ثامر بن فهد السعيد(*)
الأسبوع الأول من بداية تطبيق القطاعات الجديدة للسوق السعودية وتطبيق معادلة المؤشر الحر واحتساب الأسهم الحرة المتاحة للتداول في السوق ينتهي بإيجابية واضحة بعد أن أنهى المؤشر العام تداولات الأسبوع عند مستوى 9.501 نقطة محققاً مكسباً بـ320 نقطة وهو ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 3.48% وذلك بعد أن كان مستوى الافتتاح الأسبوعي بعد التعديل هو أدنى مستوى يسجله المؤشر العام هذا الأسبوع وكان الإغلاق الأسبوعي أيضاً عند أعلى مستوى يسجله المؤشر العام الأسبوع المنصرم وبهذا يكون المؤشر العام قد أنهى تداولات الأسبوع عند أعلى مستوياته الأسبوعية وهي إشارة إيجابية لتداولات الأسبوع الحالي وبالنظر إلى مستويات الإغلاق الأسبوعية فقد سجل السوق أعلى مستوى إغلاق له الأربعاء الماضي بعد أن توقفت تحركات المؤشر العام عند مستوى 9.501 نقطة بينما كان أدنى مستوى إغلاق للمؤشر الأسبوع الماضي في تداولات الأحد بعد أن سجل المؤشر تراجعاً حتى أنهى المؤشر تداولاته اليومية عند مستوى 9.307 نقطة. وشهد السوق الأسبوع الماضي مع بداية تداولات المؤشر الحر للأسهم السعودية ارتفاعاً في قيم وأحجام التداول وهذا بعد أن اتضحت الصورة للمتعاملين بالسوق وزوال الشكوك والمخاوف من تأثير تطبيق هذه الهيكلة الجديدة للسوق، وأيضاً شهد الأسبوع الماضي انطلاقة أضخم اكتتاب في السوق السعودية وهو اكتتاب مصرف الإنماء، ويبدو أن إيجابية السوق أثناء الاكتتاب تبدد المخاوف من تأثير الاكتتاب على السوق والمخاوف من سحب الاكتتابات للسيولة من السوق. ودخل السوق مع تداولات الأسبوع الماضي فترة الإفصاح عن النتائج المالية للربع الأول من هذا العام وستكون هذه النتائج المؤثر الأكبر على مجريات التداول لحين نهاية هذه الفترة التي ستعطي دلالة على توجهات السوق خلال العام الحالي 2008 .
قراءة في الأداء الأسبوعي للسوق (Weakly)
أنهى المؤشر العام للسوق السعودية تداولاته الأسبوعية على ارتفاع بلغ 320 نقطة وهو ما يمثل مكاسب بلغت نسبتها 3.48% وجاءت هذه المكاسب في الأسبوع الأول لتطبيق المؤشر الحر لسوق الأسهم السعودية، ولعل المكاسب في الأسبوع الأول لتطبيق الهيكلة الجديدة للسوق دلالة على نجاح تطبيق هذه الهيكلة بالإضافة إلى تأقلم المتعاملين بالسوق على الهيكلة الجديدة والمؤشر الجديد الذي أصبح يعكس حقيقة التحركات في السوق السعودية وأيضاً حقيقة التحرك للمؤشر العام للسوق السعودي (TASI) وبالنظر للرسم البياني الأسبوعي للمؤشر العام فقط استطاع السوق خلال تداولات الأسبوع الماضي التحرر من المسار الهابط الذي بدأه المؤشر العام بعد انخفاضه من مستوى 11.964 نقطة وهي إشارة إيجابية لتحرر السوق من هذا المسار الهابط بالإضافة إلى أن المؤشر والسوق قد حافظا على مستوى المسار الصاعد الذي حمل السوق لمدة تجاوزت التسعة أشهر من بعد ملامسة مناطق الدعم لهذا المسار لأربع مرات وهذا من شأنه زيادة متانة وقوة هذا المسار الذي أصبح يمثل دعماً رئيساً للسوق الأيام القادمة وللنقاط الإيجابية التي بدأت واضحة في الرسم البياني للسوق سأبدأ بذكر مناطق المقاومة التي يستهدف المؤشر العام اختبارها خلال فترات التداول القادمة وتقع أول المقاومات الأسبوعية للسوق السعودية عند منطقة 9.675 نقطة وهي تعتبر منطقة المقاومة الأولى للسوق السعودية وفي حال ثبات السوق أعلى من