عمان - علي سالم

اجتاحت الوسط الإعلامي الأردني أجواء تشاؤمية بعد فشل الانتخابات التي انتهت الجمعة الماضية في فرز نقيب الصحفيين، ووقوع شغب داخل قاعة الانتخاب وعراك بين أنصار اثنين من المرشحين لموقع النقيب.

منظر يشهده المجتمع الإعلامي الأردني لأول مرة، اضطر رجال الأمن العام لدخول قاعة الفرز في المركز الثقافي الملكي في عمان لضبط النظام وحفظ الأمن بين قادة الرأي العام في الأردن.

وبدأت الخلافات بعد انتهاء الفرز الخاص بالمرشحين لمنصب النقيب، حيث كانت النتائج تشير إلى تقدم المرشح رئيس تحرير صحيفة الرأي عبد الوهاب زغيلات، على المرشحين رئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور سيف الشريف، والمدير السابق لوكالة الأنباء الأردنية عمر عبندة، في الوقت الذي لم يحصل فيه أي من المرشحين على نسبة الفوز المطلقة (النصف + 1).

وتصاعد الخلاف فشهد مراحل من التشابك بالأيدي وإصابة صحفي بجروح ما استدعى نقله إلى المستشفى لعلاجه بعدما قررت اللجنة إعادة الفرز، نتيجة اعتراض المرشح زغيلات الذي كان يحتاج سبعة أصوات لحسم النتيجة لصالحه، في حين طالب أنصار المرشح الشريف بجولة انتخاب ثانية بين أعلى الحاصلين على الأصوات.

المجتمع الأردني تفاجأ بما حصل من ملاسنة وضرب وصل إلى استخدام الكراسي والميكرفونات الموجود داخل القاعة لتبرير وجهات النظر. وتدخلت قوات الأمن لفرض النظام بعد تطور الخلافات، بينما فشلت لجنة الانتخاب وعدد من كبار الصحفيين طوال أكثر من ثلاث ساعات في حسم الإشكال.

وكانت اللجنة أعلنت قبل بدء الشجار أن عدد المُقترعين بلغ 649 صحفياً في حين أن عدد الأوراق التي تم حصرها في صندوق الاقتراع لمنصب النقيب 636 صوتاً؛ ما يعني أن 13 مقترعا لم يضعوا أوراق الانتخاب الخاصة بالنقيب في الصندوق.

وبعد انتهاء الفرز حصل الزغيلات على 312 صوتا, فيما حصل الشريف على 256 صوتا, أما عبنده فحصل على 52 صوتا, علما أن عدد الأصوات المطلوبة لفوز النقيب يجب أن تصل إلى 319 صوتا. وهو ما يؤدي، وفق القانون، إلى جولة ثانية من الانتخاب للنقيب بين أعلى مرشحين، يفوز فيها الحاصل على الأكثرية النسبية (أي أعلى الأصوات مهما كان عددها) وإذا تساوت الأصوات تحسم الأمور بالقرعة.

وبعد عدة اجتماعات أجرتها اللجنة مع المرشحين الثلاثة والاستعانة بالمستشار القانوني للنقابة، قررت اللجنة تأجيل انتخابات منصب النقيب إلى الجمعة المقبل، والتحفظ على صندوق انتخاب أعضاء مجلس النقابة بعد ختمه بالشمع الأحمر لدى مكتب نقيب الصحفيين في مقر النقابة تحت حراسة أمنية، وختم مكتب النقيب بالشمع الأحمر إلى يوم الجمعة.

واعترض مرشحون على تأجيل انتخاب النقيب، وطالبوا بتفعيل نص المادة 25 من قانون النقابة، التي تنص على إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في (الجلسة ذاتها).

وينتخب الصحفيون الأردنيون مجلسا مكونا من نقيب وعشرة أعضاء كل ثلاث سنوات، وتعتبر الانتخابات الحالية هي الأسخن في تاريخ النقابة، حيث بلغ التنافس ذروته خلال الأيام الماضية بين ثلاثة مرشحين لمنصب النقيب، و26 مرشحا للعضوية.

ليعلن في الأردن أسبوعاً مشتعلاً لجميع الإعلاميين في انتظار انتخاب نقيبهم وفرز أعضاء مجلس نقابتهم.