موسكو - سعيد طانيوس
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يجري حواراً جاداً وصريحاً مع خلفه الرئيس المنتخب دميتري ميدفيديف بشأن تشكيلة الحكومة التي سيترأسها بعد انتهاء ولايته الرئاسية في السابع من الشهر المقبل، مشيراً إلى أنه ليس هناك من خلاف تمايز كبير بالآراء بينه وبين ميدفيديف بشأن تشكيلة الحكومة العتيدة.
ويذكر أن بوتين أمد أنه سيترأس الحكومة الروسية بعد استلام الرئيس المنتخب ميدفيديف مهام منصبه رسميا في 7 ايار-مايو القادم.
وقال الرئيس الروسي في حديث للصحفيين: إن القرار الخاص بتشكيلة الحكومة سيتخذ أيضاً من قبل الرئيس المنتخب، وذلك في إشارة ضمنية إلى أنه لن يتعدى على صلاحيات خلفه الرئاسية ولن يفرض عليه التشكيلة الحكومية التي يراها مناسبة.
ورداً على سؤال حول ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن استحداث 15-16 منصب نائب رئيس الوزراء ذكر الرئيس بوتين أن عدد نواب رئيس الحكومة سيكون أقل من ذلك بكثير.
وفي توجه له دلالاته السياسية، أعلن الرئيس بوتين أنه لن يشارك في قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى التي ستعقد في اليابان صيف هذا العام. وأكد أنه سيقلل من نشاطه الدولي مركزاً جهوده على تحقيق المهمات الاجتماعية - الاقتصادية في روسيا.
مع ذلك لم يستبعد الرئيس بوتين في حديث للصحفيين الروس احتمال إجراء لقاءات دولية قائلاً: في الوقت ذاته أنها ستكون أقل مما هي عليه الآن بكثير. وأضاف أنه يعتزم الحفاظ على نظام عمله الفعال الحالي.
إلى ذلك، سيرى مشاهدو الاستعراض العسكري في الساحة الحمراء بموسكو يوم التاسع من ايار-مايو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه روسيا بذكرى النصر على ألمانيا النازية، وجه جديد للجيش الروسي يتمثل في بزة الجنود الجديدة وراياتهم الجديدة.
والواقع أن الرايات الجديدة تقلد رايات الجيش الروسي في القرن التاسع عشر. ويتساءل الخبير العسكري المستقل العقيد اناتولي تسيغانوك: إذا كنا نعتبر أن جيشنا نشأ في عام 1917م (وهو العام الذي ظهرت فيه في مكان الإمبراطورية الروسية دولة جديدة عرفت باسم الاتحاد السوفيتي) فلماذا نعود إلى القرن التاسع عشر؟
وقرر وزير الدفاع الروسي أن يزين المشاركون في الاستعراض بزتهم الجديدة بشارة الحرس الوطني العائدة إلى عام 1942م.
كما سيحمل المشاركون في الاستعراض العسكري الذي ينظم في ذكرى النصر المجيدرايات قديمة تعود إلى حقبة انتصارات روسيا القيصرية، لكنها تخلو مما يشير بتاتاً إلى وجود الاتحاد السوفيتي وانتصارات جيشه الأحمر!.