هذا المستوى فمن المتوقع أن يواصل السوق إيجابيته ليختبر منطقة المقاومة الثانية للسوق والواقعة قرب مستويات 10.000 نقطة وبهذا يكون الثبات أعلى من مستوى 9.675 نقطة على المستوى الأسبوعي بمثابة بوابة العبور إلى مستويات 10.000 نقطة وفي حال لم يستطع السوق المحافظة على إيجابيته فسيعود المتعاملون لمراقبة مناطق الدعم للسوق التي يقع أولها عند مستوى 9.330 نقطة يليها منطقة الدعم الثانية عند مستوى 9.200 نقطة التي تمثل منطقة دعم للمسار الصاعد والإغلاق أدنى منها يمثل خطر كسر المسار الصاعد الحالي، ويلي منقطة الدعم هذه منطقة دعم أخرى وهي منطقة دعم أفقية واقعة أدنى من مستوى المسار الصاعد في منقطة القمة السابقة والتي سبق اختراقها في موجة الصعود السابقة عند 8.940 نقطة.
وبالنظر للرسم البياني للمؤشر العام على الفاصل اليومي فكما حال السوق أسبوعياً فقد استطاع السوق خلال فترات تداولات الأسبوع الماضي ومن مطلع تداولات الأسبوع اختراق المسار الهابط السابق والمقاومة المائلة له والممتدة من مستوى 11.964 نقطة وذلك بعد أن أغلق المؤشر العام عند مستوى 9.408 نقاط والتي عاد منها في ثاني أيام التداول الأسبوعية ليؤكد اختراق هذا المستوى الهابط وبعد هذا الاختراق استمر السوق في تسجيل إغلاقات إيجابية متتالية حتى نهاية الأسبوع وكان كل إغلاق يومي أعلى من سابقه وهي إشارة تدل على إيجابية التداولات. وبالنظر إلى مستويات المقاومة التي سيختبر اختراقها المؤشر العام خلال الأسبوع الحالي فتقع أول مناطق المقاومة هذه قريبة من مستوى إغلاق الأربعاء عن النقطة 9.530 نقطة والإغلاق تداولات السبت أعلى من هذا المستوى يعكس إشارة لاحتمالية استمرار الإيجابية على التداولات وصولاً إلى مستوى المقاومة الثانية والواقعة في منطقة النقطة 9.580 نقطة والنجاح في اختراق هذا المستوى يجعل السوق أمام مواجهة أولى المقاومات الأسبوعية التي قد سبق الحديث عنها. أما عن مستويات الدعم اليومية للمؤشر العام فيقع الدعم الأول للمؤشر العام عند مستوى 9.430 نقطة يليها مستوى الدعم الثاني الواقع عند مستوى 9.300 نقطة والإغلاق يومي أدنى من هذا المستوى يزيد من احتمالية تسارع وتيرة الهبوط حتى العودة لملامسة مستويات الدعم الأسبوعية التي سبق الإشارة إليها في هذا التقرير ولكن المتابع للمؤشرات الفنية يرى أنها في أغلبها إيجابية كمؤشر القوة النسبية ومؤشر الزخم ومؤشر قوة الطلب فجميعها على الفاصل اليومي تشير إلى الإيجابية إلا أن مؤشر العشوائية قد وصل إلى مناطق التشبع من الشراء إلا أنه لا زال يحافظ على إيجابيته ويتوجب مراقبته خلال جلسات التداول القادمة من حيث استمراره بالإيجابية أو عودته سلباً وكسر مستوى 80 وحدة نزولاً وهو ما يشير إلى قرب عمليات من جني الأرباح في السوق ولكن يظل المؤشر المتأخر من حيث القراءة والأصدق مؤشر الماكدي يشير إلى الإيجابية وذلك بعد التقاطع الإيجابي الذي حدث بين متوسطاته والذي لم يحدث منذ عودة السوق من مستويات 11.964 نقطة، ويشير هذا التقاطع بين متوسطات هذا المؤشر والتي تشير إلى توقع استمرار الإيجابية إلى نهاية شهر أبريل الحالي حتى لو تعرض السوق لبعض التذبذبات خلال التداولات الشهرية طبعاً مع التأكيد على تأثير النتائج المالية للربع الأول للشركات على مجريات التداول خلال هذا الشهر وسأعود للحديث عن المؤشرات الغنية على الفاصل الزمني الأسبوعي.
