حوار - سامي اليوسف
الهلال (سابك) الكرة السعودية ومؤشر قياس قوتها، ياسر القحطاني صفقة مربحة للهلال لأن مكرر ربحيته (صفر) فقد أعاد رأس المال الهلالي، الهلال يضيف ولا يُضاف إليه لذلك فإن عقد (موبايلي) قليل إن لم يكن زهيداً من الناحية المادية وفي مجال الاستثمار الرياضي مقارنة بحجم نادٍ شعبي وجماهيري وبطولاتي كالهلال.
ما تقدم ليس كلامي، بل آراء سبق أن صدح بها عبر (الجزيرة) المحلل الاقتصادي الخبير والرياضي المثقف راشد الفوزان.
عقب الإنجاز الأخير للزعيم باستعادة لقب الدوري دار حوار بيننا غير مطوّل حول مباراة ختام الدوري بين الهلال والاتحاد كشف فيه أشياء اقتصادية وأخرى رياضية.. فإلى الحوار:
* لم يخذلك الهلال يا راشد فقد وصفته ب(سابك) وأنه المكان الأكثر خصوبة في مجال الاستثمار الرياضي؟
- سبق وأن قلت من خلال جريدة (الجزيرة) منذ سنوات عدة لا تقل عن أربع أو خمس سنوات، إن الهلال كما هو سابك في السوق السعودي، فهو (قيادي) الكرة السعودية بلا شك، ومن خلاله تستطيع قياس مستوى الرياضة لدينا.
* عبر رسالة (جوالية) أخبرتني بأن اتحادياً كان يشاهد معك المباراة.. مَنْ هذا الاتحادي وكيف جاءت ردة فعله عقب ضياع اللقب؟
- كنت أشاهد المباراة بمنزلي ومعي صديقي الحبيب خالد المطرفي مدير قناة (العربية) بالمملكة، وهو اتحادي صميم وصعب ومتعصب، وكان من يومين يهدد ويتوعد، وطبيعتي الصمت وعدم الرد.. مشكلته لا يعرف الهلال؟ ورغم تخوفي لأن الهلال لم يظهر بمستويات جيدة في المباريات الأخيرة، لكن تفكر بياسر والدعيع وتفاريس، وقبلهم توفيق رب العالمين، فيظهر لك الأمل، والهلال تاريخ حافل من البطولات وخبرة لاعبيه الدوليين، وحضر عندي بالبيت صديقي العزيز، ومع كل هجمة يوقف ويجلس، واتصالات، وأنا صامت ومترقب، لأني مؤمن أن العبرة في الخواتيم دائماً, وحين بدأ الشوط الثاني، تغيَّر مجرى المباراة، وجاء هدف (القناص) نظر إلى صديقي، وقد تغيَّرت ملامح وجهه، وقال بدهشة (إيش هذا؟)، وبدَّل الثقة بأن قام بدور المدرب فأخذ يُطالب بتغيير وإدخال لاعبين.. واكتشفت أنه أحسن من مدرب الاتحاد.. كنت بعيداً عن الشاشة، وحين بقي ربع ساعة وبدأ يلوح أفق البطولة ومع عزيمة لاعبي الزعيم وتنامي الثقة أكبر وأكبر، انتهت المباراة وأنا ملتصق بالشاشة.. قلت لصديقي، لا يصح إلا الصحيح حين تكون الظروف طبيعية.. للأسف غادر المنزل دونما أن يتعشى وكان رجيماً قاسياً لديه.. للإنصاف صديقي خالد نموذج راقٍ في كل شيء.
* ماذا عن مشاغبات بتال القوس لك عقب المباراة؟
- صديقي بتال خلال المباراة دار اتصال بيني وبينه، وكان يقول بتال الفوز للهلال وأنه محظوظ.. ويصر على الحظ، قلت إن فاز حظ وإن خسر فالهلال غير جدير.. الهلال لا يحظى بأي تميُّز من أي نوع مهما قيل والدليل، أنني كنت أسال وقت المسابقات، أي نوع هذه المباراة، كأس فيصل أم كأس ولي العهد أم الدوري، وبعضها كانت تلعب خلال 48 ساعة.. وحدث ولا حرج عن إيقاف مدرب وغيره الكثير، وقلت له هذه البطولة (أطعم) ورد عليَّ بقولة (يا قروي) ويقصد عبارة (أطعم) قلت طيب.
