Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/04/2008 G Issue 12983
الثلاثاء 09 ربيع الثاني 1429   العدد  12983
وخرج الفراعنة!
فهد الحوشاني

لم أتابع حلقات النسخة الثانية من شاعر المليون والتي انتهت الثلاثاء الماضي بفوز القطري خليل الشبرمي.. لكني حرصت على أن أشاهد الحلقة الأخيرة والتي ظهرت فيها النتيجة (المفاجأة)! ولا أقول مفاجأة انتقاصاً من موهبة الشاعر خليل لكنها مفاجأة لأن اللجنة وبحسب مقاييسها أعطت الشاعر ناصر الفراعنة أعلى الدرجات ورغم ذلك خرج من المسابقه خالي الوفاض!.. فالجمهور في هذه المسابقة التي (تكسبت) من الشعر برسائل الجوال قال كلمته النهائية (إذا افترضنا صحة ودقة التصويت) لا قياساً على الموهبة بل على الانتماء القبلي! لذلك فهذه المسابقة في حقيقتها مسابقة تتنافس فيها القبائل لكنها مغلفة بغطاء الشعر الشعبي!.

اللجنة انصفت الفراعنة عندما منحته أعلى الدرجات في تقييمها وهذا أمر قررته بحر إرادتها، لكن من الواضح أنها وقرراتها مجرد (ديكور) والمسابقة لم تكن في الواقع نزيهة لا في أهدافها التي فتحت فروعاً جديدة للتنافس القبلي والنعرات التي كنا اعتقدنا أننا تجاوزنا لنبني مجتمعات خليجية حديثة، ولا في اعتمادها التصويت كحكم حقيقي وإذا كان الأمر كذلك فما قيمة اللجنة إذا كانت الكلمة الأخيرة ليست لها كما هي اللجان في كل المسابقات.. المسابقة اعتمدت شعاراً واضحاً هو أن البيرق يحصل عليه من يصوت أكثر، بمعنى الذي يدفع أكثر يشيل!.. هل الشعر يكيل بالبادنجان على رأي عادل إمام وبرسائل ال(اس ام أس) على رأيي أنا؟!.

قبل أيام بحي الوزارت بالرياض نشبت مشادة كلامية تطورت إلى تلاسن ثم تشابك بالأيدي وشد الشعر ثم العض، لم تكن تلك المعركة بين طوال الشوارب بل بين (طفلتين) في الصف الخامس ابتدائي في مدرسة ابتدائية في حي الوزارت بالرياض، كانت إحداهما تتفاخر بالشاعر ناصر الفراعنة والأخرى بشاعر ينتمي إلى قبيلة أخرى!..

هذه المسابقة انحرفت عن مسارها إذا كانت أساساً وضعت لخدمة الشعر وليس لخدمة ميزانية القناة فقامت بتوزع بطاقات التعصب مجاناً لكل الأعمار ولذلك فإن من المفترض على المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي مناقشة الأمر بكل صراحة ووضوح..

فلا أذكر أنه من بين أهداف المجلس دعم أو السكوت عن البرامج التلفزيونية التي تعزف على أوتار القبيلة باعتبارها أحد الأهداف الإستراتيجية التي تؤدي للوحدة والتكامل والأمن الداخلي الخليجي!!.



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد