أريد أبكي على صدرك مشتهي النوح) بهذه الكلمات التي يشدوا بها الرائع دائماً كاظم الساهر في حفلاته والتي يحول فيها لحظات الفرح والنشوة إلى لحظات من الحزن، حيث تتجاوب مع كلماته آهات العراقيين الحاضرين ومحبي العراق، وتظل تنهمر الدموع وهي تردد مع كاظم.. أريد أبكي على صدرك..!! ولكن هل هناك (صدر) يستطيع أن يوفر مكاناً لنوح وبكاء العراقيين من أربيل حتى البصرة..!! |
هؤلاء العراقيون الذين يبحثون عن صدور لبث نجواهم وسكب دموعهم جلهم في الخارج، أو هكذا نراهم لأننا لم نعد نذهب للعراق منذ أصبح تحت قبضة الاحتلال، أو قبل ذلك حينما مُهد للاحتلال باحتلال الجيران..!! |
هرب العراقيون لخارج العراق وأخذوا يبحثون عن صدر ليبكوا وطناً خربه الاحتلال وأغرقه الغرباء بالدماء..!! |
أما العراقيون في الداخل الذين ظلوا يواجهون الموت يومياً، والقهر كل ساعة، فهم يرددون وبعيداً عن حفلات الطرب، الشطر الآخر من بيت الشعر، مكملين التصوير المأساوي التراجيدي للأغنية. فهم يكملون بيت الشعر كاملاً. |
أريد أبكي على صدرك مشتهي النوح |
وأريد أقعد أقبالك وأحسب جروح |
نعم فالعراقيون داخل العراق تفرغوا لعد وحساب الجروح، وكم هي الجروح والآلام التي على العراقيين حسابها وعدها. |
من بين هذه الجراح والآلام ما يعانيه أطفال العراق هؤلاء الأبرياء الذين يدفعون ثمن جرائم الكبار، ولقد كان موقفاً رائعاً من محطة الفضائية العربية أن تنفذ عملاً إنسانياً بالمشاركة مع جمعية الهلال الأحمر العراقي، بتخصيص يوم للطفل العراقي، حيث نظمت حملة إنسانية لإنقاذ أطفال العراق وبعثت من أجل تحقيق هذا العمل النبيل مذيعة القناة المتألقة سهير القيسي سفيرة النوايا الحسنة لأطفال العراق محملة بالمساعدات لهم فتحملت المخاطر وذهبت بنفسها إلى مدينة الثورة (الصدر) لتوزيع مساعدات المحطة التي وصلت لجمعية الهلال الأحمر العراقية وذلك بعد أن بثت المحطة تقريراً عن معاناة أطفال العراق الذين يعدون أكثر شرائح هذا القطر المثخن بالجراح تأذياً وتحملاً للآلام، فهناك أكثر من خمسة ملايين طفل يتيم، و70% من أطفال العراق يتعرضون للإيذاء الجسدي والجنسي محرومون من الذهاب للمدارس ومن حنان الأبوة والسبب هو وجودهم في أتون الحرب. |
هؤلاء الأطفال أخيراً وجدوا من يتعايش مع مآسيهم ويبعث لهم من يواسيهم، فشكراً للعربية ولسفيرة النوايا الحسنة سهير القيسي، ابنة العراق التي لم تبحث عن النوح، بل ذهبت لتضميد الجراح. |
|