تقرير - عبدالله البديوي
هذا ما أفرزت عنه النتائج الأولية للربع الأول من العام الحالي للشركات المدرجة ضمن القطاع الإسمنتي نمواً ممتازاً، والفضل في ذلك يعود إلى استغلال الشركات الإسمنتية للطفرة العمرانية من خلال التوسعات المتواصلة والحفاظ على ارتفاع المبيعات بشكل متواصل.
وأسفرت نتائجها المالية للربع الأول هذا العام عن تحقيق صافي أرباح بلغ نحو (1.25) مليار ريال مقارنة بأرباح صافية بلغت (1.02) مليار ريال لنفس الفترة من العام الماضي محققة نسبة نمو تجاوزت الـ 20% متفوقة على نفسها بعد أن كانت قد حققت في الربع الأول من العام الماضي نموا في الأرباح لم يتجاوز الـ20% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2006م.
واستمرار نمو شركات القطاع في المستقبل لن يكون مفروشا بالورود، خصوصا وأن المنافسة في هذا المجال الربحي قد أشعلت شرارتها من خلال التصاريح التي أصدرتها وزارة التجارة لأكثر من شركة متخصصة في قطاع الإسمنت، وكما انفردت (الجزيرة) في وقت سابق فأن هناك شركات إسمنتية جديدة ستطرح للاكتتاب في الفترة القادمة، بالإضافة إلى تحد من نوع آخر يكمن في وصول عدد من مصانع هذه الشركات إلى الطاقة الإنتاجية القصوى، وبالتالي فأنها وصلت إلى القمة من ناحية المبيعات والإيرادات مما يهدد عجلة النمو بالتوقف.
لكن الواقع التاريخي يؤكد على أن شركات القطاع قادرة على الاستمرار في النجاح ومواصلة رحلة النمو ومواجهة التحديات، خصوصا مع استمرار الطفرة والنهضة العمرانية، وأنها ستقوم بتوسعة مصانعها أو إضافة خطوط إنتاجية أخرى، ولربما تقوم (كما فعل بعضها بالفعل) بالتوسع الخارجي سواء من خلال التصدير أو حتى إنشاء مصانع جديدة خارج حدود البلاد.
وفي سوق الأسهم يتميز القطاع الإسمنتي عن بقية القطاعات الأخرى بأكثر من ميزة فبجانب أن القطاع الأكثر وضوحا يتسم بالهدوء الملحوظ في التداولات اليومية على مكونات القطاع والاختفاء النسبي للحركة المضاربية نظرا لأنه يعد أحد القطاعات الاستثمارية التي يبتعد عنها المضاربون، وهناك ميزة أخرى تكمن في قوة التوزيعات النقدية التي تقدمها شركات القطاع لمساهميها، حيث إن متوسط التوزيع النقدي لأسهم شركات الإسمنت تجاوز ال4 ريالات للسهم الواحد وهو معدل عال بالنسبة للسوق السعودي .
وبالنظر لمؤشر القطاع الإسمنتي فقد انطلق تداولات الأسبوع الحالي عند النقطة 704 منخفضا قرابة الـ10% من النقطة التي افتتح بها تداولات العام الحالي.
إسمنت العربية..
لا مجال للشيخوخة
أقدم الشركات الإسمنتية المدرجة في السوق لم يمنعها كبر السن من مواصلة النمو واستمرارية النجاح، وحققت الشركة أرباحا ربعية تجاوزت الـ 115 مليون ريال مسجلة بذلك نسبة نمو بلغت 24%. وبلغ العائد على السهم في هذه الفترة 1.45 ريال.
وتنتظر الشركة خلال الفترة القريبة بدء الإنتاج لخطها الجديد (الخط السادس) والبالغ طاقته الإنتاجية 2 مليون طن سنويا، وتهدف بتدشينه إلى استبدال الخطوط القديمة، بالإضافة أن الشركة لديها توجهات بالتوسع الخارجي من خلال المشاركة في مصنع إسمنت لبونة، بالإضافة إلى تملك شركة إسمنت أردنية ستبدآن الإنتاج خلال عام 2010م.
