أطلق نادي الشباب المسابقة الثقافية الكبرى لمكافحة التدخين أو لنقل مكافحة القاتل الأول في العالم؛ انطلاقاً من الدور الاجتماعي والثقافي الذي يتميز به نادي الشباب وإيماناً من القائمين على النادي بالرسالة الحقيقية للأندية الرياضية التي توجب تفعيل الأنشطة التي تخدم المجتمع وتحمي أفكار الشباب من الانحراف وتحافظ على صحتهم وترفع مستوى وعيهم.
ولست هنا للإشادة بهذا الدور؛ فقد لقي هذا التميز إشادة من المجتمع السعودي ومن مسؤولي الرياضة وحظي بإنصاف الإعلام الواعي وبتجاهل من الإعلام اللامسؤول، والأهم من ذلك كله أن الغاية رضا الله سبحانه وتعالى.
ولكن ولكي تتحقق الغاية أتساءل عن غياب باقي الأندية السعودية عن هذا الواجب تجاه المجتمع وأتساءل عن دور رعاية الشباب في دفع الأندية للقيام بواجباتها الاجتماعية والثقافية، وعن الحوافز التي توقظ الحس الوطني لرؤساء الأندية تجاه مجتمعهم!! ومن ثم أطالب رعاية الشباب أن تميز معنوياً بين النادي الذي يقود الحراك الثقافي والاجتماعي ويصرف مبالغ كبيرة ويقوم بجهود متميزة لخدمة المجتمع وبين الأندية التي تدير ظهرها لهذا الدور الحيوي!!
لا يخفى على أحد الأضرار القاتلة للتدخين وتسببه في مرض السرطان والحرائق، إضافة لإهدار مليارات الريالات سنوياً لاستهلاكه، ولكن ما يخفى على كثيرين أننا أقل الدول مكافحة له بل لن أبالغ إذا قلت إن الأنظمة تشجع التدخين وتعطي المدخن حرية ايذاء الآخرين بشكل لا يسمح به في الخارج، فمثلاً قيمة علبة السجائر في البلد المصنع أمريكا حوالي20 ريالاً وفي أوروبا 25 ريالا بينما قيمته في السعودية 5 ريالات فقط، ويمكن أن يباع حتى للأطفال، فالنظام لا يمنع ذلك!
كما أن التدخين يمنع في أوروبا وأمريكا في جميع الأماكن العامة المغلقة وحتى في (الحانات) لأن ضررها يتجاوز المدخن إلى غيره من الناس، وفي ذلك مساس بحقوق الآخرين بينما لا يمنع التدخين فعلياً في أي موقع في السعودية ويزيد كثافة في المطارات حيث يجبر المسافر على استنشاق جميع أنواع السجائر في لحظة واحدة عند بوابة الطائرة رغم المنع الرسمي غير المطبَّق.
وإذا كان العالم المتقدم يفرض حظراً وقيوداً على التدخين تزداد صرامة مع الأيام، إلا أننا لا زلنا نعاني من مشكلة التساهل مع التدخين في الأماكن العامة وداخل الدوائر الحكومية ولا يتحرج البعض في التدخين حتى في مصاعد المستشفيات تحت شعار (دخن أنت في السعودية) وتبقى الوسيلة الوحيدة أمام المتضرر هو استعطاف المدخن بأن يفطئ سيجارته، ولكن أن تتخيل مستوى الرد حسب أخلاقيات المدخن ومزاجه، وإن كنت أؤمن بأن المدخن مثل (نافخ الكير) إما أن يحرق ثيابك أو أن تجد منه رائحة كريهة، ولذا فلا مناص من تطبيق الأنظمة الصادرة بحظر التدخين في الأماكن العامة حفاظاً على صحة المجتمع وكرامته وحقوق الأفراد، ولأن كثيراً من الدول تحظر التدخين في ملاعبها فأقترح على رعاية الشباب حظر التدخين في جميع الملاعب والصالات الرياضية السعودية؛ فالتدخين آفة منتشرة بنسبة كبيرة بين الرياضيين وتهدد مستقبل نجوم واعدة والأخطر من ذلك أن النجم قدوة للجماهير الناشئة، وإذا كان مدخناً فإنه سوف يقدم دعاية مجانية لترويج التدخين بين النشء وهي مسؤولة أمام الله قبل المجتمع ويجب التنبه لها.
ولن أقول شكراً لنادي الشباب على إيقاظ هذه الفكرة.. ولكني أشكر الله الذي سخر هذه النفوس لفعل الخير، وأجزم أن حملة (أتركوه) لمكافحة التدخين ستحقق نتائج إيجابية خصوصاً في ظل غياب الأنظمة الرسمية التي تكافح التدخين، ولكن هذه الحملة تحتاج لتضافر جهود جميع الأندية ورعاية الشباب والإعلام الرياضي؛ فالوضع الحالي مأساوي ويزداد سوءاً كل يوم ما لم نقف يداً واحدة لعلاجه، وأقول للمدخنين: اتركوه قبل أن يأخذ صحتكم، وقبل أن يقع به أبناؤكم، أو يرمل نساءكم فهو القاتل الصامت ذو الرائحة الكريهة.
بطولة الدعيع
حقق الهلال بطولة الدوري بجدارة واستحقاق ولا جديد في ذلك ولكن أرى أن أبرز عوامل تحقيق البطولة هو التألق الدائم للحارس العملاق محمد الدعيع الذي كان النجم الأول للبطولات الهلالية ولبطولة المنتخب وإنجازاته منذ أن كان حارساً لمنتخب الناشئين الذي حقق كأس العالم 89م وبلغة الانصاف فإني أجزم بأن محمد الدعيع هو أهم وأفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية.
ملعب جدة
حال استاد جدة لا يختلف عن حال مطارها، وضع بائس وخدمات هزيلة لا تتناسب مع متطلبات الوقت الحاضر، ولا مع المبالغ الطائلة التي تصرف على هذين المرفقين، وفي النهائي الكبير لم يكن الملعب كالعادة كافياً لنصف الجماهير، والملعب الجديد وعد طال انتظاره ولم يبدأ تنفيذه بعد، ولمن يهمه حال الجماهير أقدم حلا عاجلا بإضافة مدرجات خلفية للاستاد الحالي، كما هو الحال في استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244
nizar595@hotmail.com