Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
جوهر الحربي بعد ابتعاده عن الإعلام الشعبي:
معظم القائمين على منابر الأدب الشعبي لا يؤدون رسالتهم كما يجب

كتب - الحميدي الحربي

عندما كان طالباً في كلية الآداب قسم الأدب الإنجليزي في جامعة الكويت كان للشاعر جوهر الحربي حضوره الإعلامي المميز.. وبعد التخرج والعمل مترجماً في الهيئة الملكية للجبيل وينبع ابتعد عن الإعلام بكل قنواته المرئي منها والمسموع والمقروء وفي لقاء لم يسبقه ترتيب كان لي معه هذا الحوار عن شؤون وشجون الساحة الشعبية المحلية والخليجية.

* جوهر الحربي.. كان موجوداً في الإعلام الشعبي بقنواته المختلفة منذ سنوات لكن في السنوات الأخيرة قلت مشاركته ما هو السبب؟!

- السبب الرئيس هو كوني أعمل في الهيئة الملكية بالجبيل وطبيعة العمل تحتم عليّ أحياناً إعطاء العمل كل وقتي، يضاف إلى ذلك أن الإعلام لم يعد مغرياً لمثلي بالحضور.

* لماذا لم يعد الإعلام مغرياً لك بالحضور؟!

- لأن معظم القائمين عليه لا يؤدون رسالتهم كما يجب والجانب المادي فيه قتل كل ما سواه.

* ماذا تقصد بالجانب المادي في الإعلام الشعبي؟!

- لا يخفى على أحد أن الإعلام الشعبي أصبح يعتمد اعتماداً كلياً على الجانب المادي وبالذات القنوات الفضائية، الأمر الذي جعل بعض الشعراء المعتبرين ومتذوقي الشعر الحقيقي ممن يعرفون القيمة المعنوية للشعر يبتعدون عن المتابعة أو المشاركة.

* كثرت المجلات الشعبية والقنوات الفضائية وكثر معها الاهتمام بالشعر الشعبي.. هل أنت مع أو ضد هذه الكثرة ولماذا؟!

- أنا لست ضد أو مع هذه الكثرة ولكن لدي سؤال أترك إجابته لأصحاب المنابر الثقافية وهو هل الشعر الشعبي يعد هوية ثقافية للمملكة والخليج؟! ثانياً: أنا لست منظراً ولكن ما أعرفه هو أن هذه الثورة لم تصل إلى مرحلة التنوير مع العلم أننا نجد القلة القليلة من الكوادر غير المدربة التي لا تمتلك أدنى مقومات الثقافة هم الذين يمتلكون المجلات والقنوات ويديرونها بلا وعي ومن هذا المنطلق أرى أن تلك المنابر بعيدة كل البعد عن أداء الرسالة الأدبية السامية.

* وماذا عن كثرة المسابقات الشعرية؟!

- بما أن الهدف مادي فلا بد من ابتكار طرق ووسائل لمزيد من الكسب.. ولكن حتى الآن لم نر أدنى مصداقية لجميع تلك المسابقات.

* وماذا عن مسابقة شاعر المليون التي تعد هي الأبرز من حيث المتابعة؟!

- صحيح أن فكرة شاعر المليون كانت لافتة للنظر وتأمل الكثيرون وأنا منهم أن يكون لها السبق في المصداقية ولكن مع الأسف لم يتحقق الأمل.

* ما هو الأمل الذي لم يتحقق لمن تابع تلك المسابقة في نسختها الأولى والثانية؟!

- من أهم الأسباب التي أدت الى فقدان المسابقة مصداقيتها عدم الاختيار الصحيح لأعضاء اللجنة وذلك لغياب المعايير الصحيحة للاختيار وهذا بدوره أدى الى اختلال ميزان النزاهة لدى اللجنة والإدارة المشرفة عليها.

* ما هي في نظرك أهم المعايير الصحيحة لاختيار لجنة مسابقة شعرية بحجم مسابقة شاعر المليون؟!

- أولاً لجنة شاعر المليون تكاد تكون غير معروفة لدى أهل الشعر ثم ان وجود الدكتور غسان الحسن الى جانب الأعضاء الآخرين يمثل تناقضاً صارخاً من حيث الثقافة والدقة في معرفة خفايا الشعر فالدكتور يتعامل مع الشعر الشعبي بطريقة اسقاط تحليل النص الفصيح ومكوناته على النص الشعبي، إضافة إلى أنه يجهل عناصر البيئة الخليجية واللهجات التي يقوم عليها الشعر الشعبي.

* وماذا عن بقية الأعضاء؟

- أولاً سلطان العميمي ينطبق عليه بعض ما قلته عن الدكتور غسان الحسن، فهو لا يعرف إلا البيئة الإماراتية فقط، أما الشاعر حمد السعيد فتجربته في الشعر لا تتجاوز العشر سنوات وكذلك تركي المريخي وهي تجربة لا تؤهل صاحبها أن يكون محكماً في مثل تلك المسابقة ولو كنت مكان أي منهما لاعتذرت، أما بدر صفوق فبالنسبة لي فهو نكرة مع انني عشت في الكويت أكثر من خمس سنوات وهذا في نظري هو السبب الرئيس في فشل النسخة الثانية من مسابقة شاعر المليون؟!

* هناك من يقول إن هذه المسابقة قد ركزت على الجانب القبلي البحت.. ماذا تقول؟!

- هذا القول صحيح إلى أبعد حد ولا يشكك فيه أحد والمشكلة الأكبر أن شاعر المليون كان محدداً قبل بداية البرنامج وكان لجريدة الجزيرة السبق في الإشارة الى ذلك.

* من هو الرابح ومن هو الخاسر في هذه المسابقة من وجهة نظرك؟!

- الرابح هو الشاعر المغمور.. والخاسر هو الشاعر المشهور.

* وماذا عن تجربة شعراء المملكة والكويت في هذه المسابقة؟!

- أولاً الشعراء الكويتيون انسحبوا من البرنامج مبكراً لأنهم قد توقعوا ما حدث.. أما شعراء المملكة فقد اندفعوا بحماس وبدافع الدعم الشعبي والروح الوطنية لدى أبناء المملكة ولكن جاءت الأمور على عكس ما يريدون مما جعل البعض يعد ذلك استهدافاً للشعر والشعراء الحقيقيين!

* هل تتوقع مشاركة الشعراء السعوديين في النسخة الثالثة من المسابقة؟!

- طبعاً لا وأعتقد أن كل من لديه غيرة وكرامة ووطنية لن يغامر بالمشاركة بعدما حدث.

* كلمة أخيرة؟!

- أشكركم على إتاحة الفرصة لي عبر منبر الجزيرة في هذا الحوار وأتمنى من الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية والكويت دعم الشعر الفصيح والشعبي ووضع معايير دقيقة لاختيار ممثليه داخلياً وخارجياً وكذلك دعم الباحثين في مجاله ليرتقي الى مستوى تطلع أبناء الخليج فيما يخدم تاريخ وأدب وتراث المنطقة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد