حب الحياة والتمسك بها من دوافع البقاء التي خلق الله أسبابها في التكوين البشري، ويبرز قيمة ذلك ومردوده أن المريض يستمد ذلك ويفعله بإرادته على الشفاء حين يوفقه الله على تفعيل مواقعها في النفس، فيوفق الله هذا الإنسان إلى حالة متقدمة من تحسن حالته الصحية
على الرغم من أن الجميع ممن حوله يتوقع ما هو عكس ذلك، فيفاجئ الكل بأنه بدأ يحرك ذراعه المصابة، وبدأت ذاكرته تعود إليه وكذلك حالته الاجتماعية، وقدرته على الاستمتاع بالأجواء المحيطة به بدأت - والحمد لله - تعود إليه.
إن ذلك كله رحمة من خالقه تمثلت في عطاء تجسد في حافز نحو تحسن صحته بإرادة الشفاء المستندة على حب الحياة، وهذا يجسده مسير أخي وصديقي الأستاذ عثمان بن محمد الرشيد، فيصر على محاربة المرض والشفاء التام، فيتحقق له الكثير والكثير، والجميع من حوله يود المزيد والمزيد.
ولتأكيد حال من واقعه فإن الأساس رحمة ربي به، ودعاء كثير من الناس ممن أحسن إليهم، وهذا مؤشر من الله عز جلاله نحو تسخير إرادة من الرغبة في الشفاء والإصرار عليه أخذت به في رحلة التحسن الذي نود له المزيد ثم المزيد من بعده.
قد لا أجيد طرح المعادلات التي تتعلق بهذا، ولا أعرف الكثير من قول لا أحس معه بجذور له تحرك المشاعر والأحاسيس، ولذا لا مديح ولا إطراء أستطيع أن أسبغه على أخي الأستاذ عثمان بن محمد الرشيد، ولكن من المعروف عنه المسارعة في أعمال الخير ومساعدة الآخرين، والله لا يضيع أجر من عمل صالحاً.
وإذ أشد على يده مهنئاً بحسن ما توصل إليه على طريق تقدم صحته، وأشد على يده مؤكداً سلامة التوجه مبشراً إن شاء الله برحمته نحو العودة إلى وضعه السابق بفضل الله ثم الإرادة التي تعمل الآن وبها، الأمر متاح وإن طال زمانها فلا يأس يا صديقي، ولا حزن فكلاهما ينالان من قوتك وعزيمتك التي جميعنا في أشد الحاجة إليها.
أبا سامي
في اللحظة التي يشاء الله أن تكون الصحة أو المرض امتحاناً لأحدنا فإن هذا تأكيد على محبة الله، وتنشيط العلاقة به فحبذا أن لا تضيع الفرصة على من يتعرض لهذا الامتحان دون وعي بالحدث وما قبله وما يجب بعده، وكل أبناء الملة، ومن هم مفطورون على فطرة الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأحمد الله أن أخي وصديقي برحمة الله وعفوه منهم وبهم وإليهم، فليعينك الله على إكمال مشوار الخير كما بدأ، وأن يعينك على تحقيق أهدافه وأهدافك على طريق من التقدم وحسن العاقبة، وخير ما هو آت من كريم عزيز لا يمن، واهب لكل شيء نحو كل شيء بإرادته ومشيئته تعالى.
أبا سامي
من ذكريات الماضي، وهي ذكريات عمر بأكمله، أستطيع أن أشهد الله على سلامة ما فيك، وهذا ما يؤكد أنك تمتحن وأن الله لا يغفل عن عباده الصالحين، ومن خلال هذه الذكريات عرفت سجاياك التي أحمد الله عليها، لقد كنت أقرب أصدقائك، وكنت أنت كذلك، ويحول الله تستمر المسيرة بتقدم لا أشك أن كلانا يطلبه ويعمل من أجله، وفي الطليعة من ذلك صحة الصديق وما أدرانا ما الصديق والصداقة.