وبعد أن نفض شاعر المليون غبار (بيرقه) وهدأت قليلاً ثورة بعض السعوديين الذين لم تعجبهم أبداً نتيجته، فقد تراءى لي وكأننا في مدرجات ملعب لكرة القدم وانتقلت منافسات الأقدام لتصل إلى الأصوات.
يُخطئ من ينفي بأننا ظاهرة صوتية (تُلعلع) في كل مكان كوننا مبدعين كثيراً في الاعتراض والنفي والتحجيم ومنع الآخرين من حقهم بالفوز ولأننا سعوديون لا بد أن نفوز ونُجندل خصومنا واحداً تلو الآخر، وما المانع أن نحصل على البيرق؟ ألسنا سعوديين؟
شاعر المليون هذا لم أقف على حقيقته لأتًَّهم هذا أو أدافع عن ذاك وبرامج الشعر برمتها لا أُتابعها ولا تستهويني ففيها نزعة (قبلية) لا أُحبها ولا أرغب في تناميها عند الأجيال وينساق (اعتراضي) أيضاً نحو مسابقات الإبل، ما يهمني أيضاً هو (استحلاب) السعوديين بشتّى الطرق فمن لبنان سابقاً والقاهرة حطت بنا الرحال في دول الخليج وغداً ربكم يعلم كيف سيجدون طريقة (يمتصون) ما تبقى من أموال في جيوب الغلابة و(السطحيين) ثم بعدها نأتي ونلطُم خدودنا ونبكي على (الفوز) المسكوب.
ولأننا سعوديون فإن نظرية (المؤامرة) تُسيطر على أذهاننا ونتمسَّك بها ونلُغي مشروعية فوز الآخرين بما يستحقون لأننا وبكل بساطة الأفضل والأجدر والأحق.
ولأننا سعوديون أيضاً فقد تربّص بممثلنا الشخص الفلاني والعلنتاني ليُعطي برنامجه وهجاً من ضوئنا وبورباقاندا من حضورنا ويمتلئ رصيده من (رسائلنا) ويفوز من لا يستحق.
نحن في حقيقة الواقع الأفضل شعراً والأجمل صوتاً والأعذب ألحاناً والأجمل قنواتاً والأحق فوزاً، فيما الآخرون بالنسبة لنا تكلمة (صفوف) ومشاركة لجبر الخواطر.
وأود أن أعود للأخ ناصر الفراعنة الذي حقق من الشهرة اليوم ما لم يكن ليحصل عليها لو أنه أخذ بيرق الشعر، فلم أدخل مجلساً إلا وأجده حاضراً على قمة الأحداث والنقاشات حتى (تفرعنت) مجالسنا بناصر الذي لا أعلم ما سيكون حاله بعد عام من الآن.
ما أود الوصول إليه هو أننا بحاجة إلى (ركود) أكثر كي لا نُلغي حق الآخرين والبُعد قدر الإمكان عن مواقع الشُبه حتى لا نقول ليت الذي كان لم يحدث.
fm248@hotmail.com