إعداد ومتابعة - عبدالله الحصان
تواصل (الجزيرة) رصد معاناة المخترعين السعوديين الذي بدأته أمس وتحاول من خلاله تسليط الضوء على الكثير من ملاحظاتهم التي تركزت هذه المرة على وجود خلل يعيق منحهم براءة اختراع ومطالبتهم في المقابل بسرعة معالجته، وإعادة النظر كذلك في الوضع الداخلي للجهات المعنية باختراعاتهم وخصوصاً (الفاحصين).
براءة سعودية متوقفة عند الرقم 1923 منذ عام
بداية يتحدث المخترع عشوان العشوان بقوله: هناك خلل في إدارة براءة الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز في منح البراءات والتأخر فيها، وأضاف: حصلت على براءة اختراع نهاية العام الماضي وكان رقم اختراعي 1923 وما زال حتى يومنا هذا رقم براءات الاختراع عند 1923 مقارنة بمنح المدينة براءات اختراع للأجانب الذين يأتون لتسجيل براءات اختراعاتهم حيث إنه بيوم واحد تم منح قرابة 56 شخصا أجنبيا براءة اختراع!. ويضيف العشوان بقوله: هل تصدق أن تحديد الخطوة الابتكارية في مدينة الملك عبدالعزيز يحددها رجل مهنة عادي وليس الفاحص، وكما نعرف أن الفاحص عادة ما يكون خبيراً في الاختراعات..
في المقابل يطالب المخترع المهندس خالد الرشيد بأن تكون الخطوة الابتكارية عنصراً من عناصر براءة الاختراع، ويؤكد أن هذا نظام عالمي بإستثناء أمريكا التي لا تعتمد على الخطوة الابتكارية في براءة الاختراع.. ويضيف: لذا نلحظ أن ما يوازي 15% من براءات الاختراع الامريكية خالية من خطوات ابتكارية، غير أنها بالمقابل تقوم بالمساعدة والتحفيز.
مطالبة بإيجاد محاكم متخصصة لإثبات وتقنين البراءات
ويطالب المهندس إبراهيم العالم بإيجاد محاكم متخصصة لإثباتات براءات الاختراع في المملكة كون القضاة لا يمتلكون التخصص في مثل هذا المجال الحيوي والهام، وينصح العالم المخترعين بقوله: يجب عليهم تسجيل اختراعاتهم في b.c.t وهي الوحدة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في عمليات تسجيل براءات الاختراع. ويؤكد ضرورة وجود شخص متخصص وملم من الناحية القانونية ليعرف كيف يحمي المخترعين ويعرف أين نقاط الضعف والقوة، ويضيف بقوله: للأسف لا يوجد لدينا محامون متخصصون في كتابة براءات الاختراع، وجميع هذه الأمور مهمة..
وعن القطاع الخاص وتعاونه معهم يؤكد خالد الرشيد أن له دورا مهما إلا أنه لا يوجد ما يحفزه - أي القطاع الخاص - من قبل الحكومة ونطالب من جهتنا، بإيجاد محفزات للقطاع الخاص ليقوم بالمقابل بدعم المخترعين, والتحفيز للقطاع الخاص يجب أن يأتي من القطاع العام أولاً وأخيراً.. ويتساءل الرشيد بقوله: لماذا لا يوجد هناك وسام يعطى للشركات التي تقوم بدعم المخترعين كوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى للجودة، ووسام الملك عبدالعزيز الذي يمنح لمن يتبرع بدمه لأكثر من 10 مرات؟. بينما يرى محمد الحامد أن القطاع الخاص يعاني من عدم وجود محفزات.
اختراع يكلف 5 ملايين ريال ويدر على المملكة قرابة المليار ولا يجد التجاوب
وحول ما ذكره مسؤولو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في ندوة أقيمت في صحيفة (الجزيرة) عن أن عدداً من المخترعين يقومون بنشر اختراعاتهم عبر وسائل الإعلام من غير الحصول على براءة الاختراع، وكذلك يقومون باختراعات بسيطة ويعتقدون أنها كاملة رغم أنها جزء يحتاج لأجزاء كبيرة؛ يقول خالد الرشيد: كلامهم صحيح فليس كل مخترع لديه اختراعات جيدة، وأنا كان لدي عدد من الاختراعات نشرتها وكنت متحمسا لها وفي يوم وليلة تركتها وهذا عيب فينا كمخترعين فنحن لسنا ملائكة.
وعن جدوى الاختراعات اقتصادياً وإمكانية استغلالها يؤكد عبدالمجيد العقيلي بقوله: لقد قمت بدراسة جدوى الاختراع الذي قمت بعمله وخلصت الدراسة أن الاختراع لا يكلف سوى 5 ملايين ريال سعودي بينما سيدر على المملكة ما يزيد عن 920 مليون ريال، ولكن لم أجد أي تجاوب مع هذا الاختراع.