قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ(75)} سورة العنكبوت في يوم الثلاثاء 9-4-1429هـ جاء في خبر أزعجني وقض مضجعي في ذلك اليوم جاءتني رسالة تحمل نبأ وفاة الشيخ عبدالعزيز بن خالد بن جامع أمير اللواء الخامس بالحرس الوطني وشيخ قبيلة الروسان من عتيبة ومع إيماني العميق بالقضاء والقدر ولكن شخصا مثل عبدالعزيز بن جامع تهتز له الأبدان وتدمع لفراقه الأعين ومن الصعب تعويض رجل بمثل ذلك الرجل وعزاؤنا الوحيد أنه خلف رجال يحملون صفاته من الكرم والبشاش واستقبال الضيوف ومساعدة المحتاج. والشيخ عبدالعزيز بن جامع لم يقصد أحد بيته إلا وينال حاجته ومراده لا يكاد مجلسه يخلو من الناس من خاصة الناس وعامتهم بابه على مصراعيه ليلاً ونهاراً. آخر مرة شاهدته وكان على فراش المرض بكيت بحرقة لأن الرجل مع أنه في أشد حالات المرض كان قوياً صابراً كالطود الأشم لا يريد أن يرى منه أحد ضعفاً أو انكساراً يكتم آلامه ويستقبل ضيوفه ومحبيه بالحمد لله والشكر له وأنه ولله الحمد طيب وبعافية.
وأنا هنا أتذكر ما عرفته عنه وما سمعته من كثير من الناس فكم من رقبة تسبب بعد الله في إعتاقها وكم من سجين بوجاهته تسبب في إطلاق سراحه إذا حضر الدية سلم نصفها وإذا حضر إعتاق رقبة أدركها أما من ناحية الكرم فحدث ولا حرج.
أطلقت عليه قبيلة عتيبة (حاتم الهيلا) بذل من صحته وماله ووقته الشيء الكثير لإنجاح ملتقى قبيلة عتيبة وكان معهم حتى يوم الختام يقوم من فراش المرض ويستقبل الضيوف من كافة القبائل في مخيمه العامر. لا أستطيع أن أعدد خصائله الحميدة وسجاياه الفريدة.
أدركه الموت والكل عنه راض معازيبه وجماعته وعوانيه ومعارفه. رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن جامع وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدمه لوطنه ومحبيه ووفق الله أبناءه للسير على دربه وتلمس خطاه وهم ولله الحمد خير خلف لخير سلف والحمد لله رب العالمين و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.