بغض النظر عن الموضوع الذي أثاره سمو الأمير سلمان في بيانه التوضيحي المهم بخصوص جملة قضايا من بينها نسب أسرته الكريمة ومظلتنا الكبرى آل سعود هذا البيان المهم، الذي وصفه غيرُ واحدٍ بأنه الحكم النهائي في قضية يعرف كُلُّ معنيٍّ بالأنساب بأنها شائكة وهي التفرعات داخل القبيلة الواحدة أو الخلاف في وصل قبيلتين إلى جد واحد.
أوضح الأمير في بيانه غلطَ مَنْ نسب آل سعود إلى قبيلة تميم وصحح الإشكال القائم حول نسبة آل سعود إلى قبيلة عنزة، وبين موقع الأسرة المالكة في بني حنيفة بكلام ذهبي. وأقول إذا كانت أسرة آل سعود وهي التي لها قرون وهي حاضرة في المشهد اليومي بل منذ منتصف القرن التاسع الهجري وحتى يومنا هذا وهي لم تغبْ عن الكتب والوثائق المحلية أو الأجنبية، ومع ذلك أوضح سمو الأمير أن هناك خطأ في الحديث عن نسبهم عند البعض(!).
وإن كان الخطأ في نسب الأسرة المالك بحسب حديث الأمير محدود، وأن هناك لجنة من المختصين في الأنساب تدرس هذا الموضوع بعمق، هذا يجعلني أبارك وأثني على ما سبق وأن صرح به معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري من موافقة مجلس إدارة الدارة على قيام جمعية النسَّابين السعودية، التي سيكون لها دور مهم في خدمة الوطن والمواطن - بإذن الله - في قضايا متعددة.
أكبر جناية على علم الأنساب أن يفهم منه أن مدخل للتفاخر أو انتقاص الآخرين، فهذا سلوك العاجزين أو مَنْ يشعر بالنقص، علم الأنساب علم شرعي وباب مهم في الدراسات الإنسانية لخدمة العلم والمشهد الثقافي في أبواب شرعية وتاريخية بل واجتماعية وسياسية وأمنية.
منذ أن سعدت وزملائي أعضاء ملتقى الوراق بأن نكون المنبر الإعلامي الأول للإعلان قيام هذه الجمعيات والاتصالات والرسائل لا تتوقف ما بين شاكرة أو مستفسرة أو متخوفة من هذه الجمعية ودورها.
كلٌّ يسأل عن هذه الجمعية من خلال منظوره الشخصي فهناك مَنْ يخدمهم علم النسب في جوانب اقتصادية فهذا سؤالهم، وهناك من يرى أن البحث في النسب يزيده درجة في السلم الاجتماعي، فهو مهتم، وهناك من يرى أن مثل هذه الجمعية قد تثير عصبية فهو متخوف منها، وهناك وهناك ...الخ.
لكن الذي أجزم به الآن أن هذه الجمعية ستكون بإذن الله رافداً وطنياً مهماً تخدم المشهد العلمي في وطننا الغالي ولن يحضر فيها غير الجوانب العلمية المبنية على الوثائق والتوثيق، لا نستبق الأحداث فالجمعية قادمة، وعلى طاولتها الكثير من الموضوعات المهمة جداً، وكلنا أملٌ بأن يسبق خروج هذه الجمعية كتيبات وإصدارات متخصصة في هذا المجال توضح للمجتمع كيف يتعامل مع هذه الجمعية وكيف يستفيد منها، وماذا يستطيع أن يقدم لها وماذا ستقدم له الجمعية.هناك بعض المدونات التراثية في علم الأنساب لها مقدمات أصيلة في ماهية علم النسب والحث على عدم التفاخر، وأهمية حفظ النسب وفق الضوابط الشرعية والاجتماعية المرعية في ظني لو خرجت هذه الكتب بطباعة أنيقة وفي أحجام متناسبة للتداول الشعبي لكان هذا تميزاً في هذه الجمعية المتميزة بإذن الله.
ملتقى الوراق الرابع يدعوكم لتشريفه
مساء الخميس القادم بإذن الله أنتم على موعد مع ملتقى الوراق الرابع، الذي يشمله سمو الأمير سلمان برعايته الكريمة، وترعاه صحيفة الجزيرة إعلامياً، حيث سيدشن أربعة كتب وسيكرِّم عدة شخصيات وطنية، وسنتناقش في أكثر من موضوع، يشرفني دعوتكم وحضوركم جميعاً، وأهلاً بكم على الرحب والسعة.
للتواصل:
فاكس : 2092858
tyty88@gawab.com