إعداد ومتابعة - عبدالله الحصان
أبدى مخترعون سعوديون أسفهم تجاه الواقع الحالي لمناخ الاختراع والابتكار في المملكة ووصفوه بغير المرضي وكشفوا ل(الجزيرة) عن خروج العديد من البراءات السعودية إلى دول أخرى بعد أن عثر الحظ أمام توطينها وقال بعضهم إنهم توجهوا كمخترعين سعوديين إلى الخارج وسجلوا براءاتهم وحصلوا على جوائز ذهبية في المحافل العالمية.
وأجمع المخترعون على أن البيئة هي الأساس في احتضان المخترعين والاختراع ودونها لن يحدث تميز ونجاح في هذا المجال وأضافوا: إذا أردنا قطاعا ناجحا للاختراعات يسهم بقوة في دفع عجلة الاقتصاد فالبيئة هي فرس الرهان في هذا الجانب. روى المخترع محمد الحامد قصة عكست مأساة يعيشها قطاع المخترعات والبراءات في السوق السعودي حيث يقول: قمت بتقديم اختراعي لدى الجهات المعنية ولكنني فوجئت بردهم وهو أن اختراعي غير مفهوم لديهم وهو اختراع مستقبلي!!..
وهذا الرد زرع فيني الإحباط وعندما صرفت النظر عنه فوجئت بأن ذات الاختراع أتى من أمريكا وقمنا بالاستفادة منه في هذا الوطن ويضيف أنه ذهب في إحدى المرات لتسجيل اختراع له لدى مكتب التعاون الخليجي وردوا له بأن تسجيل الاختراع كان أسرع وأفضل من مدينة الملك عبدالعزيز.
ويقول المخترع عبدالمجيد العقيلي إنني قام بتطوير فكرة لمنع الغرق في المسابح وانتشال الشخص قبل الوصول لقاع المسبح وقمت بتقديم هذه الفكرة بالأدلة العلمية الكاملة إلى جميع المختصين في المديرية العامة للدفاع المدني ولكن للأسف لم أجد أي تجاوب يذكر.
ويتأسف العقيلي بقوله: للأسف هذا هو مناخ الاختراع الذي نعيشه حيث لا يوجد هنا دور فعال من المؤسسات الحكومية التي تستثمر في الأفكار، علما أن فكرة اختراعي تعد الأولى في العالم.
ويقول المخترع ابراهيم العالم: أنا متفرغ بشكل تام للاختراعات وعندما أنهيت أحد اختراعاتي ذهبت إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعرضت عليهم فكرة اختراعي وهي تطوير مادة لا يحبها النبات أي نسبة امتصاص النبات لها قليلة واجتمعت بأربعة من الأساتذة بمدينة التقنية وذكروا أنها تأخذ نحو سنتين أو ثلاث أو أربع لكي تعمل لها ميزانية خاصة لأتفق مع شقيقي ونبدأ بتمويل المشروع من حسابنا الخاص وقد قمنا في عام 1984م بزيارة لسويسرا وكانت الدولة الوحيدة في العالم التي احتضنتني وفتحت لي مراكز العلم والمعرفة وبراتب شهري يبلغ 12 ألف فرنك سويسري مقارنة بالمخترعين الذين يظهرون اختراعاتهم في الحاضنة ويستلمون مكافئات بخمسة وستة آلاف ريال شهرياً ويتابع: أنا مخترع لمادة شديدة الامتصاص للسوائل التي توفر استهلاك المياه للزراعة بنسبة عالية جداً تصل إلى 80% وسجلنا براءة الاختراع فيها عالميا وصرفت عليه من جيبي الخاص. ويضيف المهندس خالد الرشيد إن ما يؤسف هو أن المخترع لا يُسأل في المملكة من قبل الجهات المعنية عن احتياجاته والأساسيات التي تساعده على تفعيل جهده وكل ما في الأمر مبادرات شخصية يتحمل تكاليفها المخترع في اختراعاته وبحوثه!.