إن قلت إنها بطولة الدعيع فقد أوفيت العملاق حقه، وإن قلت بأنها بطولة القناص فقد أصبت كبد الحقيقة، وإن قلت بأنها بطولة عزيز وتفاريس فهذا الواقع، وإن قلت بأنها بطولة شباب الهلال: الزوري والفريدي والدوسري والمؤشر فلن أبالغ، وإن قلت هي بطولة الأمير محمد بن فيصل وكوزمين والحسيني والأحمد فلن أبالي.
لكن الأكيد أنها بطولة (النوايا الحسنة)، فالمشوار الهلالي في الدوري الممتاز بعد عودته لنظام النقاط مرَّ في عدة محطات وسط ظروف صعبة وعراقيل جمة يقف في مقدمتها الغياب للإصابة تارة وللوقف أخرى، بخلاف حشد الفرق الأخرى لقواها بصورة مبالغ فيها من أجل تعطيل الزعيم بحجة اللعب بنزاهة، في حين تعطلت لغة الكلام عن النزاهة في مباريات أخرى!
لكن بعزيمة الرجال وروح الهلال الحية الوقادة، والنية الصافية والصادقة، تجاوز الزعيم كل الصعاب، بل إن لاعبيه اختاروا الطريق الأكثر صعوبة ومغامرة من أجل تحقيق اللقب وهم يواجهون أشرس منافسيهم على أرضه وبين جماهيره المحتشدة.
استحق الهلال اللقب لأنه كان الثابت وسواه المتغير، هذه هي معادلة أو كيمياء البطولات السعودية لهذا الموسم.
فالهلال حقق بطولة كأس ولي العهد عن جدارة، ووصل إلى نهائي بطولة كأس الأمير فيصل وخسر بشرف بعد غياب أهم عناصره، لكنه كسب جيلاً شاباً هم نواة المستقبل للهلال، ومنذ انطلاقة الدوري وهو ينافس بقوة وشغف على الصدارة.. إنه الهلال الذي لا تغيب شمس البطولات عن سمائه.
قيمة الدوري السعودي
عكست آخر مباريات الدوري السعودي بين الاتحاد والهلال التي توجت نتيجتها الزعيم باللقب، القيمة الحقيقية للكرة السعودية، فحتى آخر لحظة ونحن لا نعرف إلى أين سيتجه اللقب، وحتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع ما زال أمل الاتحاد قائماً بهدف لو سجله لفاز بالدوري.
وقبل ذلك بثلاث جولات كان للشباب أمل قائم باللقب أيضاً، وقبل ذلك شاهدنا عبر التلفاز الحضور الجماهيري الكبير بالملعب، والشعبية الجارفة للفريقين والمتابعة الإعلامية المتطورة والمتواكبة بأعلى التقنيات وأحدثها.
كل هذه الدلائل والوقائع تعكس قوة وأفضلية وتفوق الدوري السعودي على الدوريات الأخرى في الخليج والوطن العربي حتى وإن عانى من بعض السلبيات الإدارية في المسائل التنظيمية التي ألقت بظلالها على المستوى الفني له.
لو تحقق الكثير من التنظيم الذي يسير وفق آلية واضحة ومرسومة سلفاً لنافس دورينا أعتى الدوريات الأوروبية.
شيخوخة الاتحاد..!
كم كان منطقياً وعقلانياً سمو رئيس أعضاء شرف نادي الاتحاد الأمير خالد بن فهد وهو يتحدث عقب خسارة المباراة وضياع اللقب على ناديه.
فلقد وضع النقط على الحروف بشفافية واضحة وصراحة متناهية دونما خداع للنفس أو مكابرة حينما وضع إصبعه على الجرح الاتحادي واعترف ب (شيخوخة الاتحاد) وتقدم أعمار لاعبيه مستدلاً بمتوسط أعمارهم قياساً بأعمار لاعبي الشباب وغياب (الإحلال) للمواهب الشابة في صفوف العميد أسوة بما يحدث بالهلال.
ولعل هذه المشكلة من تبعيات سياسات قديمة كانت ترتكز على (التكديس) بعد الدخول بمزايدات من أجل (التخريب) ليدفع الاتحاد الثمن في وقت كان أحوج فيه من غيره إلى بطولة تسد رمق وشغف محبيه وأنصاره.. شكراً للأمير الواقعي والمنطقي خالد بن فهد..
فواصل
* أكبر الأخطاء كان آخرها في تأجيل تتويج بطل الدوري ببطولته وفي ذلك قتل للفرحة المستحقة.
* كنت قد أسميت بطولة كأس ولي العهد ب(بطولة الوفاء)، وبطولة الدوري تستحق (بطولة النوايا الحسنة).
* في كيمياء الكرة السعودية تقول القاعدة: الهلال الثابت وسواه متغير..
Sam2002ss@gmail.com