الظهران - حسين بالحارث
أعلنت كل من مكتبة الكونغرس وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مؤخرا تأسيس شراكة بينهما في توثيق تاريخ العلوم لدى العرب والمسلمين رقميا. وسوف تقوم مكتبة الكونغرس بالاشتراك مع الجامعة بتشكيل لجنة استشارية دولية من العلماء ومديري المكتبات البارزين لوضع إستراتيجية لتحديد واختيار المخطوطات، وغيرها من المواد النادرة والفريدة المتصلة بالعلوم عند العرب والمسلمين وترقيمها، وتصنيفها، والتعريف بها، وتعزيز إجراء الأبحاث العلمية عنها، وذلك بهدف إدراج هذه المواد في المكتبة الرقمية العالمية وغيرها من مشروعات المكتبات الرقمية.
وسوف تمكن الشراكة مكتبة الكونغرس من العمل مع جامعة الملك عبدالله وشركائها في المكتبة الرقمية العالمية في إعداد تاريخ علوم العرب والمسلمين باعتباره محوراً أساسياً في المكتبة الرقمية العالمية؛ التي سيتم إطلاقها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أوائل عام 2009م.
وستعمل مكتبة الكونغرس وجامعة الملك عبدالله خلال فترة الصيف على تشكيل اللجنة الاستشارية الدولية، التي ستعقد أول اجتماع لها في خريف عام 2008، كما سوف تكون هذه اللجنة جزءاً من شبكة مجموعات العمل واللجان التي تؤسسها مكتبة الكونغرس ومنظمة اليونسكو لوضع خطط تطوير المكتبة الرقمية العالمية.
صرح أمين مكتبة الكونغرس جيمس بيلينغتون، بقوله: (إن التعاون مع جامعة الملك عبدالله سوف يمكننا من الاستعانة بالعلماء وأمناء المكتبات والمتاحف البارزين من العالم الإسلامي وأوروبا والولايات المتحدة في تطوير هذا العنصر المهم في المكتبة الرقمية العالمية).
وأضاف قائلا: (إننا نرى هذا التعاون ليس باعتباره مهماً فقط لموضوع معين من العلوم في العالم العربي، وإنما باعتباره نموذجاً للجمع بين الخبراء من دول عدة للعمل معاً في موضوعات مشتركة بما يكفل أعلى مستوى من الجودة في أن نجمع الكثير من المواد العلمية الأولية الموجودة في أماكن مختلفة لتكون في متناول العامة على شبكة الإنترنت).
وبهذه المناسبة أيضا صرح نظمي النصر، الرئيس المكلف لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بقوله: (إن رؤية جامعة الملك عبدالله لا تنحصر في كونها جامعة أبحاث عالمية للقرن الحادي والعشرين فحسب، بل أيضا لتكون بمثابة توثيق لإنجازات العرب والمسلمين العلمية الجلية في خدمة البشرية).
وأضاف: (وإننا لنتطلع من خلال هذه الشراكة مع مكتبة الكونغرس إضافة للشراكة مع جامعات ومتاحف عدة، لتعزيز مكانة تاريخ العلوم الإسلامية العريقة، وجعل هذه العلوم متوفرة للعامة على مستوى العالم من خلال المكتبة الرقمية العالمية).
وتتجلى رؤية جامعة الملك عبدا لله للعلوم والتقنية، وشراكاتها الهادفة لخدمة البشرية، في استعادة العصر الذهبي العربي والإسلامي للعلوم، من خلال التعاون العلمي والمعرفي.
كما ينضوي تحت هذه الرؤية الحكيمة خدمة العلم في مناخ محفز ليتعاون العلماء فيما بينهم كما كان في (بيت الحكمة)؛ المنبر العلمي العربي والإسلامي الذي أضاء العالم.
وبما أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية جامعة عالمية جديدة للأبحاث، فإن هذه الشراكة سوف تساعدها في إتمام برامجها الأكاديمية والبحثية في العلوم والهندسة الحديثة وبرامج التواصل التي تهدف إلى تعريف الطلاب وهيئة التدريس بأهمية التاريخ الثري للبحث والاكتشاف العلمي عند العرب والمسلمين.
كما تهدف جامعة الملك عبدالله إلى أن تقوم بدور تعاوني وتنسيقي على المستوى العالمي لدعم جهود الجامعات والمكتبات والمتاحف حول العالم، والتي تمثل جهودها مجتمعة أساساً جوهرياً لتعزيز الدراسات العلمية في هذا المجال.