لو كنت أملك مدينة أفلاطونية فاضلة لطردت الشعراء أيضاً من مدينتي هذه كما فعل أفلاطون في مدينته الفاضلة، فالشعراء فعلا يهجون المشاعر ويثيرون النعرات، ومن هذا المنطلق فأنا لا أؤيد كثرة القنوات الشعرية المتخصصة.

والتي تخرج عن نطاق خدمة الموروث والفنون الشعبية إلى ما يشبه الحراج على سلع قديمة تعزف على أوتار التعصب القبلي وأوتار شريط المحادثة (الشات) وطبعاً هذا لا يلغي تميز بعض البرامج والقنوات وعلى سبيل المثال برنامج شاعر المليون هذا البرنامج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فالبرنامج رغم أنه أثار حفيظة كثير من المشاهدين في نسخته الثانية والتي أخرجته شاعراً فريداً من نوعه مثل ناصر الفراعنة وأعادته على ناقته الشهيرة خالي الوفاض إلا أن البرنامج متقن لدرجة أنه أجبر الجميع على مشاهدته والتصويت له، وخطوط النجاح فيه (بدت واضحة للمتابعين بدءاً من تخصيص قناة فضائية له، وإصدار مجلة باسمه ونسختين من البرنامج كل واحدة أجمل من الثانية، والبرنامج منح الشهرة للكثيرين من شعراء ونقاد ومذيعين وغيرهم ولكن رغم ذلك لم يرتق البرنامج في نتائجه إلى الجهد المبذول فيه، وبدت النظرة الربحية واضحة في كل حلقة من حلقاته وهذا حق مشروع لكل من يحقق هذا النجاح ولكن الجمهور لا يعجبه ذلك وكذلك العدل والمنطق لا يقبل أن يكون الشاعر الأول بحسب اختيار لجنة التحكيم مثلما حدث للفراعنة أن يكون خارج التتويج.. وهذا يعيدنا إلى سنوات خلت حينما كانت نتائج دورة الخليج لكرة القدم ترفع الضغط بالنسبة لنا كسعوديين، مثلما حدث في الدورة الثانية بالرياض كان الأخضر هو المتوج حتى انسحبت البحرين وسلمت الكأس للكويت رغم أحقيتنا بها والتاريخ يعيد نفسه مع الأخوة في الخليج العربي فرغم التميز السعودي وأحقية الفوز في كل محفل إلا أن النتائج تأتي على عكس المتوقع، وتثار النعرات من جديد ويطالب البعض بإيقاف شاعر المليون أو مقاطعته كما طلب البعض قديما بإيقاف دورة الخليج - وتناسى في كل مرة الهدف الذي من أجله استحدثت مثل هذه الأفكار وهذا هو شأننا مع كل جديد يعتمد التنافس.. أقول التنافس الشريف؟!