرة شيطانه هي ما جعله يستسلم له بهذا الشكل المخزي؟!

والأدهى من هذا وذاك تلك القصائد المتجاوزة التي تبث عبر (البلوتوث)، وطبعاً هذه القصائد لا يحكم نشرها لا مسؤول ولا محرر، ولكن يحكم نشرها ذلك الإنسان الذي يكون معبراً لانتشارها، ولو راقب الله لحجب انتشارها وقتلها قبل أن تتفشى بتجاوزها المشين.

سعد السعد



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد