Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/04/2008 G Issue 12988
الأحد 14 ربيع الثاني 1429   العدد  12988
قراءة في كتاب الوثائق المنيرة في المعاملات وحقوق الجيرة

هذا الكتاب وسام شرف على صدر مؤلفه نايف بن عوض بن غبن الوسمي، وذلك لعدة أسباب منها صعوبة التأليف في مثل هذا النوع من المواضيع، وكونه باكورة إنتاج المؤلف العلمي وحصاد جهد متواصل استمر أربعة عشر عاماً، يقول المؤلف: (خلال بحثي الذي دام ما يربو على أربعة عشر عاماً)(1).

ويقول المؤلف: (هذا البحث غطى حقبة من الزمن محصورة بين أواخر القرن العاشر الهجري إلى الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري)(2).

فصعوبة البحث تكمن في سببين هما صعوبة دراسة الوثائق لكل من يحاول دراستها، وطول الفترة المدروسة تزيد البحث صعوبة، ويُحسب للمؤلف تحري الدقة المتناهية في تحديد المواقع والآثار والرجوع إلى مصادر التاريخ المعتمدة وسيأتي ذكر ذلك.

مثل هذا الكتاب له أهمية قصوى في معرفة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والفقهية وشئون القضاء، ومعرفة الأنساب، والأوضاع التاريخية والأدبية والجغرافية والثقافية والحضارية بشكل عام.

كتب تقديم الكتاب الباحث فايز البدراني الحربي الذي أثنى على البحث والباحث ولاحظ على المؤلف ملاحظة لا أتفق معه فيها حيث يقول الحربي: (وقد لاحظت أن المؤلف اختار منهجاً خاصاً وهو نشر نص الوثيقة بلا تصحيح)(3).. ويرى ضرورة التصحيح، والذي أراه مع احترامي للباحث الحربي هو أن منهج المؤلف صحيح؛ لأنه يحافظ على قيمة الوثيقة التاريخية وهذا الرأي الذي يراه المؤلف، حيث يقول: (لذا أقول لقد اتبعت منهجاً سليماً من حيث إن تصحيح الأخطاء خلال كتابة نص الوثيقة يفقدها أهميتها التاريخية)(4).

يُقسم الباحث بحثه إلى عدة أبواب، الباب الأول يذكر فيه المقدمة ويشير فيها إلى أهمية بحثه وأهمية الوثائق.. ولا أحسب أن المقدمة تحسب فصلاً في البحوث العلمية المعتمدة، وإنما هي تعطي فكرة مجملة عن البحث بشكل عام، والفصل الثاني عن موضوع الدراسة والبحث وفيه يشير الباحث إلى أهمية دراسة علم الوثائق وقوانينه والفترة الزمنية للدراسة، كما يذكر جغرافية الدراسة كما يذكر مصادر دراسته، حيث اعتمد على المصادر والمرجع التاريخية المخطوطة والمطبوعة، وهذا مما يحسب للباحث الوسمي حيث لم يكتف بالمصادر التاريخية وإنما تحمَّل مشقة العودة إلى المخطوطات.

كما يذكر طريقة عرضه للوثائق مما يجعل القارئ على بصيرة منذ البداية، وتكون الوثائق واضحة أمامه، كما يذكر صعوبة البحث التي واجهته، وهي طبيعية وتواجه كل باحث في علم الوثائق.

وفي الفصل الثالث الإطار الجغرافي حيث يعرف بمناطق الدراسة، الذي لاحظته في هذا الفصل أن الباحث يعود إلى دراسة المناطق المدروسة وإلى تاريخها القديم ومن سكنها من مشاهير العرب شعراء أو غيرهم، كما يحدد المواقع والمناطق بمنتهى الدقة، فيذكر ما يشتهر به الموقع وما قيل فيه من شعر، ويذكر سكانها قديماً وحديثاً.. وهذا ما يميز الدراسة، فالقارئ يهمه معرفة من يسكن المنطقة قديماً وحديثاً، كما يذكر الباحث أحياء المنطقة المدروسة، وما قاله المؤرخون عنها عائداً إلى مصادر تاريخية هامة جدا، وقد درس عدة مناطق مثل قرية صفينة وغيرها.

ثم ينتقل إلى الباب الثاني: وهو أربعة فصول، أولها مقدمة عن علم الوثائق، حيث يعرف بأهمية الوثائق وأصلها اللغوي، وأنواع الوثائق، ورأي المؤرخين فيها.

أما الفصل الثاني فهو موجز عن قبيلة مطير، حيث يعرف بنسب قبيلة مطير عائداً في دراسته إلى مصادر تاريخية معتمدة ككتاب (نهاية الأرب في معرفة نسب العرب) للقلقشندي، وكتاب (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) للسويدي، وفي الفصل الثالث يعرف بالمصطلحات الواردة في الوثائق، ويعرف بها مما يوضح الوثائق أمام القارئ، ويستغرق هذا الفصل عدداً من صفحات الكتاب حوالي ثلاث عشرة صفحة وفي الفصل الرابع: يذكر مسميات الشهور والعملات والمكاييل والموازين والإعداد، ومثل هذا الموضوع أيضا من شأنه إيضاح الوثائق للقارئ .

ثم في الباب الثالث وقد استغرق معظم صفحات الكتاب تحت عنوان: عرض وتحليل مجموعة الوثائق، حيث يضع الوثائق في أصلها وبجوارها كتابة الوثيقة بخط واضح، وقد قسم هذا الباب إلى عدة فصول وهي: الفصل الأول وثائق الوقف والصدقات وما في حكمها.

الفصل الثاني: البيانات الخاصة والعامة.

والفصل الثالث: الرسائل الخاصة والعامة.

الفصل الرابع: المنازعات والصلح والمعاهدات وما شابهها.

الفصل الخامس: القوانين والمعاهدات.

الفصل السادس: وثائق المبايعات وما يتعلق بها.

الفصل السابع: وثاق القبائل والأسر الأخرى.. وجميع هذه الفصول واضحة للقارئ من خلال توضيح المؤلف لها في الأبواب والفصول السابقة.

وفي الباب الرابع: فهارس وكشافات الكتاب، مثل كشاف الأعلام، وكشاف الأسر والقبائل، وكشاف المواقع والمواضع، وكشاف الكتاب والقضاة، إيضاحات مهمة والخاتمة، ثم قائمة المصادر والمراجع، وقد اعتمد الباحث على القرآن الكريم، والحديث النبوي، وقائمة من المصادر والمراجع التاريخية قديماً وحديثاً حتى أنه رجع لمصادر تاريخية أجنبية مترجمة، وهذا يدل على حرص المؤلف على خروج كتابه في ثوب قشيب وقد حدث هذا فعلاً، وتقبلوا تحياتي.

(1) الوسمي، نايف بن عوض، الوثائق المنيرة في المعاملات وحقوق الجيرة، (الطبعة الأولى: 1427هـ،2006م)، ص11

(2) المرجع نفسه، ص16

(3) المرجع نفسه، ص7-8

(4) المرجع نفسه، ص14

ابتسام عبد الله البقمي - جامعة أم القرى
ص. ب 5256 - جدة 21422




aumfesal@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد