الدكتور صالح المالك.. رجل نبيل يتدفق مشاعر صادقة لكل من عرفه عن قرب أو بُعد.. وحتى وهو على فراش المرض - شفاه الله - وما يعانيه من آلام.. إلا أنه ظل كما هو فيضاً من مشاعر الحب ينثرها كالورد الفواح لكل من زاره مطمئناً على صحته وداعياً له بالشفاء.
هذا الرجل النبيل الذي أخذ من اسمه صلاح الإنسان في تعامله وخلقه.. ظل كبيراً في قلوب محبيه وأصدقائه.. فمنذ عرفت هذا الإنسان منذ سنوات طويلة ظل كالمعدن الأصيل.. خلقاً في تواضع وسماحة في نبل.. وصدقاً في مشاعر.. يجذبك إليه أريحية نفس.. وعذب حديث.. وسعة أفق.. ورجاحة عقل.. وهذا كله صنع له مكانة كبيرة من التقدير في مجتمعه.. وفي كل المناصب التي تقلدها في خدمة دينه ومليكه ووطنه، ولم يزل المسؤول الذي يثري بخبرته وكفاءته الحقل الذي يعمل به وهو مجلس الشورى الذي نسأل الله أن يلبسه ثوب العافية ليعود كواحد من أعمدة هذا المجلس الذي خدمه عضواً وتوّجه أميناً مخلصاً لأعماله.
وحين زرت الدكتور صالح المالك.. وهو على سرير المرض ورأيته صابراً محتسباً أدركت مع ابتسامته المطمئنة.. عميق إيمانه والرضا بقدره، وهو ما يعطي صورة صادقة للرجل المؤمن المحتسب، وعلى لسانه ذكر الله والحمد لله.. ولا تزيده أوجاع المرض إلا تسليماً بقضاء الله وقدره.. ودعاء صادقاً من عمق إيمانه وصدق قلوب محبيه وأصدقائه بأن يكتب له الشفاء وأن يعيده إلى أسرته ومحبيه ومجتمعه سليماً معافى بإذن الله.
.. أبا هشام..
حين أكتب عنك اليوم.. أعرف أنك لست في حاجة إلى هذه الكلمات.. لأنك صنعت الحب في قلوب محبيك بخُلقك الجمّ ونُبلك الأعم.. ويشهد الله ما رأيتك يوماً قبل مرضك وأثناء مرضك.. وحتى بعد شفائك بإذن الله إلا وتزداد محبتي لك.. واعتزازي بك.. والرجال النبلاء يا أبا هشام يسكنون في قلوب محبيهم.. يفرحون لهم في ساعات الفرح ويتألمون لهم في ساعات الألم.. وأنت حقاً واحد من هؤلاء النبلاء الذين يستحقون كل هذا الحب.. ولقد غمرتني كما غمرت كل محبيك بفيض من المشاعر الزاهية الصادقة.. التي لا تصدر إلا من رجل كبير ونبيل هو أنت..
أسأل الله أن يلبسك ثوب الصحة.. وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. آمين.