استشرت أعمال (وصنوف) العنف الأُسري في مجتمعنا (وإلى حد القتل)، وأصبحت ظاهرة بدأت تطفو على السطح بصورة لافتة للعيان وبشكل مخيف جداً.. وذلك من خلال ما تطالعنا به صحفنا المحلية بين وقت وآخر من تسجيل حالات عُنف وبشتى صوره (وما خفي كان أعظم!) خصوصاً ضد (البراءة) زينة الحياة الدنيا.
.. ولا شك أن كل من يُقدم على ممارسة مثل هذه الأعمال (الدخيلة) والممارسات (الشاذة) على مجتمعنا في حق الطفولة والإنسانية لا بد أن عقولهم (خارج التغطية).. ونتيجة ضعف الوازع الديني.. ومخافة الله.. وإلا كيف يُقدم أب على ممارسة العنف ضد فلذة كبده وقرة عينه وبكافة أشكاله وألوانه.. دون ذنب ولا حول لها ولا قوة... لتعيش معذبة وحالات نفسية سيئة أو تفارق الحياة.
إن مثل هؤلاء الآباء قد (قست) قلوبهم وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة وتجردوا من إنسانيتهم وآدميتهم ويتلذذون في ممارسة التعذيب والجلد دون هوادة أو شعور بالذنب.. ونزعت الرحمة من قلوبهم.
إن الإنسان عندما يُشاهد (حيواناً) أمامه وهو يقود سيارته في الطريق تجده يحاول جاهداً تفادي الاحتدام به ودهسه.. وهنا ربما قد يتسبب في وقوع حادث مروري قد يدفع فيه الثمن غالياً ويكلفه الشيء الكثير.. فكيف بالإنسان الذي كرَّمه الله ورفع قدره يتعرض لصنوف التعذيب ركلاً وجلداً وتكبيلاً وتكميماً للأنفاس من بني جلدته وإلى حد القتل!! إنها مسلسلات وسيناريوهات لا تزال تعرض فصولها المؤلمة لحد البكاء هزت كيان وأركان المجتمع.. وعلى أرباب الاختصاص أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة لدراستها وبحثها ومحاولة علاجها.. ولكل داء دواء.. والله المستعان.