كلنا يذكر حادثة أو موقفا قررنا فيه قبول شخص أو رفضه وحكمنا عليه من أول لقاء وما زلنا حتى اليوم نحكم على من نلقاهم من أول مرة ولا نعطيهم فرصة أخرى لكي يرسموا لأنفسهم صورة أفضل في أذهاننا، وهذا الحكم هو ما يطبقه الناس علينا تماما كما نطبقه عليهم.
تقديم الصورة الأولى للآخرين عند أول لقاء وترك انطباع ثابت لديهم أمر يواجه الكثيرين مثل الرئيس أو المدير أو الموظف.. أو الطالب الجديد.. هذا في ظروف ومواقف العمل الرسمي.. ويتعرض له العروسان ليلة الزفاف والضيف القادم من خارج أو داخل الحدود وبمعنى أدق أي إنسان يقابل طرفا آخر لأول مرة.. ويحاول أن يترك أثرا حسنا لديه يعبر عن ذاته الحقيقية لكي يكون الحكم على شخصيته منصفا وعادلا.
في الولايات المتحدة 90% منهم يؤمنون بشكل كبير بالانطباع الأول ويرون أنه أ صدق إحساس وأكبر إثبات لهم حتى رجال الأعمال هناك يعتبرون الانطباع الأول حافزا ودافعا كبيرا لتحديد كثير من صفقاتهم التجارية.
ولكن كيف يشكل الناس انطباعهم الأول؟ ما هي العوامل التي تؤثر في ذلك؟ وكيف يمكن أن نشكل انطباعا جيدا عند الناس من أول مرة يلقوننا فيها؟ لابد أن هذه الأسئلة والكثير غيرها تتزاحم الآن في ذهنك حول النجاح في تكوين انطباع أولي جيد عند الآخرين.
من الأمور التي تجعل الانطباع الأول أهمية قصوى: إذا أخذ الآخرون عنك انطباعا سالبا وغير دقيق فإنهم يميلون إلى تدعيم هذا الانطباع وتعزيزه، وغض البصر عن إيجابياتك.. رغم أنه كثيرا من الأشخاص من أخذنا عنهم انطباعا أوليا سلبيا واكتشفنا عكس ذلك فمن الناس من تأخذ عنه رأيا سلبيا في البداية ثم يتصحح لك هذا الانطباع ويكون شخصا رائعا وإيجابيا.. قد يفرز لك الانطباع الأولي في بعض الأحيان إحساس مخادعا!
وقد يختلف الأمر بين الرجال والسيدات في طريقة التقييم والحصول على الانطباع الأول. فالرجل يركز على شخصية الماثل أمامه واتزانه، طريقته في الكلام تفكيره وتعامله مع الأمور الكبيرة ذات المسؤولية في الحياة.
أما عند السيدات فإن تقييمهن يكون أكثر دقة وأكبر تفاصيل وكل هذا قبل أن تتفوه بكلمة واحدة، فحين تدخل إليهن، طريقة دخولك، ملابسك، ثم نبرة صوتك والإيماءة، تعبيرات الوجه، حركة العين، والطريقة التي تحرك بها يديك، أسلوبك في تحريك ذراعيك كل هذه معايير لها وزنها وحكمها لدى المرأة في الانطباع الأول فهي تؤمن بلغة الجسد وتأثيرها.
ولكن هل يعني هذا الامتناع عن ظهورنا أمام الآخرين بعفوية واستخدام التصنع كمرآة تظهرنا أمام من نقابل بشكل أفضل وأجمل.. أعتقد أننا يجب أن نفرق بين تحسين أنفسنا وإصلاح عيوبنا وهو أمر مشروع.. وبين أن نظهر بشخصية مختلفة لا تعبر عنا وعما داخلنا وهذا لا يقودنا إلا للكشف عن كذب وزيف خلف أقنعة جميلة.
Saud969@gmail.com