الجزيرة - صالح الفالح
أعرب الدكتور عبدالعزيز محمد السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب عن سعادته وسروره بالنجاح الذي حققه المعرض منذ تدشينه وطوال فترة إقامته التي امتدت إلى عشرة أيام.
ودلَّل على ذلك النجاح كثافة نسبة الزوار من مختلف الجنسيات والأعمار الذي شهده معرض الكتاب وارتفاع كميات الكتب المختلفة والمباعة إبان فعالياته.. وأوضح د. السبيل الذي كان يتحدث ل(الجزيرة) عقب أن أسدل المعرض الستار وودع الزوار.. أن الكتب الإسلامية كانت الأكثر رواجاً والأعلى مبيعاً دون غيرها من الكتب الأخرى، يليها الكتب الثقافية ثم التاريخية والفكرية. واعترف د. السبيل في معرض تصريحه بدخول كُتب ممنوعة في أروقة المعرض.. وأرجع ذلك إلى عدم الفهم والجهل من قبل (بعض) دور النشر المشاركة للأنظمة والتعليمات الصادرة من إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام.. مؤكداً في هذا الصدد بأنه قد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها من خلال مصادرة الكتب المخالفة.. بيد أنه لم يعط معلومات عن طبيعة ونوعية العقوبات التي صدرت في حق دور النشر المخالفة والمتجاوزة للأنظمة بعد ضبطها.
لكنه كشف عن إن الوزارة تعكف حالياً على وضع تقييم شامل لكافة دور النشر المشاركة في معرض الكتاب لهذا العام والتأكد من مدى التزامها وتطبيقها للتعليمات الصادرة، ورصد نوعية المخالفات والتجاوزات إن حدثت خلال نشاطها وبيعها للكتب وممارسة لأعمالها.. سواءً عن طريق قصد أو من دونه أو بشكل مباشر وصريح.. وتوعد د. السبيل في هذا السياق أن من ثبت من دور النشر وارتكبت بعض المخالفات سوف يُطبق عليه العقوبة وعلى الجميع دون استثناء، وذلك وفقاً للمخالفات الثمانية التي حددتها الوزارة ونشرتها عبر موقع المعرض الإلكتروني التي تضمنت عرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من قبل وزارة الثقافة والإعلام وكذلك عرض وبيع الكتب والمواد الثقافية المزورة وغير الأصلية.. إلى جانب عرض أو بيع أية مادة ثقافية غير واردة في دليل المعرض. وكذلك توزيع الكتب والمطويات والأشرطة أو المواد الثقافية من دون موافقة خطية مسبقة من إدارة المعرض قبل الافتتاح بأسبوعين.. إضافة إلى عدم الالتزام بالتسعيرة المحددة أو البيع بكميات تجارية، وتأجير الأجنحة للغير أو التنازل عنها أو تبادل المواقع.
وفي غضون ذلك لم يخف د. السبيل سعادته وإعجابه وهو يشاهد ويتابع أعداد الزوار المتدفقة للمعرض. ورأى أن نسبة وكثافة الزوار لمعرض الكتاب قد أعطى مؤشراً إيجابياً بأن أفراد المجتمع بالمملكة، على مختلف مستوياتهم ومشاربهم يهتمون باقتناء الكتاب وبصورة كبيرة وبشكل لافت. موضحاً أن ذلك يؤكد بأن المجتمع يقرأ وبنهم رغم موجة ثورة المعلومات وانتشار الإنترنت والغزو الفضائي المكثف.. مشيراً إلى أن ذلك قد دحض مقولة بأننا شعب لا نقرأ.. وما جعلها مهتزة وبشكل كبير. وألمح د. السبيل في سياق تصريحه إلى أن أرض المعارض الحالية بحي المروج سوف تكون المحطة الأخيرة لإقامة وتنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب.. لافتاً إلى أن معرض الكتاب وفعالياته المصاحبة له للعام القادم سيقام -بإذن الله- على أرض المعارض الجديدة التي يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة عليها والواقعة شرق الرياض، لتكون جاهزة لاستقبال المعرض على أرضها. مُعرباً عن أمله وتطلعه بأن تكون أرض المعارض الجديدة عاملاً مساعداً في تلافي السلبيات التي تحدث في أرض المعارض الحالية من ضيق المساحة المخصصة للمعرض والزحام وقلة المواقف التي كانت تُشكل عائقاً أمام الزوار.
وأعرب د. السبيل عن اعتزازه وفخره بنجاح وتفوق وزارة الثقافة والإعلام بالإشراف والتنظيم لمعرض الرياض الدولي للكتاب رغم حداثة التجربة في هذا المجال.. متطلعاً بأن يكون معرض الكتاب في العام القادم أكثر نجاحاً وتميزاً وتنظيماً وإقبالاً من الزوار الباحثين عن الفكر والثقافة والقراءة من خلال أمهات الكتب وصنوف العلوم والمعرفة.. لافتاً إلى أن معرض الكتاب لهذا العام كان هادئاً وسار بسلاسة دون عوائق تذكر...