إسمنت اليمامة.. في الطريق إلى الكمال:
واصلت شركة إسمنت اليمامة النمو الربحي، وتوجته هذا الربع بتحقيق أرباح لفترة الثلاثة أشهر الماضية بلغت 197.5 مليون ريال، محققة نسبة نمو بلغت حوالي 14% مقارنة بأرباح الفترة نفسها من العام الماضي والبالغة 173 مليون ريال، وكان الفضل في ذلك للنمو الواضح في المبيعات والذي تجاوز الـ20%، وبلغ عائد سهم الشركة لهذا الربع 1.46 ريال.
يذكر أن الشركة قد قامت نهاية عام 2005 بمضاعفة رأس مالها مرتين من أجل توسعة الطاقة الإنتاجية وزيادتها بحوالي ال6 مليون طن سنويا، ومن المتوقع أن تنتج هذه التوسعة بكامل طاقتها مطلع العام القادم بعد أن بدأت بالإنتاج التجاري تدريجيا منذ النصف الأول من العام الماضي.
إسمنت السعودية.. الهدوء الذي يسبق التوسعة:
كانت آخر الشركات الإسمنتية إفصاحا عن نتائجها الربعية التي أعلنت فيها الشركة تحقيقها أرباحا صافية تجاوزت ال173 مليون ريال محققة بذلك نسبة نمو ضعيفة تجاوزت نسبتها ال2% بقليل وذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي والتي حققت فيها الشركة أرباحا بلغت 169 مليون ريال، وبذلك وصل عائد السهم لهذه الفترة مبلغ 1.7 ريال لكل سهم.
والشركة تنتظر في الفترة القريبة المقبلة توسعتين كبيرتين ستضاعفان من الطاقة الإنتاجية لمصانع الشركة، الأولى ستدشن مطلع النصف الثاني متمثلة بالخط السابع لمصنع إسمنت الهفوف، وستكون الطاقة الإنتاجية فيها 3ملايين طن سنويا، وهي نفس الطاقة الإنتاجية للتوسعة الأخرى التي ستدخل مرحلة الإنتاج التجاري نهاية هذا العام وتتمثل في الخط الثامن لنفس المصنع والذي سيكون بديلا لبعض الخطوط الإنتاجية القديمة.
إسمنت القصيم.. نجاح قياسي بلغة الأرقام:
أكثر شركات القطاع وأحد أكثر شركات السوق نموا في الأرباح، هذا ما أسفرت عنه النتائج الربعية لإسمنت القصيم، وأعلنت الشركة أنها قد استطاعت تحقيق أرباح صافية بلغت 160 مليون ريال، مقارنة بأرباح صافية بلغت 90 مليون ريال للربع الأول من العام الماضي محققة بذلك نموا قاربت نسبته الـ78%، وكان السبب في هذا النمو ارتفاع المبيعات القياسي الذي واكب توسعة الشركة الإنتاجية التي انطلقت منتصف العام الماضي، وبهذه النتائج بلغ العائد على السهم لهذه الفترة مبلغ 3.56 ريال.
وإذا ما واصلت الشركة التي تتميز باحتياطيات تفوق رأس مالها مرتين تحقيق أرباح مماثلة في الأرباع الثلاثة القادمة فأن أرباحها مهيأة لتجاوز رأس مالها للعام الثاني على التوالي .
إسمنت الجنوبية.. تسجيل حضور في صفحة التاريخ:
إذا كانت إسمنت القصيم قد حققت أعلى نسبة في نمو الأرباح الربعية بين شركات الإسمنت، فأن إسمنت الجنوبية حققت رقما قياسيا من نوع آخر يتمثل في تحقيقها أعلى أرباح ربعية في تاريخ شركات القطاع، وذلك بعد أن أفصحت الشركة عن نتائجها لهذا الربع التي أسفرت عن تحقيقها أرباحا بلغت 235 مليون ريال، مسجلة بذلك نسبة نمو بلغت 48% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي والتي ربحت فيها الشركة 159 مليون ريال، وبذلك بلغ العائد على سهم الشركة لهذه الفترة مبلغ 1.68 ريال.
