الإعلام هو السلاح المعاصر الذي تستخدمه الدول والشعوب لنصرة معتقداتها، والترويج لآرائها، وتحقيق أهدافها القريبة والبعيدة المدى، وهو سلاح ذو حدين، (إيجابي وسلبي)، أما الإيجابي فهو مطلوب محمود للرجل والمرأة معاً.
وذلك من أجل استقاء العلم من جميع مناهله الدينية والطبية والتربوية، وأما الإعلام السلبي فهو الذي يتخذ من المرأة إحدى وسائل المتعة المحرمة سواء بأسلوب مباشر أو غير مباشر، وهذا ما يتوجب على الجميع مقاومته بكافة السبل، ولا سيما بنفس السلاح الإعلامي.
وإذا أردنا أن نستقرئ حال (المرأة السعودية في الإعلام حاضراً ومستقبلاً)، فإن الأمر يستوجب منا أن ننظر إليه من شقين: أحدهما يناقش كيف تناول الإعلام الخارجي الأمور التي تهم المرأة في بلادنا، والشق الآخر: يتناول المرأة السعودية كإعلامية سواء في الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي.
ومن نظرة استطلاعية مجملة نلاحظ بوضوح أن (الإعلام الخارجي) قد تناول قضايا المرأة السعودية بأسلوب تطفلي وغير حيادي يسلط المجهر على النقائص حتى لوكانت قليلة، ويتعامى عن الإيجابيات مهما كانت عديدة، ويقلب الحقائق.
هدفه من ذلك هو الجذب ثم الكسب الإعلاميين المتعجلين، إضافة لبعض المشاعر الحاقدة التي تود أن تردي المرأة المسلمة إلى موارد التهلكة التي تودي ببقية المجتمع.
والمؤلم في الأمر أن هذا الإعلام الخارجي السلبي يجد مساندة من حيث المشاركات أو المداخلات من (قلة نسائية ورجالية مستفيدة)، ممن ينتمون لهذا الوطن المعتز بدينه وقيمه، دون أن يحسبوا أي حساب لأحد في الداخل صغيراً كان أو كبيراً.
أما إن تناولنا الجانب الثاني من الموضوع بالرؤية المجملة الذي يخص (الإعلامية السعودية) ذاتها فإنه ينقسم إلى قسمين: (الأول): ويشمل المرأة الإعلامية الواقعية في غير انحراف عن مسيرة الصراط القويم دينياً ودنيوياً، بما يتلاءم مع روح العصر تحت مظلة الإسلام الذي أنزل لكافة الأزمان والأوطان، حيث رأيناها تتناول القضايا التي تهم وتفيد ابنة مجتمعهم وتدعم نموها وتساهم في صلاحها وتقدمها وتحقق رفعة وطنها، وهذه هي مواصفات الإعلامية الناجحة التي تستحق الدعم منا جميعاً على المستويين الرسمي والشعبي.
أما (القسم الثاني) من الإعلاميات السعوديات فهن اللاتي توهمن أن تطور المرأة وتقدمها قد يكون في الدعوة للتحرر والسفور والاختلاط، بمبررات غير مقنعة غالباً، سواء في كتاباتهن الصحفية، أو في برامجهن المشاهدة أو المسموعة، ويظهر فيها بجلاء طابع التقليد والاتباع والإعجاب بالغرب إعجابا مندفعاً من غير تبصر، أو تحكيم للشرع، أو ملاءمة للرضا الاجتماعي.
ودور لمجتمع أن يمحضهن النصيحة التي أمرنا بها ديننا، وذلك عن طريق العديد من الوسائل، مثل صفحات الرأي الآخر التي تعبر عن الرأي الاجتماعي بشكل عام، على سبيل المثال صفحة: (عزيزتي الجزيرة) التي تمتاز بالحيادية، وتحتاج للمزيد من الدعم والإضافة.
كما أن (لوزارة الثقافة والإعلام) مشكورة مأجورة، دورا كبيرا لا يستهان به في تقويم الوضع والحفاظ على (وسطيته)، وتشجيع الإعلاميات السعوديات المبدعات إبداعاً إيجابياً متميزاً، وذلك بالحوافز المعنوية والمادية، والأخذ بأيديهن ودفعهن للأمام دائماً، وإنشاء جيل إعلامي نسائي جديد فعال من خلال افتتاح الكليات الإعلامية التي (من أهدافها) تدريس الإعلام الإسلامي، وإنشاء جيل من الإعلاميات المؤهلات، المعتزات بشخصيتهن الإسلامية المتوائمة مع كل العصور.