لم يخطئ الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، رئيس مجلس إدارة شركة سابك، عندما قال: إن أغلب قيادات قطاع البتروكيماويات الخاص في المملكة هم من نتاج سابك. وأضيف، أنا للأمير سعود، أن مجموعة كبيرة من موظفي تلك الشركات الخاصة كانوا يعملون في سابك قبل انتقالهم للعمل في شركاتهم الحالية. سابك لم تقم بتطوير صناعة البتروكيماويات فحسب بل اهتمت كثيراً بتطوير الإنسان، واعتمدت على كوادرها الوطنية الذين أثبتوا أنهم أهل للثقة وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية اللذين يؤهلانهم للعمل حول العالم.
استثمرت سابك في موظفيها ونجحت في خلق كتيبة مدربة من السعوديين الأكفاء الذين وضعوا بصماتهم في معظم المشروعات البتروكيماوية الحديثة. يشعر الإنسان بالزهو والفخر حين يتعامل مع رؤساء تنفيذيين وخبراء في الإدارة وعمليات الإنتاج، ومخترعين من السعوديين الذين كانت سابك محطتهم الأولى التي انطلقوا منها نحو التميز والإبداع. سبعة وعشرون مليار ريال أرباح العام 2007 حققتها عقول وسواعد سعودية ساهمت في دعم الاقتصاد الوطني، وتنمية استثمارات المواطنين.
اجتماع سابك الفني الثامن والمعرض العلمي المصاحب اللذين أقيما تحت شعار (قوة المعرفة) يعكسان أسلوب تعامل الشركة مع موظفيها وكل من ترتبط معهم بعلاقة عمل، وتكشف عن سر نجاح سابك في تنمية مواردها البشرية، وقدراتها الفنية المنافسة.
حوّلت سابك اجتماعها الخاص إلى لقاء علمي واسع يهتم بتطوير القدرات، وتحفيز الابتكار، ودعم عمليات التغيير الإيجابية. العلاقات الإنسانية والتواصل مع الآخرين كانت حاضرة في اجتماعات سابك الجانبية. هناك رابط وثيق بين قيادات شركات سابك من جهة، وبين موظفيها من جهة أخرى.
أحسب أن لدى سابك فريق عمل مترابط يمكن له العمل والتنقل بين شركاتها المتعددة بكل يسر وسهولة لتحقيق أعلى معدلات الأداء والمساهمة في نقل ثقافة العمل المميز، الأفكار، وتطوير القدرات في بيئات العمل المختلفة.
يبدو أن سابك تطبق منهجية العلاقة التنافسية الشريفة التي قال عنها الأمير سعود بن عبد الله: إن سابك تشجع العلاقة في قطاع البتروكيماويات، وأن علاقتها بشركات القطاع علاقة تكاملية وتنافسية لا تناحرية، يظهر ذلك من خلال تجمع رؤساء الشركات البتروكيماوية المحلية، والعالمية، ومساهمة الشركات في المعرض المصاحب الذي ضم إبداعات أكثر من 130 منشأة.
بدأت جلسة الاجتماع الرئيسة (التغيير للبقاء) في وقتها المحدد الساعة الثامنة صباحا. دقة الموعد أثارت دهشة أحد الأخوة المحسوبين على القطاع الحكومي الذي قال (الثامنة تماما)!!!. الدكتور (جفري مور) أحد العقول الرائدة في العالم، ومؤلف كتاب التحول الإبداعي للشركات خلال مراحل نموها، أثرى الجلسة الرئيسة بإلقائه محاضرة قيمة كنت أتمنى إطنابه فيها بدل الاختزال الذي فُرض عليه تقيدا ببرنامج الحفل الذي أثبت أن احترام الوقت أحد أهم مقومات النجاح الإداري الذي تطبقه سابك وموظفيها بكل احترافية. الدكتور عمر الحميدي، عميد الكلية التقنية بالدمام، كان مبدعا في محاضرته كعادته دائما، وكان مبدعا في نقاشه الأخوي المباشر، خارج إطار الاجتماع، الذي كشف فيه عن روحه الوطنية الصادقة والعاشقة للتطوير والبناء، وخدمة المجتمع من أجل الوطن. المهندس محمد عاشور كان أحد المتحدثين عن التغيرات الحضارية والثقافية وعلاقتها بمستويات الأداء بخطى ثابتة، ترسم (سابك) لوحة من الإبداع في مجالات الإنتاج، الابتكار، الربحية، تطوير الإنسان، وبناء الجسور بين أصحاب العقول المنتجة، والكفاءات العالمية من أجل (تحقيق قيمة مضافة أعلى لزبائنها وعوائد أكبر لمساهميها إلى جانب المحافظة التامة على السلامة وصحة البيئة) كما يشير بذلك رئيسها التنفيذي؛ وتبقى خدمة المجتمع أحد أهم مقومات نجاح الشركات العالمية، ولسابك مساهمات جليلة في هذا الجانب، ما يشجعنا على طلب المزيد منها خدمة لمدينة الجبيل، البيئة المحيطة بمصانع الشركة الرئيسة، خاصة في مجال بناء المدارس، المراكز الصحية، إنشاء الحدائق، دعم الجمعيات الخيرية، تدريب وتوظيف اللائقين للعمل من أبناء المدينة التي تحتضنها، وهي إحدى أهم أدوات خدمة المجتمع المحيط بالشركات العالمية.
f.albuainain@hotmail.com