كتب - سامي اليوسف
قد يتفق الغالبية على أن اللاعب الفنان.. البرنس الليبي.. طارق التايب قد أخطأ بردة فعله على الجماهير الوحداوية، لكن الأكيد أن ردة فعله جاءت لفعل مشين قامت به ثلة من الجماهير الوحداوية التي تفتقر إلى الوعي الرياضي والثقافة الكروية التي تُعنى بالفوز والخسارة، وقد يكون الرئيس الوحداوي بتصريحاته قد أسهم بتأجيج أجواء التنافس في ملعب الشرائع قبيل انطلاقة المباراة.
قد يقول البعض إن طارق بالغ بردة فعله، فالفتى الذهبي نواف التمياط تعرض لما تعرض له التايب ولم تصدر منه ردة فعل مشابهة، لكن الذهبي شارك للتو كبديل في وقت متأخر من المباراة ولم يتعرض لذات المخاشنات والاستفزازات التي عانى منها طارق على مدار الشوطين وتوجت بقذفه (بكل وقاحة) بالفوارغ وما دون ذلك - أعزكم الله - فأي إنسان ذي كرامة يحتمل الموقف ببرودة أعصاب!
لنتجاوز فعل الجماهير الوحداوية ومسبباته، ورد فعل البرنس الليبي طارق التايب، إلى لجنة الانضباط وما أدراك ما لجنة الانضباط وقراراتها العكسية والقاسية وعقوباتها المغلظة والمبالغة بشدتها ضد الهلال ولاعبيه وجماهيره.
فهذه اللجنة كأنها تقول بقراراتها للاعبي الهلال: ستضربون إلى حد الإهانة ربما (كما في حادثة التايب).. لكن إياكم والغضب أو إبداء أي رد فعل للإهانة، وإلا فإن (العين الحمراء) بالمرصاد لكم، بالعقوبات ونقل المباريات والإيقافات..
لن أتحدث عن طفح كيل الهلاليين من ترصُّد هذه اللجنة لردات فعل لاعبيهم وإدارييهم وأفراد الجهاز الفني، ولا عن حالة (الاحتقان) التي ولَّدتها قرارات هذه اللجنة في أجواء الهلال وجماهيره التي تشكِّل النسبة الأعلى بين جماهيرية الأندية السعودية - طبقاً لشركة زوغبي الشهيرة - فقرارات اللجنة غير عادلة وليست منصفة مع الأخطاء الهلالية أسوة بمثيلاتها في الفرق الأخرى، وأقربها مثالاً ما بدر من الغاني الحسن كيتا سواءً كان مع لاعبي الفرق الأخرى أو عبيلي الشباب ومدلك الهلال في المباراة الختامية للدوري الممتاز بجدة!
لكن الذي لا يعرفه أعضاء لجنة الانضباط الموقرون أن قراراتهم (غير المنضبطة تجاه الهلال) قد تعمل مفعول السحر و(المحفز) لمسؤولي ولاعبي الهلال ومن خلفهم جماهيرهم التي تقف خلفهم بقوة نحو تحقيق اللقب الثالث لهم في الموسم الحالي، بعد أن يشعروا بقسوة الغبن عليهم، وأنهم واقعون تحت الضغط من جهة معينة، وهذا المحفز الأكبر لفريق مثل الهلال يبدع لاعبوه ويتحفز مسؤولوه أكثر حينما يلعبون تحت ضغوط تماماً كما حققوا بطولة الدوري من أصعب الطرق وأكثرها وعورة.
وحينها ستقول الجماهير الهلالية: شكراً لجنة الانضباط، فرب ضارة نافعة!!