|
لاعيب ولا ضرر من أن يعلن المرء عن حبه وعشقه القديم، ولم لا؟ |
|
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى |
|
ولكن ما الذي دعاني لإعلان حبي لك وهيامي بك وغرامي؟ |
عدة أشياء دعتني للبوح بحبك يا (فاتنتي وسالبة لبي وفؤادي) فاعذريني.. |
أول هذه الأشياء أن حبك صادف بداية وعيي وإدراكي وتمييزي لما حولي نعم.. أنت الحب الأول والأوسط والأخير، وبين كل محبة ومحبة لك تولد محبة أخرى، تزيد وتزيد وتكبر وتكبر كلما زاد عمرك.. ومادمت حياً، وما دمتي على وجه الأرض فلن أنساك ولن أنساك ولن أنساك!! |
ومن دواعي البوح بحبك أن هناك إنسانين كنت أخشى من علمهما بذلك، ولكن بعدما علما، ولم يبدر منهما انزعاج أو استنكار لم آبه بالآخرين.. |
|
لقد علمت أمي في صغري بمقدار حبي لك ولم تسخط ولم تلمني! |
وكبرت وتزوجت، وعلمت زوجتي بقديم حبي لك وعظيم عشقي لك ولم يظهر عليها أي درجة من درجات الغيرة أبداً! |
بل ومع تقدمي بالعمر.. وبعد أن كبر من كبر من أولادي وعقل وأدرك ما حوله، كان يكثر من لومي لترديدي اسمك، والتغني بك وبجمالك، وعندما رأوك هالهم جمالك وقبلوا رأسي اعتذاراً وقدموا أبلغ عبارات الأسف على لومهم وعتابهم لي سابقاً!! |
|
غيرك يكبر فيشيخ.. وأنت تكبرين فتزدادين شباباً وفتنة وجمالاً!! |
غيرك يتقدم به العمر فيتساقط شعره ويبيض أو يحمر، أما خصلات شعرك الذهبية فتزداد مع مرور الزمن لمعاناً وبريقاً!! |
غيرك يصرف الكثير من الأموال في شراء أدوات الزينة ليحسِّن ما ليس بحسن، وقد يفلح وقد تذهب الأموال هدراً فلا جمال ولا كمال! |
وأنتي وُهبتي جمالاً وجلالاً فطريين باقيين ما بقي الليل والنهار.. |
|
لقد سبقني من هو أكثر مني حباً لك، وأعظم وفاء لك مني وهم كثر، ومنهم المرحوم فهد المبارك (أبو صدام) الذي لم تغيبي عن باله وهو يتمتع بجمال وخضرة وبرودة ونقاء هواء مصيف لبناني، ولبنان وقتها كان يسمى سويسرا الشرق، فأطلق - رحمه الله - كلمته الخالدة خلودك والباقية ما بقيتي: |
... يحول (مسكين) اللي ماله بريدة... |
وإني من هنا.. من إحدى جواهر القلادة الزمردية التي تحيط بك.. |
من خب البريدي.. منبت عشقي وحبي الأول والأقدم والأطهر.. |
في هذه القرية الوادعة.. التي تأخذ جمالها من جمالك.. |
أحييك.. وأجدد حبي القديم لك.. |
وأعاهدك ألا أنساك حتى ينسى الليل القمر |
ولن أنساك حتى ينسى النحل لثم الزهر.. |
بريدة.. هل يملك النهر تغييراً لمجراه؟ |
* يقول الشاعر المبدع عبدالرحمن العشماوي: |
بريدة لم يضق عنك الخيال |
ولم تملك مشاعرها التلالُ |
تحدثت القوافل والقوافي |
بأجمل ما يصاغ وما يقالُ |
يظل الشعر يحلف وهو يدنو |
إليك بأنه السحر الحلال |
تبادله البساتين احتفاءً |
تنوّله الوفاء كما تنال |
عليه عمامة من نسج حبٍ |
يزينها على الرأس العقال |
بريدة دوحة التاريخ مدت |
غصوناً لا تفارقها الظلال |
تزيد الشمس رونقها نهاراً |
وفي الظلماء يبهجها الهلال |
|