وبالنظر إلى مستويات الفيبوناتشي(Fibonacci) فمنذ ارتداد السوق من مستوى 9.051 نقطة ودخوله في موجة صاعدة والتي تمثل مستوى فيبوناتشي 0% استطاع المؤشر العام اختراق مستوى الفيبوناتشي 23.6% والذي أصبح يمثل مستوى دعم لتحركات المؤشر العام عند مستوى 9.297 نقطة وتوقفت تحركات السوق عند مستوى الفيبوناتشي 38.2% والذي لازال يمثل مقاومة للمؤشر العام عند مستوى 9.504 نقطة يليها مستوى الفيبوناتشي 50% والتي أيضا تمثل مستوى مقاومة للسوق والواقعة عند مستوى 9.660 نقطة والتي يتوقع أنها هدف للموجة الإيجابية الحالية قبيل العودة بعمليات من جني الأرباح والثبات أعلى منها يرشح استهداف المؤشر العام لمستويات الفيبوناتشي التالية 61.8% والواقعة عند مستوى 9.847 نقطة.
وبالنظر إلى المتوسطات المتحركة البسيطة للسوق فيمثل مستوى المتوسط المتحرك البسيط 200 يوم دعم رئيس للسوق لوقوعه عند النقطة 8.974 نقطة في حين أن المتوسط المتحرك البسيط 50 يوماً لازال يمثل مستوى مقاومة للمؤشر العام ويقع هذا المتوسط عند مستوى 9.614 نقطة والثبات أعلى من هذا المستوى يمثل إيجابية لتداولات السوق وانتظاماً في تحركات المؤشر العام يليه مستوى المتوسط المتحرك البسيط 100 يوم والواقع عند مستوى 10.056 نقطة والذي بدوره يلعب دور مقاومة لتحركات السوق القادمة وينتظر خلال تداولات الأسبوع الحالي أن يجري تقاطع إيجابي بين المتوسطين المتحركين البسيطين ويمثل التقاطع بين هذين المتوسطين إشارة لاستمرار السوق في إيجابيته الحالية والظاهرة منذ تداولات الأسبوع الماضي.
المؤشرات الفنية أسبوعياً
(Weakly Indicators)
- مؤشر الماكدي(MACD)
لازال مؤشر الماكدي على الفاصل الزمني الأسبوعي يشير إلى التوجه السلبي إلا أنه لا زال يحافظ على بقائه أعلى من المستوى الصفري له وهي إشارة جيدة وينتظر خلال تداولات الأسبوع الحالي أن يبدأ هذا المؤشر بالتوجه أفقياً قبل في بداية للاتجاه إيجاباً وأيضاً في بداية العودة للتقاطع إيجاباً بين متوسطات هذا المؤشر في إشارة إلى قوة ومتانة المسار الصاعد الحالي للسوق، وكما يعلم الجميع أن مؤشر الماكدي من أبطأ المؤشرات تحركات ولكنه دائماً يدل على قراءة صحيحة ودقيقة ولازال المنتظر بداية انعطاف هذا المؤشر نحو الأفقية.
- مؤشر القوة النسبية (RSI)
لازال مؤشر القوة النسبية يحافظ على إيجابية ووقوعه أدنى من مستوى التشبع من الشراء يزيد من إيجابيته وبذلك إيجابية الأداء العام للسوق وقد أنهى مؤشر القوة النسبية تحركاته الأسبوعية عند مستوى 48 وحدة وينتظر أن يتجه هذا المؤشر لاختبار مستوى 54 وحدة والذي يمثل مقاومة له متوافقة مع المقاومة الأسبوعية للسوق بشكل عام.
