لا يتوقع أحد أن قائداً إدارياً سينجح في عمل ما من دون أن يسعى إلى تحفيز مرؤوسيه، ويمكن إطلاق هذا القول وتعميمه على جميع الأعمال وذلك لأهمية التحفيز الذي بات مطلباً لا غنى عنه في عالم الأعمال، فإذا كان الأمر على هذا النحو، فإن من الأهمية بمكان أن تكون فنون التحفيز أولى بالتركيز والاهتمام وبذل كل ما بوسع القائد عمله ليكون فريق العمل في حالة معنوية مرتفعة ورضا وظيفي يكفلان التحرك نحو الهدف المشترك الذي يجمعهم.
الإشكال الذي يواجه القائد الإداري يكمن في كيفية إنشاء مؤسسة محفزة تلهم المرؤوسين بعمل أفضل ما لديهم من أداء، وكيف يمكن له أن يغرس ثقته فيهم، وأن يولد فيهم روح العمل الجماعي، وكيف يعمل كل ذلك بشكل صحيح من المرة الأولى باعتبار التحفيز عملية حساسة تحتاج إلى مراعاة حالات نفسية متعددة وتوجهات بشرية مختلفة.
ولا يمكن للقائد الإداري أن يمارس التحفيز من دون أن يكون لديه حصيلة معرفية بمنهجية التحفيز ومبادئه وأنواعه وفنونه وإذا أخطأ القائد الإداري التقدير في ذلك، فإنه قد يتفاجأ بآثار عكسية تضعه في موقف محرج أمام مرؤوسيه بوصف التعامل مع النفس البشرية غير قابل للأخطاء المتكررة والاجتهادات غير العلمية.
التحفيز واحد من أهم المهارات التي ينبغي الاعتناء بها، باعتبارها المنهجية التي تسهم في بناء فريق العمل المتماسك وباعتبارها الخط الذي يوحد الجهود نحو تحقيق الهدف المشترك وتجعل العمل ممتع، ويشيع التحفيز روح المرح والبشاشة بين العاملين ويشحذ الهمم، والناس يقومون بأفضل ما لديهم عندما يكونوا ملهمين ومحفزين.
Ra99ja@yahoo.com