لندن - طلال الحربي

ثمن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الجهود السعودية والعربية في الحراك الثقافي وأشار إلى ما تعيشه المنطقة من زخم في الإنتاج الثقافي والترجمة مبينا أنه رغم هذا الزخم فما زال دون المطلوب وبين موسى خلال كلمته الافتتاحية في معرض لندن الدولي للكتاب 2008 أن المملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية تشهد حركة كبيرة في الإنتاج الثقافي والترجمات وكتب الأطفال مما يبشر بجيل جديد مقبل على القراءة حيث إن مستوى قراءة الكتاب في العالم العربي ما زال غير مرضٍ ويعود ذلك لأسباب اقتصادية لعدم وجود قدرة شرائية لدى الأفراد أو لأسباب مزاحمة الوسائل السمعية والمرئية والإلكترونية وقد مجدت الثقافة العربية الكتاب ماضيا وحاضرا وقد غطى مجالات متنوعة وأكد أنه يوجد هناك هجوم غير مبرر على الإسلام والعرب وذلك لعدم فهم وأن التطاول على الرموز الإسلامية مرفوض ويقوم على مغالطات تستهدف تشويه صورة الإسلام وتسيء للبشرية جمعاء وأشار إلى أهمية التواجد العربي في هذا المحفل الأدبي الثقافي العالمي للتعريف بالمثقفين العرب وإنتاجهم الأدبي الثقافي وكان أمين عام جامعة الدول العربية قد افتتح الجناح الخاص بالمملكة ضمن فعاليات المعرض يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا حيث قام بجولة في الجناح وأبدى إعجابه بما شاهده من محتوياته والتي شملت الكثير من الكتب والمجلات وإصدارات الجامعات السعودية في مختلف المجالات ومجسمات للحرم المكي والمدني حيث قدم له الدكتور عبدالله المعجل وكيل وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية نبذة عن محتويات المعرض ثم قدم لأمين عام جامعة الدول العربية هدية تذكارية ثم قدم معاليه القهوة العربية والتمر وحظي جناح المملكة بزيارة العديد من رواد المعرض وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف قد التقى الشيخ سلطان القاسمي على هامش المعرض كما التقى سموه عددا من المثقفين والأدباء والمشاركين في المعرض خلال جولة سموه في المعرض وشارك في الافتتاح عدد من المسؤولين العرب وسفراء الدول العربية في لندن وعدد الكتاب والرواد العرب وبمشاركة عدد من شركات النشر والمكتبات العربية وتعتبر الدول العربية ضيف شرف المعرض هذا العام العام في خطوة من شأنها تعزيز العلاقات الثقافية بين العرب والبريطانيين وإتاحة الفرصة للكتاب والناشرين لترويج كتبهم في بريطانيا لاطلاع الجالية العربية على آخر الكتب التي صدرت باللغة العربية ويقام المعرض في الفترة من 14 إلى 16 أبريل الجاري ويشتمل المعرض والذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية عربية في لندن على العديد من الكتب المترجمة والكتب تتحدث عن الثقافة العربية والأدب العربي والتراجم العديد من كتب الأطفال كما في خطوة لتعزيز العلاقات الثقافية بين العرب والبريطانيين وحضر حفل الافتتاح الدكتور عبدالله المعجل وكيل وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية والدكتور أحمد بن فهد رئيس جمعية الناشرين السعوديين وعدد من المسؤولين في وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والجامعات السعودية والناشرين والمثقفين السعوديين وأشرف على إقامة جناح المملكة في المعرض سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وايرلندا ولما يراه سموه من ضرورة التواجد في المحافل الثقافية والعلمية ولإظهار ما تعيشه المملكة من تطور في جميع المجالات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وتتنوع مشاركة المملكة بمحاضرات ثقافية وعرض كتب ونشرات تبين النتاج الفكري الخصب للمثقفين السعوديين وللجامعات والهيئات الثقافية في المملكة ويلقي اليوم الثلاثاء الدكتور سعد البازعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود محاضرة عن تحديات وإمكانات التطور في الثقافة السعودية فيما تقدم الدكتورة صباح الصافي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز محاضر تستعرض جهود البحث العلمي في المملكة في الوقت الذي يعج به جناح المملكة بالمئات من الكتب وسيتم خلال المعرض والذي ينظم سنويا منح لقب مؤلف اليوم لأحد الكتاب العرب المرشحين إلى جانب تقديم عدة أنشطة ثقافية تفتح حوارا مع الغرب وتهدف إلى عرض صورة حقيقية للثقافة العربية التي تقبل الآخر وتؤمن بالحوار ونبذ الصراع كما تنافسا لأستاذة ثريا عادل بترجي صاحبة دار نشر كادي ورمادي لكتب الأطفال في الحصول على جائزة الناشر للشباب والتي تنافس عليها عدة دول عربية وعالمية وسيتم على هامش المعرض تقديم بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009 وكانت الكاتبة السعودية رجاء الصانع قد ألقت محاضرة ضمن فعاليات المعرض تحدثت فيها عن الكتابة والأدب العربي.

من جهة ثانية أوضح عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مثل هذه اللقاءات تعكس الكثير من الصور الإيجابية لمجتمعاتنا وتعرف بحضارتنا التي نفخر بها وبين في تصريح خاص ل(الجزيرة) عن أهمية التواجد العربي في المحافل الدولية الثقافية وأعرب عن اهتمامه بما يتم ترجمته من العربي للإنجليزي وبالعكس وأكد على شهرة مثقفينا وأن كتبنا مقروءة وترجمت لمعظم اللغات العالمية وكان السيد موسى قد عقد مؤتمرا صحفيا لوسائل الإعلام العربية وأشار إلى ما تعيشه المنطقة من ظروف حساسة وحرجة توجب علينا الحذر والعودة للعلاقات العربية الدافئة وأكد أنه لا يوجد من يملي على الزعماء والرؤساء العرب قراراتهم وأن الحل في العراق ولبنان لن يكون إلا حلا عربيا عربيا كما تطرق معاليه لعدد من القضايا العربية والدولية وأهم أحداث المنطقة حيث أكد على أهمية مؤتمر دول الجوار للعراق الذي ستستضيفه دولة الكويت في 22 من شهر أبريل الجاري لتحقيق المصالحة والاستقرار في العراقي وبين أن عدم رفع مستوى تمثيل بعض الدول العربية لدى العراق هو خوف على منسوبيها حيث إن الظروف الأمنية سيئة رغم أن الجامعة العربية لديها بعثة دبلوماسية في العراق موجودة منذ فترة وشدد أنه لا يمكن ترك لبنان بدون رئيس فهو يحتاج حكومة وحدة وطنية ولا بديل عن الحل والمبادرة العربية والعلاقات السورية اللبنانية هي جزء من المبادرة العربية وأكد أنه ليس من المصلحة وجود صدام إيراني - عربي فالإيرانيون لديهم مصالح في العراق ونحن لدينا مصالحنا والعراق دولة عربية رئيسية ونحن نتعامل مع الوضع في لبنان كما نتعامل مع الوضع في فلسطين القضية الأم والعراق وغيرها من القضايا العربية منوهاً أن القمة العربية في دمشق عقدت في ظروف صعبة لوجود خلافات عربية.