* قلت لي عقب تحقيق الهلال لكأس ولي العهد بأن ياسر مكرر ربحيته (صفر) فهو صفقة رابحة للهلال.. ماذا تقول الآن عن الحاسم ياسر؟
- الآن كم يساوي عقد ياسر ألم أقل إنه رخيص؟ وكم يساوي عقد الدعيع؟ هناك قيمة شهرة، وقيمة لعب، وقيمة أخلاق، وقيمة إنجاز وغيره من اللاعبين.. هذه قيمة مهمة.. الهلال يسهم في المجتمع بطريقة مميزة، وعشان كذا أشوف الأطفال والكبار، أحبوا ياسر والدعيع والشلهوب وغيره، ليس لأنهم لاعبون، بل لأنهم يعيشون دوراً اجتماعياً مهماً ويسهمون به بطريقة التوعية والمشاركة، وهذه الرياضة الحقيقية.
* ماذا عن عقد (موبايلي) مع الهلال ونظرتك له السابقة والحالية.. هل اختلف رأيك بأنه أقل مالياً من المتوقع؟
- مبروك لموبايلي الهلال؟ مبروك لموبايلي التي اختصرت الانتشار والقوة من خلال نادٍ واحد، وأنا سألت خالد الكاف الرئيس التنفيذي عن سبب اختيارهم للهلال، فأجابني مباشرة بسبب (شعبيته) في مناطق المملكة كلها وليس منطقة واحدة ودراستنا استغرقت 11 شهراً.. بهذا ثبت أن عقد الهلال رخيص (بيزعل مني صديقي العزيز حمود الغبيني) لكن الهلال يهمني أكثر من موبايلي.
* كشفت لي تبرمك من طريقة سؤال بعض المذيعين الميدانيين وصيغة سؤاله لأحد لاعبي الهلال.. أرجو أن توضح؟
- أحد لاعبي الهلال الجدد المنتقلين، قال له مذيع art بعد المباراة الأخيرة (وجهك سعد على الهلال)؟ صراحة أستغرب سؤاله، هل الهلال وجه سعد على هذا اللاعب وهو الصحيح؟ أم اللاعب المنتقل حديثاً، مع احترامي وتقديري للاعب.. بعض أسئلة المذيعين تفتقد للمنطقية والموضوعية وكأن السائل لم يحضر أو يعد شيئاً للمباراة.. أو لم يضع سيناريو للحدث وهذا الأمر يتعلق بالمهنية والاحترافية معاً.
* قلت لي إن الزميل صالح الحمادي تراجع عن كلامه.. ماذا تقصد؟
- صالح الحمادي من أشهر وهو يقول البطولات اتحادية ويعتذر للهلاليين، وأتصل به قبل المباراة بيومين، وقلت أبو عبد الله وش رأيك الآن ما زلت مُصراً، وكان عائداً من سباق بالأحساء، قال صراحة الآن لا، الاتحاد أصبح أضعف، لكن الميزان تغيَّر، أرجو منه الآن أن يعتذر للهلاليين ويصحح خطأ نظرته.
* ماذا تود أن تقول في نهاية الحوار؟
- شكراً لك سامي على هذه الاستضافة السريعة.. وأرغب حقيقة أن أُهنئ الشيخ الكبير والمقصرين بحقه الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، وأهنئ الأمير بندر بن محمد والأمير عبد الله بن مساعد ورئيس النادي الأمير محمد بن فيصل الذي عانى وتعب وعانى من ضغوط، أُهنئ والدي أول من عرَّفني على الهلال هذا النادي العملاق, أُهنئ أخي الأكبر فهد الذي لم يتمالك نفسه بعد النهائي، وبكى متأثراً من الفرحة، أُهنئ كل العائلة (الفوزان)، وأذكر أن ابني الصغير (فيصل) سألني: ليش ياسر يبكي؟ احترت في الإجابة.. لكن قلت هذا الهلال لأننا نحبه لا نشجعه تعيش معه ويعيش معك؟ وحتى هو دمعت عينه الطفل الصغير لماذا؟ لا أعرف.. لم أعرف السهر طيلة حياتي.. لكن اكتشفت أنني وصلت للساعة ثلاثة الفجر وأنا أجيب على أسئلتك وسهران مع الهلال.
نقاط من الحوار
- لا يعرف طعم الفوز والإنجاز إلا الهلالي، حين يكون إنجازاً من خلال منظومة لاعبين وإدارة راقية واعية تعمل من أجل الهلال.
- الأخطاء كثيرة لا شك، لكن الإنجاز تحقق.. كان ممكناً أن تحسم من وقت طويل.. لكن يجب الاستفادة من هذا الدرس للمستقبل.
- مدرب الهلال أصر كما قلت في السابق إنه الأفضل، ويجب أن يستمر إن قُدِّر لنا، تفاريس استثنائي بتميُّزه.
- الآن يستحق الهلال أن نعمل شيئاً له، بكل وسيلة ممكنة، لأنه يصنع الفرح لك والتميُّز، فالهلال يضيف لك ولا أحد يضيف له.. وهذا سر من أسراره.