وأرباح إسمنت الجنوبية جاءت بسبب الزيادة الكبيرة في المبيعات بفضل دخول مصنعها الجديد (مصنع إسمنت تهامة) مرحلة النتاج التجاري منتصف هذا الربع، وإذا ما استمرت الشركة بهذا النهج فأن ستحقق نموا أكبر في الربع القادم نظرا لأن مبيعات (مصنع إسمنت تهامة) لم تنضم إلى المبيعات منذ بداية هذا العام.
إسمنت ينبع.. مواصلة النمو أفضل من التوقف:
لم تتخلف شركة إسمنت ينبع عن ركب النمو الذي لحقت به معظم مكونات القطاع على الرغم من أنه جاء بنسبة لا بأس بها.
وأظهرت النتائج المالية الربعية التي نشرتها الشركة في موقع تداول الرسمي عن تحقيقها أرباحا صافية تجاوزت الـ168 مليون ريال، محققة بذلك نسبة نمو في الأرباح الربعية بلغ 11% تقريبا مقارنة بالنتائج المالية لنفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت 151 مليون ريال، بفضل زيادة مبيعات هذا الربع، ليصل بذلك عائد السهم لهذه الفترة مبلغ 1.6 ريال.
وكانت الشركة قد أعلنت مؤخرا في اجتماع مجلس إدارتها الأخير عن نيتها التوسع مستقبلا بإضافة خط إنتاج جديد تبلغ طاقته الإنتاجية 10 آلاف طن يوميا.
ولم تحدد الشركة أي أرقام عن تكاليف المشروع وأرجأت ذلك إلى حين التنفيذ الذي يتوقع أن يبدأ العام في العام القادم.
إسمنت الشرقية.. خطوة أخرى في طريق النمو:
واصلت شركة إسمنت المنطقة الشرقية خطواتها المتسارعة في النمو وإن كانت هذه الخطوات قد جاءت أقل حدة من العامين الماضيين إلا أن الشركة قد استطاعت مواصلتها تحقق نسبة نمو في الأرباح بلغت 17% وذلك بعد أن أفصحت الشركة ببيان عن نتائجها الأولية للربع الأول .
وبلغت الأرباح الصافية 155 مليون ريال مقارنة بأرباح صافية قاربت الـ133 مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي، وليصل بذلك عائد السهم إلى 1.8 ريال.
وكانت الشركة قد أفصحت عند رأس مالها قبل عامين تقريبا ونيتها في التوسع الخارجي من خلال امتلاك 30% من رأس مال الشركة العربية اليمنية التي يقع مصنعا في جمهورية اليمن.
ويتوقع أن يبدأ مصنع الشركة الجديدة والبالغ طاقته 1.2 مليون طن سنويا في الإنتاج التجاري نهاية العام الحالي.
إسمنت تبوك.. انتهاء التذاكر وفوات الرحلة:
على الرغم من أن النمو الواضح في أرباح الشركات المدرجة ضمن القطاع الإسمنتي، إلا أن شركة تبوك لم تستطع وعلى ما يبدو اللحاق بركب القطاع، وذلك بعد أن أعلنت مطلع هذا الشهر وبشكل مفاجئ في موقع تداول عن تحقيقها أرباحا جاءت أقل من مثيلتها في العام الماضي.
وجاء في إعلان النتائج الربعية للشركة أنها قد حققت أرباحا صافية بلغت 51 مليون ريال مقارنة بأرباح صافية تجاوزت الـ57 مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي لينخفض عائد السهم بنسبة 11% ويصل إلى 57 هللة.
وأرجعت الشركة أسباب الانخفاض إلى ارتفاع كلفة المبيعات الناتجة عن عمرة رئيسية لتجديد و إحلال أجزاء رئيسية في خط الإنتاج يتم تغييرها كل عشرة سنوات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام و الخدمات مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
يذكر أن الشركة الأحدث في القطاع قد حصلت مؤخرا على ترخيص لبناء مصنع للجبس بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 13.5 مليون متر مربع من ألواح الجبس.