- مؤشر قوة الطلب
(Demand Index)
انحرف مؤشر قوة الطلب إيجاباً بعد نهاية التداولات الأسبوعية من منطقة عدم التشبع في إشارة إلى سيطرة قوى الشراء في السوق على القوى البائعة وهذا من شأنه التوقع بأن هذه القوى المسيطرة على السوق حاليا قادرة على كسر مستويات المقاومة للسوق وبذلك أخذ السوق في موجة إيجابية خصوصا مع انعكاس هذا المؤشر إيجابا من مناطق تشبع البيوع في السوق.
- مؤشر تدفق السيولة(MFI):
رغم أفقية هذا المؤشر على الفاصل اليومي إلا أنه وعلى الفاصل الأسبوعية يشير إلى قوة تدفق السيولة إلى السوق وذلك بعد توجه هذا المؤشر إيجاباً بعد نهاية تداولات الأيام الماضية وتوقف تحركاته عند مستوى 52 وحدة ويمثل مستوى 54 وحدة منطقة مقاومة لهذا المؤشر ينتظر الثبات أعلى منها حيث يتوقع أن الثبات أعلى من هذا المستوى يجعل من المتوقع زيادة تدفق السيولة إلى السوق.
- مؤشر العشوائية
(Stochastic):
اتجه هذا المؤشر إيجاباً من مناطق تشبع البيع وتقاطعت متوسطات هذا المؤشر إيجاباً في إشارة إلى دخول السوق في موجة إيجابية وتقاطع متوسطات هذا المؤشر تعكس تفاؤل المتعاملين بالسوق بأدائه وتوقع الإيجابية فيه وتوقفت تحركات هذا المؤشر عند 27 وحدة ومتوقع أن يستمر بإيجابيته حتى يصل إلى اختبار مستوى مقاومته الواقعة عند مستوى 54 وحدة وبثباته أعلى منها يرشح استمرارية الإيجابية في السوق حتى يصل هذا المؤشر إلى مستويات التشبع من الشراء أعلى من مستوى 80 وحدة.
نتائج الربع الأول 2008
كما نعلم فقد دخل السوق في فترة الإفصاح والإعلانات عن النتائج المالية للربع الأول من العام الحالي وهذا ما شهده السوق بعد أن أعلنت عدد من شركات نتائجها المالية كبنك الرياض من القطاع البنكي وشركة سبكيم والمجموعة السعودية وشركة الكابلات وعسير وشركة التعاونية للتأمين وعدد من شركات الأسمنت وكان عدد من هذه النتائج يعكس تفاؤلاً على الشركات المماثلة لها في العمل والإنتاج والمماثلة لها في القطاع وكذلك كانت بعض النتائج تشير إلى تراجعات في الأرباح وخسائر ربعية تثير بعض التشاؤم تجاه النتائج المالية للشركات المماثلة لها خصوصاً تأثر بعض الشركات من الأسواق العالمية كشركة التعاونية للتأمين ومن المتوقع أن يشهد السوق غربلة في محافظ متعامليه الاستثمارية وانتقاء المراكز داخل السوق وفق النتائج المعلنة والنتائج المالية المتوقعة للشركات المدرجة في السوق لذلك المتوقع أن يكون التأثير الأكبر في السوق الفترة القادمة للنتائج المالية والأرباح ونسب النمو التي ستحققها الشركات المدرجة في السوق وهذا ما يعني وجوب الدقة في انتقاء المراكز الاستثمارية داخل السوق ليؤمن المتعامل تقلبات السوق في فترة الإفصاح الحالية وذلك وفق القواعد المالية المتعارف عليها كنسب النمو في الأرباح ومكرر الربح الحالي والمستقبلي وكذلك يظل الأهم العائد على الاستثمار من هذه الشركات فنتائج الربع الحالية ستنعكس على مجريات التداول بشكل عام وذلك حتى نهاية الربع الحالي من هذا العام 2008 .
(*) محلل أوراق مالية
عضو جمعية الاقتصاد السعودية
ThamerFALsaeed@Gmail.com