عبد الله الكثيري
إنها ليلة خميس (ربيعية) غير عادية (بُحت) فيها الحناجر وانفجرت فيها الدموع لتروي كافة أرجاء الاستاد (الدرة).
إنها عودة (فارس) اغترب عن أهله وربعه وخلانه عشر سنوات قائلاً هاأنا ذا أعود إليكم مرفوع الرأس، أعود إليكم لأروي عطش السنين أيها (الأحباب)!
أحببتموني يا عشاقي وأحببتكم، صبرتوا علي وعدت لكم كما عهدتموني.. إنكم يا جمهوري العاشق لم تتخلون عني رغم (عقوقي) نحوكم وكل سنة من الغياب والغربة تزداد أعدادكم وتزدادون حباً وعشقاً (في)!
أعود لكم هذه المرة وأنا امتطي جوادي الأصفر عبر صديقي وحبيبي ورفيق دربي (الهلال) الذي وحشني لقاءه سنوات طويلة فما أجمل عودتي إليكم عبر هذا الهلال..
يا عشاقي يا جمهور الشمس يا جمهور الوفاء في زمن (اللا وفاء) أعدكم هذه المرة أن أعود إليكم بكامل (زينتي) وبكامل قوتي وعنفواني وما ليلة الخميس التي قدمت لكم فيها كأساً غالية ما هي إلا هدية متواضعة ستتبعها - بإذن الله - (كؤوس) وبطولات هي عربون الحب بيننا..
لن يرتاح لي بال إلا وأنا أرى دواليب النادي تمتلئ بكامل زينتها بالذهب وتتوشح المجد في كل جانب..
يا له من نصر حين يتحدث وحين يعود ويا لها من إدارة (حبيبة) شجاعة عملت بصمت وسهرت الليالي من أجل أن يعود الحبيب لمحبيه.
أعترف أنني (قسوت) على هذه الإدارة والإدارات التي قبلها وكل ذلك بدافع الحب والغيرة على هذا الكيان العريق الذي أحببته وأنا طفلاً ألهو وأرتع مع أقراني في حي (الجرادية) أيام محمد سعد العبدلي وناصر الجوهر ومبروك التركي - رحمه الله - وخالد التركي وغيرهم من اللاعبين الأفذاذ ليأتي العهد الذهبي لنصر الأمجاد ليأتي ماجد وبقية الرفاق يواصلون مسيرة الإنجاز والإعجاز لازداد حباً وتعلقاً بهذا الأصفر الذي سرق الألباب وجعل من لا يحبه يحبه أو لنقل يتعاطف معه لأنه منجم ذهب ومعدن أصيل يخرج النجوم الذين اسعدوا أبناء الوطن.
يا لها من عودة جميلة للغالي يا لها من دموع انهمرت ويا لها من لحظات أبكت من في المدرجات حين شاهدوا أصفرهم يتمخطر في أرض الميدان ويغازل عن بعد تلك (الكأس) الجميلة التي كانت تطل عليه من الشرفة العالية ليقول لها أنا الأحق بك أنا الذي اشتقت لك بعد غياب.
يا سادة يا أحبة هذا النصر حين يعود اعلموا أن المدرجات ستنفجر والأفراح ستعم الديار والذبائح سوف تعلق في كل مكان هذا هو النصر وهذا هو السر في حب الناس له وهذه هي شعبيته التي لا يستطيع أي إنسان أن يحجبها أو يتجاهلها.
لقد حزنت سنوات طويلة على ابتعاد نصرنا عن البطولات وكبت حزني ودموعي واعتزلت كل شيء إلا حب هذا النصر وفجأة انفجرت دموعي في تلك اللحظات الحاسمة حين أطلق السويسري صافرته معلناً عودة المجد إلى فارس نجد مرة أخرى لأردد مقولة الراحل الكبير الأمير عبد الرحمن بن سعود والتي تغنى بها الراحل الكبير طلال مداح (أحبك يا نصر والله أحبك) نعم والله أحبك وأحبك وأحبك يا رفيق الدرب ويا حبيب الملايين.. وسأبقى أحبك إلى الأبد!!
إن الحديث عن النصر يحتاج إلى صفحات بل مجلدات ولكن في عز الفرح الأصفر يتوقف القلم ويتلعثم اللسان وتتوقف الكلمات وهذا ما حدث لي.
كل الشكر والامتنان إلى قائد المسيرة النصراوية الموفقة (وجه السعد) الأمير الشاب فيصل بن عبد الرحمن الذي صبر وظفر وكل الشكر والامتنان والحب لأخي الحبيب الأمير (وليد بن بدر بن سعود) الساعد الأيمن للأمير الذهبي ومليون شكر للرجل الذي يعمل ويتعب ويسهر ويسافر من أجل نصره وعشقه الأستاذ طلال الرشيد ابن النصر البار وشكراً لهذه الجماهير الهادرة التي لم تخيب الظن فيها ولم تتخلى عن نصرها رغم الغياب الطويل.
وهنا آمل من إدارتنا الغالية إدارة الرجل الذهبي أن تواصل العمل في السنوات القادمة وآمل أن لا يتخلوا عن الداهية (التون) الذي تحلم به كل الفرق والبحث عن لاعبين أجانب على مستوى عال أحدهم في خط الهجوم والآخر في خط الدفاع وتقديم الشكر للمرداسي والنفطي والحفاظ على فهد الزهراني وعبده برناوي وبالتأكيد البحري مع بقية النجوم الصغار الذي يتقدمهم الفارس القادم أو ماجد القادم (ريان بلال).
وفي الختام كل الشكر لمن أحب النصر من إدارة وجماهير ولاعبين وألف ألف مبروك وعقبال البطولات القادمة بحول الله وقوته.