شلال النور يتجه للحلبة...
الجلوس من حولها يتأهبون للحماس...
الحكم يفرك كفيه عل العرق الذي يرشح تغلق مساماته...
المتصارعون يقبلون... من أمامهم جوقة...
ومن خلفهم مطبلون...
الوطيس يلتحم...
المتحلقون تنفرط حبال أصواتهم...
تعج الأنحاء...
تتلاعب الأنوار...
تتزاحم الحركة والمقاعد والأيدي والأكتاف...
يسقط المتصارعون خارج الحبال...
بعد عد وحد يعودون.. لعابهم يسيل...
وأسمالهم تكشف عنهم...
وجوقاتهم تتلون وجوهها... وتغمغم كلماتها... وتطفح أفكارها... وتضطرب مشاعرها...
وتختلف آراؤها...
الحلبة لا تزال منتصبة ...
النور لا يزال مسلطا عليها...
حبالها لا تزال مطاطية رخوة حيث يميلون تميل... غير أنها من التفاوت في السعة بين خطوطها تتيح لأجساد المتصارعين أن تلفظ للخلاء...
العد التنازلي لما بعد حان وقته...
المياه المكومة في تجاويف أفواه المتصارعين تتناثر بلا وجهة نحو المشجعين...
...
الشرخ بين المصارعين والفوز اتسع...
تبدلت الأجساد فوق المقاعد حول الحلبة...
اختلطت الغوغاء...
لا يبدو للنتيجة مؤشر...
الحكم سقط مغشياً عليه...
الحلبة قائمة وحبالها ترتد وتعود وتستقر وتتحرك ...
من ثم تبدو كما هي...
المتصارعون يلحسون دماءهم...