بتر ساق إنسان بسبب تأخر تقديم العلاج له مأساة وخطيئة لا يمكن تجاوزها تحت أي تبرير، فكيف إذا كان هذا المبتورة ساقه مخترعاً وصاحب إنجاز يضيف إلى اقتصاد البلد وتراكم تجاربه الشحيحة من الاقتصاد المعرفي. مهند أبودية وللأسف واحد من كثيرين من أبناء هذا الوطن الذين لا يجدون من الخدمات الطبية الملائمة ما يحفظ حياتهم ويؤمنهم خطا المتهاونين بسبب ضعف الإمكانات أو النفوس.
ورغم مأساوية الحادثة فقد أثارني تعليق مدير الخدمات الاسعافية بجمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور موفق البيوك والذي عاتب الإعلاميين بإن إهمالهم للتعرض لموضوع الحالات الطارئة من المرضى والمصابين بمدينة الرياض هو السبب فيما وصلت إليه الأمور فلا يكفي الاستثارة في حالة خاصة!
الخدمات الصحية تمثل أولوية في مسيرة التنمية ولا يمكن إهمال واقعها المتردي في المملكة وخصوصا للحالات الطارئة والملحة. حين تفشل الأجهزة الطبية في إنقاذ حياة إنسان أو توصد الأبواب في وجوه سيارات الإسعاف وهي تحمل أناساً بين الحياة والموت لا يمكن السكوت على أمر كهذا وينبغي أن تطرح الأسئلة حول التخطيط للخدمات الصحية والتوسع في حاجاتها... كيف يمكن أن نقبل أن تتقاذف المستشفيات والهلال الأحمر مسؤولية إهمال حياة البشر دون تشكيل لجنة عليا عاجلة للوقوف على الأمر وإيجاد الحلول الفورية له..
كيف نتحدث عن تطوير الموارد البشرية وتأهيلها للمنافسة في سباق الاقتصاد الجديد ونحن لا نملك الخدمات الصحية التي تحمي حياتهم حين يتعرضون للأخطار الطارئة.
نحن في بلد يسعى ولاة الأمر فيه إلى توفير حاجات المواطنين ومتابعتها ووضعها على سلم الأولويات فإذا ما فشلت الأجهزة الصحية المعنية في مواكبة الأداء ووضوح الرؤية فلا يمكن لنا التنبؤ بالمستقبل.
الإنسان هو أغلى ما يملكه الوطن ولذلك فإن حياته هي الأولوية وينبغي محاسبة المتسببين في إزهاقها بسبب الإهمال وألا تمر المآسي مرور الكرام!!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 959 ثم أرسلها إلى الكود 82244